كل يوم 20 مارس من كل سنة... يحتفل البعض من التونسيين بعيد ما يسمى الإستقلال... أقول هذا لأن تونس ما كانت يوما واحدا مستقلة... ولا ذات سيادة... فبعد 20 مارس 1956 تغير الإستعمار من إستعمار مباشر إلى إستعمار غير مباشر فغادرت الجيوش الفرنسية تونس ولكنها تركت من يرعى مصالحها ممن ثقفتهم وكونتهم على طريقتها... وهم من ساعد فرنسا على إخماد الثورة ضدها واعتبروا الثوار الأحرار قطاع طرق " فلاقة" وقاموا بتصفية كل من وقف ضد هذه الصفقة بين فرنسا بورقيبة الذي سموه " المجاهد الأكبر" وجعلوا منه "سوبرمان" عصره... كيف لا وهو من أخرج فرنسا بمفرده... سوف تقع إعادة كتابة التاريخ... فالتاريخ ليس ما يرويه جدنا "المبزع" ويعتز به أخوه "السبسي" و لا من كتبه " محمد الصياح "... فاستقلالك يا تونس... ورثناها عن الشهداء وفي طليعتهم "محمد البوعزيزي" - رحمه الله - الذي زعزع عروش الطواغيت من مصر... إلى ليبيا... إلى اليمن... إلى سوريا ... و غيرها و سوف يصل هذا المد إلى كل أرجاء العالم.. حتى أمريكا... فالأيام بيننا... الأيام بيننا... فلا تاريخ يعلو فوق 14 جانفي 2011... ولا صلح ولا مصالحة مع التجمع ومع كل من عمل مع فرنسا و بورقيبة و بن علي.. فكلهم - ولا أستثني أحدا- أجرم في حق هذا الوطن العزيز... و اليوم - للأسف الشديد – لم نعرف كيف نكرس هذا الإستفلال الجديد و نتصدى لأعداء الثورة و الحرية ... فالحكومة "الغير مؤقتة" و إعلامها و زبانية الداخلية و الأحزاب التي عملت تحت جلباب "بن علي" و أشباه المثققين من الشواذ ... كلهم متحدون - رغم قلتهم - ضد السواد الأعظم من الشعب الداعي إلى سرعة الإنتقال الديموقراطي و التشبث بهويته و حضارته ... إن "المبزع" و حكومة "السبسي" لا يملكان أي شرعية ... و لا يمثلان بأي حال من الأحوال الشعب التونسي ... و كل القوانين و المراسيم و الهيئات المنبثقة عنهما باطلة ... لقد أوجدا لجنة الإنتخابات لإبطال الإنتخابات و كونا هيئة المحافظة على الثورة للركوب عليها و إفشالها ... و أوهمانا بمستقبل مشرق .... و الحقيقة أن من كان في سن " الباجي" لا يفكر في المستقبل... لأنه لا يملك مستقبلا... ولا يحن إلا إلى ماضيه عندما كان وزيرا مع بورقيبة ثم مع بن علي ... وهو يحاول إعادة الروح لهذا الماضي فيأتينا بوزير داخلية عذّب ونكّل بالتونيسيين مع "القلال" ... نحن نريد أن ننطلق نحو غد أفضل... و نحاسب الماضي الذي كان "سي الباجي" أحد رموزه... الشعب لا يريد لا بورقيبة ولا بن علي... يريد فقط تحقيق أهداف الثورة... والأخذ بزمام أموره...