كان المرحوم والدي عبد القادر الدردوري يقول لنا و يؤكد أنه يجب على "الحقوقي الصحيح" أن يكون مستقلاًّ عن أي عمل حزبي حقا قال, فقد كان يدافع بكل ما أوتي من قوة عن المساجين والمظطهدين من اسلاميين ومن يساريين و حتى من تجمعيين. كم من تجمعي طرق بابنا من أجل حق أُخِذ منه, وكم من أم اسلامي أو أخ ليساري أو زوجة لشيوعي دخلوا منزلنا اللذي أصبح مقرا ثانيا للرابطة بعد أن أغلقت السلطات مقرات الرابطة
أما اليوم, و بعد ذهابه عنا فاني ألاحظ أن كثيرا من "الحقوقيين" قد ابتعدوا عن العمل الحقوقي النبيل ليهتموا بالنشاط السياسي الضيق و بالظهور على شاشات الفضائيات و على البلاتوهات يصبون جام اهتمامهم بالعمل الحزبي الضيق و حملاته الانتخابية الموسعة زوجة عبدالقادر الدردوري تعاتب بحسرة أنها بقيت تجاهد بمفردها ولا حياة لمن تنادي للحقوقيين اللذين وعدونا ابان وفاته بان يتكفلوا بمحاميهم و ثقلهم و اتصالاتهم لمساندتها للحصول على مستحقاتها و على اعانتنا للتعرف على خفايا و أسرار موت الدردوري المفاجئ. كنت أنتظر حقا أن يتصل بها خميس قسيلة مثلا أو مختار الطريفي أو أحد أعضاء الرابطة ليرشدها و يشد أزرها كما كان المرحوم يفعل معها و غيرها, لكن هيهات. والدتي لا تسمح لها أخلاقها و لا تربيتها على طرق أبواب الرابطة, لأنها كانت متأكدة أنها, أي الرابطة, ستأتي بحق رئيس فرعها الذي تعرض للمراقبة و المحاصرة و المضايقة و المنع و ربما ضحى بحياته كذلك لا لأنه عبدالقادر الدردوري فقط, بل خاصة بسبب نشاطه الحقوقي في صلب الرابطة التي كان يدفع كراء مقرها منذ ست سنوات من ماله الخاص حتى و المقر مغلق يا أعضاء الرابطة والمؤمنون بمبادئها, هذه فرصتكم كي تردوا الأعتبار للدردوري وللرابطة كذلك. اتصلوا بأرملته مع العلم أن عنوان اقمتها في قليبية غير صعب وجوده: شارع المناضل عبد القادر الدردوري 54 قليبية سرحان الدردوري