بسم الله الرّحمن الرّحيم تمرّ اليوم نصف سنة على تتويج المرحلة الأولى من ثورة الشّعب التّونسي, ثورة الحرّيّة والكرامة, وهروب الديكتاتور بن علي. تتويج لم يمنع الشّعب التّونسي من مواصلة تضحياته ونضالاته من أجل تحقيق أهداف الثّورة : الحرّيّة والكرامة والعدالة الاجتماعيّة. وقد شهدت تونس إبّان فرار الدّيكتاتور بن علي محاولات متكرّرة للالتفاف على ثورته وإجهاضها وتهميش مطالبها. كانت المحاولة الأولى مع حكومة السّيّد محمّد الغنّوشي الوزير الأوّل السّابق في مناسبتين, حكومة اعتبرها الشّعب التّونسي امتدادا لنظام الرّئيس المخلوع لا من حيث الشّخصيّات التي تمثّلها ولكن خاصّة من حيث الفكرة التي تسيّرها والتي ناضل الشّعب من أجل إسقاطها. واستلزم الأمر اعتصامين ومزيدا من الشّهداء والجرحى وأيّاما وليال من الضّغط الشّعبي والاستنفار الشّبابي حتّى تحقّقت المرحلة الثّانية من الثّورة متجسّدة في إيقاف العمل بالدّستور وحلّ مجلسي النّواب والمستشارين وإسقاط حكومة الغنّوشي والإعلان عن انتخابات المجلس الوطني التّأسيسي. ورغم ما شاب هذه الإعلانات من انتكاسات تمثّلت أساس في طريقة تعيين الوزير الأوّل السّيّد الباجي قائد السّبسي وما صاحب تشكيل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثّورة والإصلاح السّياسي والانتقال الدّيمقراطي من إقحام لعشرات ممّن اعتبرتهم الحكومة المؤقّتة "شخصيّات وطنيّة" وغيرها من القرارات الأحاديّة التي تنمّ عن تجاهل لثورة الشّعب التّونسي ومبادئها التي قامت على رفض الوصاية أيّا كان نوعها. وبعد أن كان مبدأ انتخاب مجلس وطني تأسيسي يؤسّس لجمهوريّة ثانية أهمّ إجراء أعلنه الرّئيس المؤقّت واستتبعه تعليق اعتصام القصبة2, فاجأت اللّجنة "المستقلّة" للانتخابات الشّعب التّونسي باقتراحها تأجيل الانتخابات إلى يوم 16 أكتوبر 2011 ووجد اليوم في بعض الأوساط المشبوهة من يتحدّث عن إلغاء انتخابات المجلس الوطني التّأسيسي وتغيير المسار الذي قرّره الشّعب في اعتصام القصبة2. ودفاعا عن ثورة شعبنا الأبي ووفاء لدماء الشّهداء والجرحى ومواصلة لنضالنا من أجل إرساء الدّولة الدّيمقراطيّة المنشودة, نعلن نحن, مجموعة من الشّباب التّونسي, عن تأسيس "حملة تصحيح المسار" من أجل مواصلة الضّغط الشّعبي حتّى استكمال تحقيق أهداف الثّورة وتلبية جميع مطالبها وعلى رأسها تنظيم انتخابات المجلس الوطني التّأسيسي في أقرب الآجال الممكنة. ونحن إذ نؤكّد استقلال هذه الحملة عن جميع الأحزاب السّياسيّة والجمعيّات والمنظّمات, فإنّنا نهيب بابناء شعبنا جميعا الالتحاق بهذه الحملة والانخراط في جهودها من أجل استكمال ثورة الحرية والكرامة. المجد والخلود لشهداء ثورتنا العظيمة حملة تصحيح المسار ... والانتخابات هي الخيار