انتهت احتجاجات مناهضة للحكومة في مدينتين رئيسيتن بالمغرب دون اي عنف الاحد بعد ان خففت السلطات على ما يبدو موقفها ضد حركة مطالبة بالديمقراطية. وتجمع الاف الاشخاص في ميدان رئيسي في مدينة الدارالبيضاء ولكن لم يكن هناك اثر لشرطة مكافحة الشغب التي اصابت محتجين في مظاهرات سابقة. وقال منعم اويحيى احد منظمي الاحتجاج ان السلطات تعاملت مع المظاهرة بشكل تكتيكي وبمهارة من اجل تخفيف الغضب المكبوت من عنف الشرطة في المظاهرات السابقة. واضاف ان نحو 60 الف شخص شاركوا في المظاهرة. وكان غياب شرطة مكافحة الشغب جليا ايضا في العاصمة الرباط حيث نظم نحو عشرة الاف شخص مسيرة في طريق رئيسية مؤدية للبرلمان وهم يهتفون "الشعب يريد اسقاط الطغيان والشعب يريد اسقاط الفساد". ويعكس موقف الحكومة الاكثر تفهما تجاه المتظاهرين ادراكها ان القيام بقمع عنيف يخاطر بتوسيع قاعدة التأييد لحركة الاحتجاج. وتابعت الشرطة من بعيد في الوقت الذي سارت فيه الحشود في الرباطوالدارالبيضاء وهي تهتف بشعارات تطالب باستقالة الحكومة وتطالب بوظائف وتعليم ورعاية صحية افضل. ولوح المحتجون في المدينتين بصور كمال عماري الذي توفي الخميس متأثرا بجروح اصيب بها في اشتباكات مع الشرطة في 29 مايو/ايار في بلدة صافي التي تقع على بعد 300 كيلومتر جنوبي الرباط. وقال مصدر بوزارة الداخلية ان السلطات نفت بشكل قاطع ان تكون وفاة الرجل لها صلة بالاحتجاج الذي كان واحدا من عدة احتجاجات شهدتها البلدات المغربية في ذلك اليوم. وأضاف المصدر ان شهادة الوفاة اوضحت ان عماري توفي بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية وفشل تنفسي. وقال ان النائب العام أمر باجراء تحقيق وتشريح الجثة. وتم الابلاغ عن وقوع عشرات الاصابات نتيجة مظاهرات الشوارع التي جرت في المغرب خلال الشهور الاخيرة الماضية. وفي احدث جولة من الاحتجاجات في 29 مايو/ايار استخدمت قوات الامن الهراوات ضد المتظاهرين في عدة أماكن. وقال منظم الاحتجاج اويحيى ان حركة 20 فبراير وهي ائتلاف فضفاض لعلمانيين ويساريين واسلاميين ومستقلين تخطط لتنظيم مظاهرات مماثلة في مطلع الاسبوع المقبل. وتطالب الحركة العاهل المغربي محمد السادس باتخاذ خطوات عملية لإجراء إصلاحات. وتجاوب الملك ووعد في التاسع من مارس/آذار بطرح إصلاحات ستعزز السلطات البرلمانية في ظل تعديلات دستورية في استفتاء عام.