السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد فؤاد نجم : الثورة ستخلق أصواتها الابداعية
نشر في الحوار نت يوم 19 - 05 - 2011


أحمد فؤاد نجم : الثورة ستخلق أصواتها الابداعية

تونس-العرب أونلاين- عبد المجيد دقنيش
هو آخر المتحصنين بحصن الكلمات المتمردة لأنه يعتبر أن الثقافة هي آخر القلاع التي تسقط.. هو صوت الضعفاء والمهمشين لم يراهن في حياته لا على نظام ولا على شخص فقط؛ راهن على الشارع والمواطن البسيط لذلك لم يغير توابثه ومبادئه لأن عصا الظلم والديكتاتورية لم تنقشع من الكون..
هو شاعر صدامي ارتبط اسمه في ذاكرة الأجيال العربية بشعر الالتزام والثورة والأغنية البديلة. شكل ثنائيا مزعجا للسلطات وكافة الأنظمة الديكتاتورية مع رفيق دربه الشيخ إمام؛ وذاقا خلال رحلتهما مرارة السجون والجوع والتشرد لأنهما ببساطة احترقا في هوى هذا الوطن.. الأزقة الخلفية تعرفه والمعتقلات شاهدة على أحلى القصائد التي قالها.
قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجون: "إن فيه قوة تسقط الأسوار"، وأسماه الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية"، في حين يسميه الرئيس السابق أنور السادات: "الشاعر البذيء".
في عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء..
هذا هو الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم المعروف في الأوساط الثقافية باسم "الفاجومي".. في طيات جبينه ومطفأة جسده يحمل هموم جيل بكامله وذاكرة وطن من السجن الى السجن ومن الماء الى الماء...
التقيته في هذه اللحظات التاريخية المتلبسة بدماء الشهداء والمتسربلة ببارود الثورة فاستقبلني بجلبابه الشهير وضحكته الطفولية العميقة وروحه المرحة الساخرة.. .امتطينا صهوة الشعر والطفولة والذكريات والتسكع والسجن والثورة فخرج الكلام على عواهنه دونما تكلف أو تزلف.. وبقيت صدى صرخته المنتصرة للشعب "الشعب هو الباقي حي.. هو الا كان.. هو الا جي... طوفان شديد لكن رشيد... يقدر يعيد صنع الحياة... والشعب لما يقول يا أصحاب العقول... نسمع ونفهم.. ونحترم صوت الالاه"... بقيت صرخته تتردد عبر كامل هذا الحوار فدعونا ننصت لصوت الشعب ووجع الكلمات في هذه الورقات المتواضعة.
* كيف عشت فجر انبلاج الثورة التونسية والمصرية،أنت الذي كنت دائما تتنبأ وتصرح بأنك لن تموت حتى تقوم الثورة العربية؟ وهل أنت متفائل بمستقبل هذه الثورات العربية في ظل التجاذبات الكثيرة التي تتقاذفها؟
- صحيح كنت أردد دائما في أشعاري وتصريحاتي أنني لن أموت الا بعد أن تتحقق الثورة في الوطن العربي كله..والحمد لله أنني عشت هذه اللحظة التاريخية التي أنتظرتها أجيال متعاقبة..وأنا اليوم أريد أن أحيا أكثر وأعيش بينكم الى أن يزول النظام السوري والسعودي وبقية الأنظمة الديكتاتورية.
أما بخصوص التفاؤل فأنا جد متفائل بالمستقبل خاصة مع وجود جيل شباب النات، وكذلك ما دامت المرأة العربية الولادة موجودة فلا خوف على مستقبل هذه الثورات مهما كانت التحديات..المرأة العربية خلاقة ومتحدية بطبعها وهي ترمز لخصوبة الحياة وثراءها وبمجرد أن تقول لها صباح الخير تحبل..ومن هنا لا يمكن أن نسحب خيبة جيل على الجيل الذي يليه.
* وهل تعتقد أن هذه الثورات ستحقق استقلاليتها وستختار نظامها وحاكمها أم سيقع السيطرة عليها وتوجيهها من القوى السياسية الخارجية خدمة للمصالح الغربية الأمريكية؟
- أعتقد أنه لابد أن تحصل محاولات للسيطرة والتوجيه من قبل القوى الاستعمارية الصهيوأمريكية خدمة لمصالح اسرائيل وأمريكا والغرب ولكن رغم أن الثورة لم تكتمل بعد في تونس ومصر، الا ان من ينظر بعمق لما حدث سيلاحظ التغيرات الجذرية التي تقع في كلا البلدين...يا أخي أنا الأن حينما أتجول في شوارع تونس أو القاهرة صرت أتنفس هواء نظيفا وأتذوق طعم الحرية بزوال الفساد والثلوت والظلم والاستبداد..وتبقى طبعا المعركة متواصلة والتحديات مطروحة.
* بين تراكم تاريخ الوعي النضالي الذي قام به جيلكم،وبين الهبة العاصفة لأجيال اليوم التي تميزت بالتلقائية والعفوية أين تموضع هذه الثورة العربية؟ وهل فاجاتك خاصة مع ارتباط صورة الانسان العربي عند البعض بعدم قدرته على الثورة؟
- في الحقيقة أنا لم أفاجأ بهذه الثورة، لانني كنت دائما أنتظرها والى حد سويعات قليلة قبل انبلاجها بقيت مؤمنا بما زرعه جيلنا من وعي نضالي على مر التاريخ والحمد لله أنه لم يضع هباء وأعطى أكله. ربما لم أكن أعرف أنها ستقوم من تونس ولكن مع ذلك حين خرجت الثورة من تونس لم أفاجأ لان تونس حالة ثورية خاصة في الوطن العربي.. منها خرج أبوالقاسم الشابي وابن خلدون وغيرهم من المبدعين الكبار... ولذلك كل هذه التراكمات على مر التاريخ تترك حتما في التربة خصوبة وجذورا صالحة.
* وهل تعتقد أن عاصفة الثورة وريحها الصرصر التي تهب سريعا على المنطقة العربية قادرة على كنس كل أشكال الديكتاتورية والاستبداد والظلم المعشش منذ قرون في مخيال الشعوب العربية وفي لاوعيها؟
- أعتقد جازما أن الشعوب العربية قادرة على اعادة صياغة الواقع مهما كان مترديا... والارادة القوية والمتحدية لهذه الأجيال الشابة تستطيع أن تكنس كل أشكال الظلم والخوف والديكتاتورية المعششة في مخيالنا منذ قرون. اليوم الثورة وصلت الى اليمن على حدود السعودية وسوريا تكافح من أجل التخلص من هيمنة الاستبداد.. وليبيا أيضا خطت خطوات مهمة نحو الانعتاق ونحو الحرية... اذن هذه الريح الصرصر كما وصفتها أنت سوف تكنس كل الأنظمة الفاسدة مهما طال الزمن أو قصر.
* وكيف تقبلت الثورة الليبية خاصة أنه تربطك علاقة صداقة كبيرة بالقدافي وأنت على اتصال دائم به وتعرف خلفياته وطريقة تفكيره؟
- أعتقد أنني كنت "حمار" -"قالها بلهجته المصرية المتهكمة"- لانني تصورت أن القدافي سيصحو من غيبوبته ويجمع الشباب الليبي ويسلمهم السلطة قائلا لهم أريد أن أستريح... ولكنه للاسف لم يفهم بعد أن التاريخ قد تجاوزه..وأن هذه الثورة ثورة جيل كامل وقد بدأت ولن تنتهي الا بالنصر وخصوصيتها أنها ثورة غير مؤدلجة.
* دولتك الشعرية دالت.. ودولة الديكتاتورية زالت فماهي رسالتك لهذه الأنظمة الاستبدادية والى شباب الثورة الاحرار؟
- أقول لهذه الأنظمة المتعفنة عليك لعنات الارض كلها والى مزبلة التاريخ... وأقول لشباب الثورة الأحرار صابروا واتبثوا ولا تتزحزحوا عن مبادئكم والنصر حليفكم في النهاية.
* هل تعتقد أن اللحظة التاريخية الراهنة مواتية لخروج السجين العربي من كهوف الظلام وسانحة لتحقيق وتطبيق "نظرية الثورة العربية" التي نظر لها عصمت سيف الدولة؟
- هذا الكلام ينم عن أصالتك وأصالة جيلك... وأعتقد أنه الشعر بعينه.. بل أنا متأكد من ذلك.. وما في شك أن اللحظة مواتية جدا لخروج الشعوب العربية من كهوف الظلام وعصور الاستبداد وقد ترجمت هذا كله في قصيدتي التي عنوانها "صوت الالاه" وأقول فيها "الشعب هو الباقي حي..هو الا كان..هو الا جي...طوفان شديد لكن رشيد...يقدر يعيد صنع الحياة...والشعب لما يقول يا أصحاب العقول...نسمع ونفهم..ونحترم صوت الالاه"..لذلك دائما اقول أن الشعب هو صوت الالاه في الارض...وصوته سصدح دائما عاليا...
* تربى جيلنا على اصوات مثل الشيخ امام ومرسال خليفة وأشعار أحمد فؤاد نجم ومحمود درويش وامل دنقل، عبرت عن فترة سابقة من الوعي العربي وحملت همومه وايديولوجيته فهل تعتقد أن الثورة اليوم قادرة على خلق أصواتها الشعرية والابداعية التي ستوثر في الأجيال القادمة؟
- أعتقد أن الثورة مهما بقيت وفية لجيلنا ولأصواتنا الشعرية والابداعية فإنها حتما ستخلق أصواتها الشعرية والفنية والابداعية وسينشأ جيل كامل بكل أدواته وكل قواه وهو قادم بقوة. وفعلا هناك الكثير من الأصوات الشعرية الشابة كانت تكتب القصائد الهجائية في نظام مبارك في زمن الثورة، وتمضيها باسمي خوفا من البطش... وكان يسعدني أن أحتضن هذه الأصوات و"أخبيها عندي" وسيكون لهذه الأصوات شأن كبير في المستقبل....
* الأكيد أستاذ أحمد أن الزمن المعرفي قبل الثورة ليس هو نفسه بعدها، فماهي حسب اعتقادك أهم التحديات التي تطرح اليوم على المثقف العربي في ظل هذا الواقع الجديد؟
- لابد للمثقف العربي اليوم من أن ينزل الى القرية والشارع ويلتحم بالجماهير العريضة ويتعلم منها ويبتعد عن التقوقع الذاتي المبالغ فيه.. فرغم أننا نملك مثقفين كبارا الا أنهم للأسف يبحرون بعيدا عن الواقع ويبتعدون بكتاباتهم عن هموم الناس ويتصورون أنهم يعلمونهم رغم أن العكس هو الصحيح... فالمبدع الحقيقي بالنسبة الي هو الذي يلتحم بالجماهير ويتعلم منها.ولكل ذلك فالتحديات التي تطرح على المفكر العربي اليوم كبيرة وكثيرة وعليه أن يعي ذلك جيدا حتى يقوم بدوره على الوجه الأكمل.
* وفي نفس هذا السياق كيف تنظر الى هذه الاستقالة شبه المعلنة من المثقفين العرب وابتعادهم عن مناصرة قضايا الأمة والناس في مقابل ارتفاع عدة أصوات ابداعية من الخارج للدفاع عنا قضايانا؟
- ان المثقف العربي حتى الذي لم يلعب دوره جيدا ولم يلتحم بالجماهير ويدافع عنها سيحفظ مركزه بين الناس ولن تتخلى عنه الشعوب العربية لأنها شعوب طيبة ومسالمة ومتسامحة في طبيعتها...لذلك أوجه رسالتي لهذا المثقف وأقول له "ارجع لأصلك وارجع لناسك".وعموما مطلوب منا اليوم أن نتكاتف أكثر ونعمل أكثر ونتوحد أكثر مع مثقفينا ومفكرينا حتى نحقق أهداف الثورة الأنية والمستقبلية.
* ولكن ألا ترى معي صديقي أحمد أن الثورة العربية التي قام بها شباب ليست له أي انتماءات حزبية أو سياسية،أتبتث وجذرت حالة النوم العميق التي يغط فيها أغلب هؤلاء المثقفون...ونراهم اليوم يلاحقون أصداء هذه الثورة ويحاولون الركوب عليها واستغلالها لمصلحتهم؟
- كلامك فيه الكثير من الصحة يا عبد المجيد وقد ذكرتني بالقصيدة التي كتبتها في يناير 1977 وحاولت أن أصف فيها الوضع أنذاك فرغم أن مصر كانت مليئة بالاحزاب اليسارية والنخب المثقفة ولكن ولا واحد منهم استطاع أن يتكهن بانتفاضة 1977 أو أن يتنبأ بأن مصر ستهب هبة واحدة وتقول كلمة واحدة وقد كتبت هذه الفصيدة لعزة وقلت فيها:" كل ما تهب البشاير من يناير كل عام...يدخل النور الزمان...سليميلي على الاولاد السمر الخضر العمر في عموم الحواري...سليميلي على البنات المخطوبين في المهد لسرير الجواري..واسعديني بالعتاب كل قاري في الكتاب..حد فيهم كان يصدق..بعد جهل وبعد موت...ان حس الشعب يسبق أي فكر وأي صوت..."
ومن هنا لابد من التأكيد على أن هذه الثورة هي ثورة جيل بكامله وليس ثورة حزب أو فصيل سياسي...هذه ثورة شباب الانترنات والفايس بوك..
* هل تمنيت أن يعيش معك رفيق دربك الشيخ امام اللحظة التاريخية لانبلاج الثورة المصرية هو الذي طالما تغنى بها وانتظرها كما انتظرتها أجيال متعاقبة؟
- تعرف ماذا قلت حالما أذيع خبر تنحي مبارك عن السلطة... لقد صحت بأعلى صوتي في ميدان التحرير مخاطبا الشيخ إمام "يا إمام يا حمار حد يموت ما يشوفشي اللحظة دي.." وأنا متأكد أنه عاش وشاهد هذه اللحظة وهو ينام مرتاح البال في قبره.
* هناك سؤال ملح اليوم وهو بعد أن حصلت الثورة السياسية متى تقوم الثورة الثقافية؟
- الذي سيجيب عن هذا السؤال هو هذا الجيل الذي صنع الثورة.. وسيخلق مثقفيه ومبدعيه وفنانيه ومفكريه..الذين سيقومون بالثورة الثقافية...وسيخلقون نور الحياة..
* كيف تقبلت خبر وفاة بن لادن؟ وهل تعتقد أن موته جسديا سيقتل أفكاره ويقضي على مريديه في العالم؟
- أنت تتحدث عن بن لادن كأنك تتحدث عن كارل ماركس أو أي فيلسوف عظيم... في النهاية من هو بن لادن هذا؟ ماهو الا جاسوس للأمريكان وهو صنيعة ال"س ي ي" وقد انقلب عليهم.. ولكنه لم يخدم الاسلام في شيء وانما بالعكس من ذلك أضر بصورة المسلمين في العالم.
* ونحن نتحدث عن الاسلام والأمريكان هذا يجرنا الى الحديث عن علاقة الأنا بالأخر وعلاقة العرب بالغرب،فكيف تنظر الى هذا العالم الذي يحكمه العنف وصراع الثقافات والحضارات؟ وهل يستطيع الشعر والأدب والثقافة عموما المساهمة في الحوار بين الشعوب وتقريب وجهات النظر بينها؟
- أظن انني أستطيع أن أتنبأ بنتيجة هذه المعركة، وكل هذا الحديث عن صراع الحضارت والثقافات والعنف المتفشي في الكون..كل هذا سينتهي بانتصار الانسان أينما وجد.
* وهل يستطيع الأدب العربي اليوم محاججة الآخر واقناعه ابداعيا وثقافيا ودون عنف؟
- أكيد أن جيل الثورة الذي تغلب على الظلم وكافح الاستبداد والديكتاتورية سوف يخلق ابداعه وأدبه وثقافته القادرة على اقناع الأخر مهمها كان مكانه وزمانه ومهما كانت ديانته وجنسه ولونه...أنا مؤمن بهذا الجيل الذي سيخلق وسائله الابداعية المقنعة.
* لماذا ينظر الى شعراء اللهجة العامية دائما في المجتمعات العربية نظرة دونية تصنفهم كشعراء درجة ثانية لا يرتقي شعرهم الى مستوى شعراء الفصيح من أمثال درويش وأدونيس وأمل دنقل ونزار قباني؟ رسالة الشعر باللهجة العامية هل تختلف عن رسالة الشعر الفصيح؟ وجدلية اللغة العربية واللهجة العامية كيف تنظر اليها؟
- هذه النظرة الدونية ببساطة تدل على تخلفنا... أنا موجود اليوم بكثافة في الواقع وأعتبر نفسي أهم شاعر عربي على الساحة يكتب باللهجة المصرية. ومن هنا فالمسألة لا تتعلق باللهجة بقدر ارتباطها بواقعنا العربي المتخلف.. يا أخي هذه الأمة مهزومة فكيف ستنتصر لغتها...الأمة مهزومة اذن فاللغة مهزومة.. لذلك كفانا اتهام للهجة العامية بأنها هي المسؤولة عن تدهور اللغة العربية. المسألة ليست مسألة لهجة ورسالة وتفاصيل.. وانما الأمر مرتبط بالتواصل مع الناس وموقف المبدع نفسه هل يتغير أم سيبقى كما هو.. هذا ما يحدد منزلة المفكر والمثقف عند الناس.
* كيف تنظر الى دور الاعلام اليوم في المحافظة على شعلة الثورة؟
- الاعلام مهم جدا اليوم ويجب أن يلعب دوره ويحافظ على شعلة الثورة دون مبالغة ودون انحرافه عن المهنية.
* أستاذ أحمد في كلمة ماذا تعني لك هذه العبارات؟
- الطفولة
- الجمال
- الشعر
- ضرورة
- الحب
- ضرورة
- الجنون
- عبقرية
- المرأة
- واحة الحياة
- الموت
- جزء من الحياة
- السجن
- الفراغ
- الشيخ امام
- راوية أشعاري وصديقي وحبيبي رحمه الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.