منع حصار الجيش السوري للأحياء المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد في مدينة اللاذقية الساحلية امس من مغادرة السكان للمناطق التي تقصفها الدبابات لليوم الثالث على التوالي بعد يوم من مشاركة زوارق حربية في العملية التي حولت اللاذقية إلى مدينة شبه مشلولة، في وقت اقتحمت قوات عسكرية للجيش بلدة الحولة التابعة لحمص، بينما أفادت تقارير حقوقية عن مقتل 71 شخصاً تحت التعذيب منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام منتصف مارس الماضي. وقال سكان وناشطون وشهود عيان امس ان القوات السورية قصفت حيا سكنيا في اللاذقية وهو اليوم الثالث من الهجوم على الاحياء التي يقطنها السنة في المدينة الساحلية التي شهدت احتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد. وقال أحد السكان لوكالة «رويترز» : «هناك اطلاق كثيف للنيران من الدبابات على حي قنينص. يحاول السكان الفرار ولكنهم غير قادرين على مغادرة اللاذقية لأنها محاصرة. أفضل شيء هو الانتقال من منطقة لاخرى في المدينة ذاتها». قتل الحواجز وقتل شخص واصيب خمسة اخرون بجروح خطيرة اثر تعرضهم لاطلاق نار لدى اقترابهم من حاجز امني اثناء نزوحهم من حيي الرمل الجنوبي وعين تمرة في اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه : «لدى اقتراب بعض النازحين من حاجز أمني في حي عين التمرة اطلق الرصاص عليهم، ما ادى الى اصابة ستة مواطنين بجراح خطرة توفي اثرها احدهم متأثرا بجراحه». واشار المرصد الى ان «حيي الرمل الجنوبي وعين التمرة شهدا حركة نزوح جديدة». واشار الى «سماع صوت اطلاق الرصاص استمر في حي الرمل الجنوبي»، منوها الى «انتشار القناصة على اسطح الابنية». وتابع المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له: «سمع صوت اطلاق الرصاص في حي الصليبة عند الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي وترافق مع حملة مداهمات للمنازل». إحكام الحصار من جهته، اشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الى «نزوح أهالي الصيداوي وأهالي الطابيات من بيوتهم ومنازلهم، وهم يتجهون باتجاه القرى والأماكن البعيدة عن القصف». واكد الاتحاد انه تم «قطع الطرقات المؤدية لأوغاريت وتلك المؤدية الى جهة المحطة، ليتم إحكام السيطرة على المناطق المحاصرة» في اللاذقية، مشيرا الى ان «الحركة في البلد شبه مشلولة». وتحدث نشطاء من اتحاد التنسيقيات عن انشقاق عناصر من الجيش أحدهم برتبة رائد ومحاولتهم تأمين الحماية للمدنيين والنازحين من القناصة وقوات الأمن الأخرى. ويأتي ذلك غداة مقتل 42 شخصا على الاقل برصاص قوات الامن والجيش في اللاذقية التي كانت هدفا لعملية عسكرية واسعة شاركت فيها زوارق حربية قصفت بعض احياء هذه المدينة، في حين سقط اربعة قتلى في مناطق اخرى من سوريا. اقتحام الحولة وفي السياق ذاته، قتل مسن برصاص قناصة في بلدة الحولة في محافظة حمص بوسط سوريا خلال عملية عسكرية شاركت فيها دبابات الجيش التي اقتحمت البلدة وترافقت مع اطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات، كما افاد ناشطون حقوقيون. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «رجلا مسنا قتل برصاص قناصة في قرية تلدو التابعة لبلدة الحولة».واضاف انه «تمت محاصرة بلدة الحولة بشكل امني كثيف جدا من جميع المداخل ومن جميع الطرق الوعرة والفرعية»، مشيرا الى «اطلاق نار كثيف جدا الآن لترهيب الاهالي». الكتابات المناوئة وتابع المرصد ان «الجيش دخل البلدة وقام بتفتيش المنازل وبدأ حملة اعتقالات وهناك انتشار للشبيحة والأمن على جميع الطرق». كما أفاد عن «تمركز عدد من الدبابات على دوار الحرية بتلدو وشمال وشرق تلذهب متزامنا مع إطلاق نار كثيف في بلدة عقرب شمال الحولة، بالإضافة الى انتشار الأمن والشبيحة في قرى الحولة، وقاموا بإزالة الكتابات المعارضة للنظام الموجودة على الجدران». بدوره، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان عن «دخول دبابات بأعداد كبيرة الآن الى الحولة يترافق مع إطلاق نار من الرشاشات المثبتة عليها». قتلى التعذيب إلى ذلك، اكدت منظمة حقوقية ان 71 معتقلاً قضوا تحت التعذيب في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الاسد منتصف مارس، معربة عن مخاوفها على حياة باقي المعتلقين ولا سيما النشطاء من بينهم. وقال المرصد السوري ان «عدد المواطنين الذين قضوا تحت التعذيب منذ منتصف مارس بلغ 71 شهيدا»، مشيرا الى أنه «يملك لائحة موثقة بأسمائهم». وأضاف ان «النشطاء عاصم حمشو ورودي عثمان وهنادي زحلوط ويارا نصير وعمار صائب والصحافي عمر الأسعد وعبد قباني المعتقلين منذ بداية اغسطس يتعرضون للتعذيب الشديد»، معربا عن «مخاوف على حياتهم».