لقد ولدت تونس مناضلين أفذاذا ... هؤلاء المناضلون عملوا مع المستعمر ... ثم كانوا وزراء في عهد بورقيبة ... ثم لخبرتهم واصلوا العمل مع بن علي ... وحتى بعد الثورة أصبحوا ثوارا واستولوا على الحكومة ... فهل أصبحت تونس عاقرا لا تلد إلا الخونة ؟ فهم نفسهم " قوادة " فرنسا ... الذين نكلوا بالثوار الأحرار وأطلقوا عليهم اسم "الفلاقة" أي "قطاع الطرق" وباعوا البلاد للمستعمر ... ثم زعموا أنهم حرروا البلاد من المستعمر وجاؤوا بالإستقلال ... وبعد ذلك واصلوا رعايتهم لمصالح أمهم فرنسا ... فنهبوا البلاد وتوجوا بورقيبة ملكا مدى الحياة ... و واصلوا نهب الوطن مع بن علي والطرابلسية ... و وصفوا الطاغية برجل التغيير والديموقراطية ... ومهدوا له الطريق للرئاسة المؤبدة ... و صنعوا من "حجامة" ، لا تفقه شيئا ، مثقفة ورئيسة للمرأة العربية ... و هم اليوم يدعون أنهم حراس للثورة ... ويخططون لمستقبل تونس المشرق ... ويقولون سنفعل ... سوف نعمل ... هل نحن أغبياء ؟ مجانين ؟ ... إن فاقد الشيء لا يعطيه ... والذئب لن يصبح راعيا وإن حمل عصا ... ونحن نسمعهم ... ونطمع في "سوف" ونهلك دونها ... إن طيبة هذا الشعب جلبت له الاستعمار والاستبداد ... ظننا أن الاستقلال بدأ فعلا يوم فر بن علي ... و لكن هيهات ... لأن أذنابه باقية ... و يتواصل نفس المسلسل ... و يوم بعد يوم ... نشعر بأننا هرمنا ... هرمنا ... و لم نستمتع بتلك اللحظة التاريخية ... إن عبرات الإحباط تخنقني ... و أحاول أن أواري دموع الخوف على مستقبلك يا تونس ... و الشقي الشقي من كان مثلي ... في حساسيتي ، ورقة نفسي ...