لا يخفى على ملاحظ و متابع لما يحدث في تونس بأن التونسيين قد تولّد لديهم حب قوي لهذا البلد بعد الثورة و فخر كبير بالانتماء لهذه الرقعة الترابية من العالم. و برغم ان حب الوطن شعور فطري و غريزي في كل انسان منتم الا اننا لم نتحسسه و لم نتذوق طعمه الا بعد تاريخ 14 جانفي رغم ان ما دفعنا للقيام بثورة هو نابع من حبنا للوطن و لكنه في الاصل بسبب شعورنا الكبير بالظلم و القهر الذي سلط علينا منذ عقود لكن هذا الحب لم يتبلور الا في هذه الاشهر الاخيرة العصيبة من حياة التونسي، فحبنا للوطن يزيد عندما نتذكر انه من اشعل ثورات الكرامة في كل انحاء العالم العربي من المشرق الى المغرب. وحبنا لهذا الوطن يزيد عندما نسمع كلمة "تونس" وهي تتردد على كل لسان و في كل مكان من العالم. و حبنا لهذا الوطن يزيد عندما نسمع عن الاخرين و هم يتكلمون عن ثورتنا بكل اعجاب. و حبنا لهذا الوطن يزيد عندما يتكلم الاخرون عن شجاعة هذا الشعب و صبره الطويل على الظلم و القهر. وحبنا لهذا الوطن يزيد عندما نرى التونسيين يمدون يد العون للاخرين برغم ما يمرون به من ظروف اقتصادية و اجتماعية صعبة. و حبنا لهذا الوطن يزيد عندما يصر ابناؤنا من الطلبة و التلاميذ على مواصلة مسيرة طلب العلم في جامعاتهم و مدارسهم برغم ما تعرضت له المؤسسات التربوية والجامعية من محاولات للتخريب و تعطيل للدروس. و حبنا لهذا الوطن يزيد عندما نرى جيشنا يذود عن حرمة التراب و يواجه الارهاب بكل شجاعة و ضمير حي و يضحي بحياته من اجل الوطن. و حبنا يزيد و يزيد و يزيد... و لعل هذا الشعور الجديد القوي بحب الوطن هو الذي سيجعلنا نتقدم و نواصل و نبني مستقبلنا بكل تفان و جدية و اقبال. اوليس الحب هو الدافع الاوحد للتضحية و البذل