بسم الله الرحمان الرحيم بيان حول الإنسحاب من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي بعد فشل كل المحاولات لإصلاح الأوضاع داخل الهيئة ومواصلة الأطراف المهيمنة على تركيبتها و رئيسها التنكر لروح الوفاق والتشاور التي إنبنت عليها والإنحراف بها عن مهامها باتجاه انتحال صفة برلمان منتخب وتعطيل البتّ في المسائل ذات الأولوية التي لها علاقة مباشرة بإنجاز الانتخابات المقبلة في موعدها. وحركة النهضة التي قدمت الكثير من التنازلات وقبلت المشاركة في الهيئة رغم إختلال التوازنات داخل تركيبتها وعدم تمثيليتها تجد نفسها مضطرة للإنسحاب نهائيا من الهيئة التي يصّر البعض على تحويلها لهيئة لتحقيق أهداف فئوية ضيقة وافتعال الصراعات والخلافات وتوتير الأجواء في مسعى لتوفير الغطاء لإرباك الأوضاع وتعطيل إجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في الموعد الوفاقي الجديد. وإن حركة النهضة بقدر تمسّكها بنهج التشاور والتوافق مع الجميع وبدون استثناء لتحقيق أهداف ثورة شعبنا المباركة بقدر رفضها لكل وصاية على الشعب ولكل محاولات الإنقلاب على إرادته الحرّة المستقلة وهي تجدد رفض كل المناورات الهادفة لإرباك عملية الانتقال الديمقراطي وعرقلة بناء الشرعية وتأبيد الحكم المؤقت بواسطة هيئة باتت فاقدة للشرعية.. إن حركة النهضة ومن منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية ووفاء منها لمبادئها ولثوابت الشعب ومبادئ الثورة ودماء شهدائها الأبرار تجدد تمسّكها باحترام الحق في الاختلاف . و تعتبر ان الهدف الرئيسي للثورة الآن هو إعادة الشرعية لمؤسسات الدولة و ليس استصدار نصوص تشريعية رئيسية يجب أن تكون مستندة إلى الدّستور الجديد المنشود كمرجعية عليا لكل القوانين. إن انسحاب الحركة نهائيا من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي لا يمس في شيء من احترامها لكل مكونات المجتمع المدني والسياسي داخل الهيئة وخارجها ومن استعدادها للتعاون مع الجميع لما فيه مصلحة البلاد والعباد وقد اضطرت للإنسحاب منها بسبب استحالة اقناع الطرف المهيمن فيها ورئاستها باحترام الوفاق الذي تأسست عليه و الالتزام بإنجاز المهام الموكولة و بسبب رغبة أقلية معينة فرض وصايتها على الشعب و التحول إلى سلطة تشريعية تستبق نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي مقابل الممطالة في انجاز ما هو مطلوب منها لتوفير شروط إجراء انتخابات حرة مستقلة و شفافة في الموعد المتفق عليه والحركة تدعو كل القوى الوطنية أحزابا و منظمات و شخصيات وطنية لتحمل مسؤولياتهم كاملة وتوحيد كل الجهود من أجل تحقيق أهداف الثورة وإنجاز الانتقال الديمقراطي الحقيقي بروح تشاركية و توافقية تضمن حق الجميع في ابداء الرأي والمشاركة في اتخاذ القرار . تونس في 27/06/2011 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي