نحن أبناء المنظمة الشغيلة التي قدّمت التضحيات من أجل إبقاء الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة عتيدة مستقلّة ممثلة لكلّ الشغالين ومستقلّة عن كلّ الأطراف السياسيّة بالرغم من محاولات التدجين والهيمنة وسياسة الترهيب التي مارستها الحكومات المتعاقبة في العهد البورقيبي وفي عهد الطاغية بن علي بتسليط آلة الحزب المنحل لفرض الوصاية على الاتحاد وبالرّغم من انسياق البعض من قيادات الاتحاد في مخططات الوصاية حتى وصل الأمر إلى تجديد الولاء وتزكية التجمع المنحل والطاغية بن علي وتأييده للاستمرار في مسك السلطة وحكم الشعب بالحديد والنّار، مقابل مكاسب ذاتية والسكوت عن تجاوزات شخصيّة على حساب مصالح العمال. لقد تعامل العمال مع هذه التحديات الداخلية والخارجية بقدر كبير من ضبط النفس حفاظا على وحدة المنظمة الشغيلة ولفرض وقوفها إلى جانب صف الشعب في ثورته المباركة بالرّغم من التزكية التي كان يتلقاها الهارب بن علي من بعض الرموز القياديّة في الاتحاد إلى حدّ الأيّام الأخيرة التي سبقت ساعات الحسم في 14 جانفي 2011. إنّ ما بادرت به مجموعة من كوادر الاتحاد بإنشاء حزب يدّعى أحد مؤسسيه في حواره المنشور يوم 13 ماي 2011 بموقع المصدر أنّه يضمّ أكثر من 50% من الهيأة الإداريّة الوطنيّة يعتبر تجاوزا خطيرا وتوظيفا حزبيّا ضيقا للمنظمة كم أجل طموحات شخصية على حساب الرّصيد النظالي للمنظّمة الشغيلة التي أرادها منظوريها مستقلّة عن كلّ الأحزاب السياسيّة باعتبارها الوعاء الجماهيري والديموقراطي الذي يضمّ في صفوفه كلّ فئات الشغيلة بمختلف توجّهاتهم السياسيّة والفكرية وليس كما يدّعي أحد مؤسّسي الحزب بأنّ 80% من منخرطي الاتحاد لا يمتلكون توجها وانتماءا سياسيّا ضمن منظّمات وأحزاب المجتمع المدني الذي أطّر الثورة وشارك في إنجاحها. إنّ النقابين الغيورين على وحدة المنظّمة الشغيلة يدعون إلى تجنيب الاتحاد كل هذه التجاذبات الحزبية ويدعون إلى القطع مع هذه المبادرات التي ترمي إلى توظيف الرصيد التاريخي والنضالي للمنظمة النقابية ولتضحيات القواعد العمالية لطرح مشاريع حزبية ضيقة وفئوية تكون لبعض الوجوه المبادرة قوارب نجاة بعد أن انتهى دورها صلب الاتحاد وفقدت المصداقية وثقة الجماهير العمالية والنقابية نتيجة المسار المشبوه الذي انتهجته والمتسم بمداهنة سلطة السابع من نوفمبر وبالتغطية أو السكوت عن جرائمه التي ارتكبها في حق العديد من العمال والنقابيين خلال عقود القهر والاستبداد وقد استرد هؤلاء حقوقهم التي تخلت عنها بعض قيادات الاتحاد التي اصطفت مع الطاغية، وهي اليوم تغازل بعض الأطراف المشبوهة لدعم مبادرتها الحزبية بتوظيف نقابي انتهازي. للإمضاء والمصادقة على البيان الرجاء مراسلة العنوان البريدي التالي وذكر الاسم والصفة: [email protected]