انه لمن العجب العجاب أن ترى هؤلاء المتطرفين في الشوارع يطالبون بحقوق و حريات ،بعد أن اعتدوا على كرامة الشعب التونسي من خلال فيلم الفاني المسيء للاسلام اساءة مباشرة غير مبررة منطقيا و لا فنيا ، ومن خلال تصريحات الدكتور الطالبي المسيئة اساءة مجانية غير مبررة بكل المقاييس وبعد أن غالوا في الاستهانة بالشعب التونسي من خلال ما يسمى بالهيئة العليا للالتفاف عن الثورة التي يعرف الجميع الآن أن أغلبية أعضائها من المتسلقين المشبوهين الذين دخلوا الهيئة بطرق لا يعلمها الا الله و الراسخون في الجوسسة ؛هؤلاء جميعا هم أنفسهم بأثواب متغيرة نجدهم في الهيئة و نجدهم في المظاهرات المؤيدة للفت أنظار الشعب التونسي عن قضاياه الحقيقية وهم أيضا وراء فيلم الفاني ووراء اخفاء الفرياني وهي مؤامرات نعم مؤامرات تحاك من الخارج وتنفذ بادوات داخلية. واعلموا أن العدو الخارجي لن يقدر علينا دون الاستعانة ببني جلدتنا وتذكروا تلك الحكاية الفارسية عن فأس ليس فيها عود. ألقيت بين الشجر . فتوجس الشجر منها خيفة فقالت شجرة حكيمة لأخواتها إن لم يدخل في. إست هذه عود منكن فلا تخفنها ... فهل نتوقف عن العمل لبناء بلدنا ونكرس جهدنا لمراقبة المتآمرين على ثورتنا؟ ففي وقت كان فيه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و حركة النهضة وبقية الأحزاب الوطنية منشغلين بهم اعادة البناء وصياغة مشروع جديد للانتقال الديمقراطي و لبناء تونس الغد كان هؤلاء يحوكون المؤامرات و الخدع للاستيلاء على السلطة و لتقييد ارادة الشعب التونسي بما سموه العهد الجمهوري و كأن الشعب التونسي قاصر متهور غير مسؤول فنصبوا أنفسهم أوصياء عليه واستوقفني في هذه المظاهرةالتي نظمها هؤلاء المتطرفون الاسلاموفوبيون امور كثيرة و لكنني سأتوقف فقط في هذا المقال عند مطالبتهم بالحرية.عن اي حرية يتحدثون؟ عن حرية سب الآخرين ؟ عن حرية الاعتداء على الآخر؟ عن حرية ضرب المتظاهرين السلميين أمام قاعة السينما وأ مام المحكمة الابتدائية بالعاصمة؟ عن حرية استخدام البوليس و القضاء لمعاقبة من يخالفهم الراي ؟أظن بل و أنا على يقين أن هذه الفئة لم تتوقف يوما عند معنى الحرية.الذي يمكن اختزاله في ثلاث مقولات رغم اني لا أحبذ التنظير و لكن المقام يفرض علي ذلك : 1)الحرية هي التمتع بالحقوق 2) الحرية هي أن تفعل ما تريد شرط أن لا تؤذي غيرك 3) تنتهي حريتك عندما تبدأحرية الآخرين. و لنتوقف عند المعنى الاول فكلما تمتعت بحقوقك فأنت حر هذا المعنى يجرنا الى الحديث عن معنى الحقوق. فما هي الحقوق؟ الحقوق هي ترجمة للحاجات( الحاجة للعلاج ،الحاجة للعمل، الحاجة للتنقل..).فهل هناك حاجة لسب الجلالة؟ هل هناك حاجة للتعدي على المقدسات؟ اذن فهذا السلوك لا يندرج ضمن الحقوق و بالتالي فهو ليس جزءا من الحريات بل هو نقيض الحرية لان العدو اللدود للحريات هو عدم احترام حدودها التي هي شرط بقائها فلا حرية بدون حدود. وفي المقابل فان تجاوز حدود الحريات يجب أن يواجه بالحوار ثم الحوار ثم بالقانون. ومع الأسف الشديد فان اعلامنا الذي ينبغي له أن يقوم بهذه المهمة غير معني ان لم نقل انه منحاز الى الطرف الاسلاموفوبي رغم ان هذه الظاهرة ليست في مصلحة الجميع و اذا حصل تجاوز من المتطرفين من الشق الآخر فلن نتردد في الرد عليهم بنفس الاسلوب لاننا ننبذ التطرف دينيا كان ام لائكيا و لكي نتعايش لا بد من الاحترام المتبادل بين المتدينين و العلمانيين (على يقيني بان هذا الصراع مفتعل).و على المتنفذين في الهيئة بغير وجه حق احترام بقية الأحزاب و احترام الشعب التونسي الذي هو أهل للديمقراطية و لا يقبل الوصاية من الداخل و لا من الخارج..