لا يملك كل تونسي وتونسية إلا أن يزف تحية إجلال وعرفان وإكبار إلى المقاومين من قوات الأمن والجيش الذين رفعهم الله إليه شهداء في هذا اليوم الإربعاء 18 مايو آيار 2011 وهم في حالة دفاع عن تونس الحبيبة وثورتها في منطقة الروحية بولاية سليانة في إثر تصديهم لشرذمة من الإرهابيين والمرتزقة الذين كانوا يخططون للنيل من ثورة 14 يناير 2011 والله وحده يعلم الجهة التي تستأجرهم لوأد عزيمة التونسيين وإغتصاب دماء زهاء ثلاثمائة شهيد في الثورة الأخيرة فضلا عن مئات آخرين على إمتداد حقبات زمنية طويلة رزحت فيها البلاد تحت نير الإحتلال الفرنسي ثم الإحتلال البورقيبي ثم الإحتلال المافيوزي في عهد الذنب المقطوع بن علي وعصابات النهب والسلب والإفساد في الأرض والتصهين. تلك هي المقاومة الوطنية الحقة وذلك هو الجهاد القح .. تلك هي الشهامة وتلك هي الكرامة .. تلك هي الوطنية التي لا تبالي على أي جنب يكون في الله مصرع رجالها.. ذلك هو حب تونس وتلك هي التضحية في سبيلها .. أما ما عدا ذلك فزبد هو ذاهب حتما جفاء .. أما ما ينفع الناس فهو ماكث في الأرض بدماء رجال الجيش في الروحية ودماء شهداء ثورة 14 يناير 2011 ودماء قوافل من الشهداء قدمتهم معركة التحرير الوطنية ومعركة الزواتنة واليوسفيين ضد الولاء لفرنسا ثقافة وحضارة ومعركة النقابيين والإسلاميين وكل الوطنيين الذين ثبتوا على نهج المقاومة حتى أذن سبحانه بإنبلاج فجر الحرية. إن شعبا قدم قوافل من الشهداء في إثرها قوافل لن يبخل على بلاده كلما حانت الفرصة بدماء جديدة يستوي أن تكون من عروق الجيش أو الأمن أو الطلبة أو التلاميذ أو العمال أو النساء أو غيرهم.. إن شعبا ذاك دأبه سيمضي بإذنه سبحانه إلى حصد إستحقاقات ثورته العظيمة هازئا بالمؤامرات.. اللهم تقبلهم عندك شهداء خلصا.. اللهم أورثهم فراديس العليين مع الأنبياء والمرسلين.. اللهم إجعل دماءهم الطاهرة الزكية عربونا آخر من عرابين المقاومة والجهاد.. اللهم أخلفنا فيهم خيرا وأخلفهم في أهلهم وولدهم خيرا.. اللهم إحفظ تونسنا الحبيبة من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين.. اللهم إحفظ سفينة بلادنا بسدادك وتوفيقك إلى حيث الحسنى واليسرى.. اللهم آمين . اللهم آمين. اللهم آمين. الهادي بريك المانيا