بسم الله الرحمان الرحيم تنفك عقد اللسان و يجري على فم العيي البيان لما سطرته قومة الناشئة من شباب تونس في بلا د العرب للإنسان ...فلا غرو للأمال المعقودة على نواصي اليمن المحمودة من التحقق, إلا على أيادي الشباب, إذ لا شباب إلا بالشباب... انبلج فجر الجمعة الرابع عشر من جانفي محملا بالبشر للشعب التونسي, و غربت شمس يومه على شروق حرية و انعتاق, من ربقة مستبد [حبيب الظلام عدو الحياة]. و سرت في الشعب التونسي روح ميلاد جديدة , تقيد وحش الإستبدادبزمام حق مسترد, مهر بدماء الشهداء و زم بيدالشباب و حكمةالعقلاء, حتى إذا شمخ, هزت به الزمام وعضدت به الآنام وباهت به الأيام..و إذاعادواستطال قيدته بالعقال وأحكمت فيه النصال ... أحسب أن تلك هي الروح التي كان يتنفسها كل حر تونسي أول أيام الثورة, و بعيد هروب الطاغية, إلى أن أطلت عليه رؤوس الأفاعي من كل جحر, وتنابحته كلاب المستوزرين, والمتربحين و المتربصين.. و المتأمركين و المتفرنسين, و المتأليكين ..ألخ ...بل و أغارت عليه في غمرة فرحته فأفسدتها, أو هي كادت ...حين عمدت طغمة من أذيال الطاغية إلى مؤسسات الدولة الحيوية فأعملت فيها خرابا, و إلى مقدسات الشعب تطاولا و تدنيساوانتهابا..و إلىرموزالوطنيةالصادقةتشويهاو سبابا, و إلى شباب الثورة الأحرار عسفا و سجنا و اغتصابا.. لقد عشنا في تونس سني الجمرالحوالك سنينا خداعات قتلت فيناأو كادت ..كل الميول الشريفةالعالية,و نصب الإستبداد فيهاأبعاضناسوق نخاسةيسام فيهاالحر بخس القول, و سوء الفعل..ويوكل من رفض الأنسياق كالبهيمة إلى ضباع سلطان في أسمال بشر,جردوا من كل أنس بالأنسانية, و انساقوا في عبادةالوثن, ذوالرؤوس الثلاث {ليلى و بن علي و التجمع ...وبس} وهم جند كما قال الإمام الكواكبي:"يؤخذ الواحد منهم للجندية وهو يبكي ,فلا يكاد يلبس كم السترةالعسكريةإلا ويتلبس بشرالأخلاق فيتنمرعلى أمه وأبيه و يتمرد على أهل قريته و ذويه, ويكظ أسنانه عطشا للدماء,لا يميز بين أخ و عدو" ..أولئك الذين أوكلت لهم مهمة إتمام العض في الثورة الوليدة حتى تثخن. وإذا دام هذا ولم تحدث له غير..لن يبك ميت ولن يفرح بمولود لكن ثقتي في الشباب الذين كنسواالطاغيةمن أرض الوطن وأخرجواالشعب من"فرن الإستبداد" أنهم لن يرضوا لثورتهم أن تسرق ,ولا لمتسلق أن يلحق.. و لسان حالهم في "القصبة" يردد ما قاله شاعر المعرة أبو العلاء: إن لم تقم بالعدل فيناحكوم.. فنحن على تغييرها قدراء. بثورة الرابع عشر من جانفي مهرنا نحن معاشر التونسيين الحرية بدمنا و كتبنا على جبين الإنسانية صفحة عز خالدة, سوف تقرؤها الأجيال القادمة بعيون الفخر في سطورالكرامة . وصنعنا في دوحة أمتنا و في معاملها الأثيرة أول" فيروس" فتاك و صلت إليه العقول البشرية, في الفتك بطواغيت الكراسي أسميناه "فيروس إرحل:الشعب يريد ..إسقاط النظام" حين تقوله الشعوب يفتك بالأنظمة و يسقط العروش, التي أنت من و طئها الكراسي عقودا, و قرونا, في أيام معدودات ,وهو أول منتج يصدر للشعوب بالعدوى مجانا . كتب على مغلفه :"لأولي القربى و الماسكين و الجار الجنب و الصاحب بالجنب..و ابن الوارثين و المؤلفة لهم الكراسي..و الغاصبين .." لذلك و لهذا هب العالم لسد المنافذ و الحدودعلى كل فج للحرية مقصود, و نسي التشدق الديمقراطي المعهود ,و سلط على تونس أتباعه من الديمقراطيين في الزوايا ,والديقراطيات في أحكام الشريعة و الحدود. الداعيات للمثلية من وراء السدود. علي يحيى 20-07-2011