عقدت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثّورة والإصلاح السياسي والانتقال الدّيمقراطي يوم أمس الثلاثاء 13 جويلية لقاء مع الوزير الأول المؤقت الباجي قايد السبسي تمحور حول تقييم الوضع السياسي العام وأداء الحكومة الانتقالية.وعند إنتهاء الاجتماع وجّهت صحافيّة بالقناة الأولى للتلفزيون الوطني سؤالا للوزير الأوّل يتعلّق بجملة المآخذات والمساءلات التي تتعرض لها حكومته, ولكنّه فاجأها بالسخرية منها واللّهو بمصدحها والتّشكيك بمهنيتها وصولا إلى محاولة إعطاءها درسا في الأداء الإعلامي. تأتي هذه الممارسة المرفوضة شكلا ومضمونا أياما قليلة بعد استقبال الرئيس المؤقت للمكتب التنفيذي الجديد للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وما رافقها من وعود بتحسين أوضاع القطاع الصحفي وتحصين مناخ الحريات الإعلاميّة من كلّ التّجاوزات والمخاطر, لتأكّد أنّ الصحافيين التونسيين ليسو في حاجة إلى تصريحات إعلاميّة ومراسم استقبال فلكلوريّة تتحوّل عند كلّ منعطف إلى آليّة لقمعهم وإذلالهم. إن ما أتاه الوزير الأول المؤقت ليس إلّا تعبيرة رمزيّة عمّا يعانيه الصحافيّون والصحافيات في تونس ما بعد 14 جانفي .فطيلة الستة أشهر الماضية لم تحرّر مكتسبات ثورة الشعب التونسي إعلاميينا من طغيان العنف المادّي والمعنوي, ولم تحمهم من تجاوزات رجال الأمن ورجالات الحكومة المؤقتة, ومن سطوة بقايا النظام البائد الذين يتحكّمون تقريبا في اغلب المؤسسات الإعلامية ويسعون باستمرار إلى تهميش الصحافيين والحدّ من حريتهم. وأن يأتي التّجاوز مرّة أخرى من أعلى هرم السّلطة فهذا يؤكد المخاوف التي كنّا قد عبّرنا عنها في عديد المناسبات من عدم وجود إرادة سياسيّة لتحرير الإعلام التونسي من ربقة القمع والتّعليمات, ممّا من شأنه أن يضع الصحافيين والصحافيّات في تونس أمام تحديات أكبر لفرض تطلعاتهم المشروعة في إعلام حرّ ومستقلّ يتماشى مع المنجز الثوري الذي تحقق في بلادنا بعد تضحيات جسيمة, بما يُمليه ذلك من تضامن وتكاتف وتنسيق مستمر للدفاع عن القطاع من كلّ محاولات تدجينه وتركيعه.كما يمثّل التنسيق مع كلّ الفعاليات المدنيّة والسياسيّة والنقابيّة حجر الأساس لتكريس هذه الغاية. إنّ مركز تونس لحريّة الصّحافة إذ يندد بالاستهداف الممنهج لحرية الصحافة والتعبير في بلادنا طيلة الأشهر الأخيرة, فإنّه يضع كلّ طاقاته وخبراته على ذمّة كلّ القوى المعنيّة بحريّة الصّحافة في بلادنا في سبيل التحرّك الفعّال والنّاجع لتجريم مثل تلك التّجاوزات, وفي سبيل إفتكاك كلّ المساحات والضّمانات التي تليق بمهنتنا وقطاعنا. مركز تونس لحرية الصحافة الرئيس محمود الذّوادي