وضع الشيخ عبد الله جاب الله حدا لتكهنات ومضاربات رجال السياسة والإعلام، بإعلانه أمس من قاعة الاجتماعات بزرالدة، عن ميلاد تشكيلة سياسية جديدة تعد الثلاثة في مساره النضالي، أطلق عليها جبهة التنمية والعدالة، بحضور ممثلي بعض التشكيلات السياسية إضافة إلى ما يعرف بالصف الثالث من بعض مناضلي "الفيس" المحل، حيث أكد حاجة الساحة السياسية إلى بروز قوى سياسية أخرى، مشيرا في السياق أن تشكيلته ليست رقما جديدا في الخريطة الحزبية، كما حذر من مشروع قال إنه "جار تنفيذه لتجريد الأمة من الأحزاب"، ولفت الزعيم الإسلامي إلى أن الجزائر لن تكون استثناء من "الربيع العربي". * قلل الشيح عبد الله جاب الله في رسائل مشفرة كشف عنها في خطاب إعلانه تأسيس جبهة العدالة والتنمية، من مخاوف بعض الأطراف سواء كانت من السلطة ذاتها، مؤسسات أو أحزاب سياسية بقوله "لا نشكل خطرا على أحد لا حزب ولا مؤسسة ولا سلطة"، وغازل قيادات وقواعد غريميه في النهضة والإصلاح إلى تشكيل قوته الضاربة التي قاربت 800 شخص حضروا إلى جانب بعض عناصر الحزب المحل المحسوبة على الصف الثالث من "الفيس" قائلا "عفا الله عما سلف لمن أخطأ في حقنا"، مضيفا ان (ج.ع.ت) ولدت من رحم العمل الإسلامي المتواصل من 1974 ، وجاءت لتحارب الممارسات والسلوكيات التي تكون خطرا على الدين والوطن، وأضاف جاب الله في معرض دافعه عن التيار الإسلامي "يخطئ من يظن أن التيار الإسلامي بالجزائر عدو للأمة ... صدرت ممارسات خاطئة ولكن الإسلام والحركة منها براء". وفيما اعتبر انتقاد وإقرار صريح لممارسات بعض التيارات الإسلامية، أكد جاب "لقد صدرت وتصدر سلوكات خاطئة ضارة للوطن ولكن الإسلام والحركة منها براء"، مؤكدا في سياق متصل فشل مساعي لمّ شمل التيارات الإسلامية في الجزائر . * مؤسس جبهة العدالة والتنمية بالجزائر وبعد أن صال وجال وعلى مدى تجاوز الساعتين بعبارات غلبت عليها الوصفة الدينية المعهودة لدي الشيخ، تطرق إلى وجود ما وصفه بظاهرة الانفصام بين الشعب والسلطة، مدافعا عن تعزيز صفوف المعارضة بقوله "إن وجود معارضة قوية يعتبر في صميم ما يخدم السيادة والاستقلال"، مشيرا إلى أن جبهته ليست رقما جديدا ونحن يضيف جاب الله "موجودون ونحتاج إلى عنوان"، مؤكدا حرصه على احترام شخصية الأمة، وأشار إلى أن "المعارضة التي نمارسها وندعو إليها إنما هي نضال ضد ممارسات وسلوكات وتصرفات لسياسات قاصرة عن رعاية الصالح العام وعن التكفل السليم للمواطنين"، وانتقد الوضع السياسي الراهن، كما دعا إلى صيانة وحماية الحريات وعلى ضرورة الفصل الحقيقي بين السلطات، معتبرا في أن مسيرة بناء الدولة حادت عن طريقها، "ولم يتحقق للشعب حلمه في إقامة دولة بيان أول نوفمبر". * وخلص عبد الله جاب الله إلى أن الساحة السياسية بحاجة إلى قوى سياسية قادرة على بناء الوطن، وهي أحد أهم أهداف تأسيس الجبهة التي تقوم على نداءات خمسة تتعلق بالالتفاف حول الحزب الجديد، مخصصا النداء الأول لأصحاب الفضل ورفقاء درب الدعوة والعمل السياسي، والثاني أبناء التيار الإسلامي بمختلف توجهاتهم، كما وجه جاب الله نداء إلى كل الوطنيين من أجل الالتحاق بالجبهة، كما لم يستثن المرأة والشباب من الالتحاق بحزبه. مؤكدا أن الجبهة امتداد حقيقي لسياسات ومواقف الحركة في مراحلها المختلفة، مؤكدا أن يده ستظل مدودة للجميع. * من جهة أخرى علمت "الشروق" من مصادر مقربة من الشيخ عبد الله جاب الله، أن قيادة أركان (ج.ع.ت) تلقت ضمانات "فوقية" تفيد بتذليل عقبات حصولها على اعتماد يفتح لها أبواب الشرعية ودعم منظومة الأحزاب السياسية بالجزائر، على أن يتم تقديم ملف الاعتماد إلى مصالح الوزير دحو ولد قابلية بحر الأسبوع المقبل، بحسب ذات المصادر التي نفت أي تواصل مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الوقت الراهن.