عماد عبد الهادي-الخرطوم سقوط نظام العقيد معمر القذافي سيؤثر إيجابا على قضية دارفور ويحرم حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة التي يوجد رئيسها خليل عبد الكريم بالعاصمة الليبية حتى الآن من دعم عسكري ومادي كان يقدمه القذافي.
ويعني سقوط القذافي إغلاق أكبر الأبواب الداعمة للتمرد بدارفور بعد عودة العلاقة بين تشاد –الداعم الثاني- والسودان لطبيعتها ونشر قواتهما على الحدود بينهما.
وعلى الرغم من نفي المتمردين وجود صلة بينهم وبين القذافي، فإن ما استولت عليه الحكومة من أسلحة متطورة وذخائر من حركة العدل والمساواة أثناء هجومها على أم درمان قبل ثلاث سنوات كان كافيا لاتهام الخرطوم لطرابلس بدعم التمرد في دارفور ولو بطريقة غير مباشرة، كما يقول محللون.
ويرى أولئك المحللون أن بعض الحركات المسلحة بدارفور خصوصا العدل والمساواة ستدفع فاتورة ذهاب القذافي، رغما عن وجود مسارات متعددة لتهريب السلاح للإقليم.
مكاسب الدكتور الحاج حمد: سقوط القذافي خسارة كبرى للتمرد في إقليم دارفور (الجزيرة نت) ويرى مدير منظمة تنمية الإنسان والدعم الإستراتيجي الحاج حمد أن سقوط القذافي يعني خسارة كبرى للتمرد في إقليم دارفور، مشيرا إلى حصول الخرطوم على كثير من المكاسب التي تتمثل في إضعاف الحركة المسلحة بفقدها الداعم الرئيسي.
ويقول إن القذافي كان يصنف الحكومة السودانية ضمن الجماعات الإسلامية التي درج على محاربتها، وبالتالي فإن دعمه لمعارضيها كان ظاهرا رغم اللقاءات المتعددة بينه ورموز النظام في الخرطوم.
ويتوقع أن يفقد مسلحو دارفور ركنا رئيسيا من أركان دعمهم المادي والعسكري، مشيرا إلى أن انهيار القذافي "هو انهيار للإرهاب العالمي شبه المنظم".
ويؤكد أن متمردي دارفور "وإن كانوا يرفضون الاعتراف بتمويل القذافي فإنهم سيعانون لأجل الحصول على موارد القتال التي كانت تصلهم من ليبيا سرا وعلنا أحيانا"، مؤكدا أن "القذافي كان يبدد موارد ليبيا في نجومية فاشلة".
تأثير محمد نوري الأمين أكد ضرورة وجود برهان يثبت دعم القذافي للحركات المسلحة بالإقليم (الجزيرة نت) أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم محمد نوري الأمين فرجح التأثير المباشر على مجمل الأوضاع في دارفور، مشيرا إلى ضرورة وجود برهان يؤكد دعم القذافي للحركات المسلحة بالإقليم.
وتساءل عما تردد عن مشاركة بعض الفصائل المتمردة بدارفور ضمن المجموعات التي تقاتل مع القذافي، مؤكدا أن "إثبات ذلك سيعطي نوعا من الإحساس السالب تجاه كافة السودانيين بليبيا، وبالتالي سيدفع السودانيون دون تفريق ثمن تلك المشاركة".
وقال إن "وجود أي إحساس لدى ثوار ليبيا بدعم السودانيين للقذافي سيدفعهم لغض الطرف عن تسريب السلاح الذي ينتشر بكثافة في الأرض الليبية إلى دارفور مما يدفع بتطور الأزمة إلى الأسوأ"، مشيرا إلى إمكانية خسارة كثير من الحركات الثورية –بغض النظر عن أفكارها- بذهاب القذافي.
مخاوف أما الكاتب والمحلل السياسي تاج السر مكي فيرى أن كشف غطاء الحماية الذي كان يوفره القذافي لبعض الحركات المتمردة "ربما أدى إلى انهيار جزء كبير من منظومتها القتالية والسياسية على السواء".
ولم يستبعد أن تنجح الحركات المسلحة من الناحية الأخرى في استغلال ضعف الرقابة على الحدود بين السودان وليبيا لتتمكن من تهريب كميات كبيرة من السلاح إلى دارفور، معتبرا أن ذلك نفسه بحاجة إلى وقت طويل لإنجازه.
توقع أن يزيد تدفق السلاح قبل أن يزيد في المستقبل "لوجود مؤيدين للحركات المسلحة في ليبيا من المهربين ومحترفي تجارة السلاح في المنطقة"