عجباً اسمع تلك الأيام دعاة مصريون ينادون بأشياء يعجز العاقل عن فهمها، وأحياناً اخرى أجد نفس السؤال يدور فى خلدى لماذا اتجهت الثورة المصرية إلى المياة الراكدة ،فلا مياة تسيرها ولا نفس تزعق فيها ولا رجل يأخذ بيديها ، هل لأن هممنا قلت أم خمولنا زاد أم أن فى الأمر سرً لا يعلمه سوى الله وحده. إستوقفنى مشهد على أحدى القنوات لأحد شباب ثورتنا المباركة يدور فى نفس الإطار لماذا انعطفت بوصله الاداء الثورى.فكان رده عفوياً بليغاً حيث قال لاننا تركنا ما قامت عليه الثورة وتحولنا الى عدة اهداف دنيوية شخصية ننادى بها. حقيقة الأمر أزعجنى ما قاله هذا الشاب ومدى نظرته التى من المفترض انها وصلت لعدد كبير من المصريين بنفس المستوى وحادت عن هدفها الأسمى. أعتقد أن لدينا جميعاً الإجابة الناصعة البياض والتى لا تفارق أذهاننا ليل ونهاراً عن مدى جشاعة هؤلاء المرتزقة الممثليين فى فلول نظام بائد وكثير من المنتفعين وشئ ممن ضاقت به نفسه حوله عدم تصديقهم بأن (شقا عمرهم قد ضاع) بعد قيام الثورة وحدث ولا حرج بعد فضيحتهم المدوية والتى طالت ما كنا نقول عليه (دا شيخ وبيصلى) بعدها صدم الشعب فى القول المعسول والوجوه الباسمه الزائفة والتى كانت تصطنع كل هذا نظير حفنة دولارات وفيلل ومجوهرات وسيارات فارهة وسفر للخارج ونسوا ما يكد عليه المواطن البسيط الذى كان يرجوا فقط ستره يكتسى بها ورغيف خبز بين احضان اولاده العشر. يا لهول ما حدث فى ثورتنا الباسلة وسقوط شهداء بالمئات ، دمائهم لم تجف ودمعوع ذويهم جف الدمع من كثرة البكاء، والنتيجة أن يفرج عن القتلة وكأن شئياً لم يحدث، ويادار ما دخلك شر، إحنا كنا بنهزر معكم وكنا نسكنكم ببعض حيلنا التى حفظناها طوال ثلاثين عاماً ، والسنتهم تخرج للجميع خلى الثورة تنفعكم. ما حدث منذ أيام عدة لم يكن لنسكت عليه حتى ولم يفرج عن القتلة وحتى إذا أدينوا بالجرائم وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ،فما زال زيل الثعلب يلعب ، وما زال الفلول يتحكمون فينا وفيهم!
طوق نجاة قد تشتكى مما يقال وتأخذ نفساً عميقاً حاراً لا يصمد امامه أحد من كثرة العثرات والمشكلات التى نحن بصددها ، هل من طوق نجاة لما يحدث أم سنستمر نحارب حتى يصل الفرد فينا ارذل العمر ويتوارث أولادنا هذا الكمد ، إن إيمانى القوى والمتين بالله يقوى عزمنا وقت ان نحيد ونعجز، عندما ننظر إلى الجزء الفارغ من الكوب ونقول لما لم يملء كله، ان الثورة المصرية عندما قامت لم تكن إلا ضوءاً من الله تعالى للمصريين أن العودة حق أصيل له ، فهل بعدما زف الشهداء نعود إلى الديار أمام الشاشات نتحسس النور ، ولا نجد ثقة فى الله ان الخير قادم ولكن مع الصبر. إن الثقة التى يجب ان نكون عليها ضربها المولى عز وجل فى قصة أم موسى عندما قال لها ضعى وليدك حبيك فى الماء وسوف ننجيه" فإذا خفت عليه..فالقيه..فى اليم" أى عق هذا وأى ثقة تلك أن تترك أم وليدها حبيبها فى الماء وسوف يكون فى مأمن من الاسماك ومن الرياح والاعاصير..إنها ثقة من وضع حمله على الله وترك الأمر له..وهذا ما نرجوه ان يتحقق ويجب ان نربى اولادنا واجيالنا عليه بعدنا..ان الله شاء قيام تلك الثورة وهو الذى سيبحر بها الى شط الامان. أعجز فى قول شئ قد تظنوه ياساً وقد يظنه أخر فرط ثقة..لكنها الحقيقة التى نلمسها بأيدينا ولكن لا نحسها..أن الفرد منا إذا لم يكن أمة..يدعوا وينادى ويترفع عن المطالب الشخصية..وقتها اضمن نجاحاً بمائة فى المائة من أن ثورتنا تلك التى ابهرت الدنيا ستبقى فى كتب التاريخ لم نحيد عن مطالبها التى خرجت من أجلها حرية وكرامة وعدالة لكل مصرى يعيش على أرض مصر..وقته تخلع أمى رداءها الاسود وتتزين فى يوم عرس بان الثورة نجحت يوم أن نقضى على فلولها ومفسديها ومرتزقتها الخاملين.