الوكالة العقارية للسكنى توجه نداء هام للمواطنين..وهذه التفاصيل..    تونس تستقبل أكثر من 2.3 مليون سائح إلى غاية 20 أفريل 2025    عاجل/ مسؤول يؤكد تراجع أسعار الأضاحي ب200 و300 دينار..ما القصة..؟!    عاجل/ جريمة أكودة: الادراة العامة للامن الوطني تكشف تفاصيل جديدة..    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية في إطار التعيينات الفردية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    عاجل/ هذه البلدية تصدر بلاغ هام وتدعو المواطنين الى الحذر..    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    القضية الفلسطينية تتصدر مظاهرات عيد الشغل في باريس    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    عيد الاضحى 2025: الأضاحي متوفرة للتونسيين والأسعار تُحدد قريبًا    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    نهائيات ماي: مواجهات نارية وأول نهائي لمرموش في مانشستر سيتى    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    الليلة: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا "إله" إلا بشار وشكسبير رسول يوسف الصديق
نشر في الحوار نت يوم 28 - 08 - 2011

لما تواترت الأنباء في المدة الأخيرة عن إكراه بعض أذناب الجيش العلوي النصيري في سوريا لبعض الثائرين على النطق بكلمة الكفر البواح : لا إله إلا بشار .. ظننت أن الأمر لا يعدو أن يكون من مبالغات الخصوم بعضهم على بعض حتى فوجئت بإمام مسجد الرفاعي بالشام وهو يذكر الأمر في خطبة الجمعة التي إقتحمها عليه فيها أزلام النظام العلوي النصيري البايد ثم إستبان الأمر إستبانة خيط أبيض من أسود لما نقلت الجزيرة القطرية المشهد صريحا جليا حيث يظهر فيه الجنود وهم يكرهون الرجل على النطق بكلمة الكفر الصراح : لا إله إلا بشار.. قلت في نفسي : لكأن القرآن الكريم يتنزل علينا الآن وهو يقول : „ من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان..“. بل قلت في نفسي : لو عرض هذا الأمر ذاته على نبي القرآن الكريم عليه الصلاة والسلام لقال للمكره بمثل ما قال لمكره آخر في زمانه : إن عادوا فعد. إن عادوا لإكراهك على النطق بكلمة الكفر الصراح البواح فعد بنطقها كلما كان قلبك مطمئنا بالإيمان. ولا حرج على من أخذ بالعزيمة في مثل هذا بل إنه يظفر بأغلى حسن ختام : الشهادة في سبيل الله سبحانه. سوى أن العزائم والرخص بين الناس متاحة ليأخذ كل منا بما يناسب طاقته رحمة منه سبحانه.

لا "إله" إلاّ بشار ... هي بشارتي بقرب زوال الإله المزعوم.

أجل. هذا أمر مجرب ألف مرة ومرة. أباح سبحانه لعباده حرية الإيمان بمثل إباحته حرية الكفر لهم بشرطين إثنين : أولهما قوله : „ قد تبين الرشد من الغي “ وثانيهما قوله : „ كل نفس بما كسبت رهينة “. أي أن حرية الإعتقاد في الإسلام مباحة بالكلية كلما كان الإنسان حرا راشدا تبين له نهار الأمر من ليله وبياضه من سواده على أن يدرك تمام الإدراك أنه يتحمل مسؤوليته وحده سيما من بعد موته سواء إختار الإيمان بالله سبحانه واليوم الآخر أو إختار الكفر به. معلوم أن الإسلام حرب على أمرين إثنين : أولهما الكفر بالله سبحانه كفرا بواحا صراحا للناس فيه برهان ساطع لا يترجرج وثانيهما الظلم أي ظلم الإنسان غيره وهو الظلم الذي قال فيه العلماء : ظلم لا يتركه أي يخصص له محاكم فرعية خاصة به على هامش المحكمة العليا الأخيرة ليقتص مظلوم من ظالم بطريق التبادلي السلعي في يوم تكون فيه السلعة الوحيدة المتاحة للتعاوض هي سلعة الحسنات والسيئات. ومعلوم أن حرب الإسلام على الضرب الثاني من العدوان أشد ألف مرة ومرة وذلك بسبب أن العدوان الأول أي الكفر متاح لمن أراده عن بينة ورشد وحرية على أن يتحمل مسؤوليته وحده يوم القيامة. العدوان الثاني أشد بسبب أن الإنسان خلقه مولاه سبحانه حرا حرية كاملة تامة تحت سلطان حكمه وسقف إرادته وكذلك بسبب أن العدوان من الناس بعضهم على بعض يعطل حركة الحياة ويحيلها جحيما لا يطاق والله تعالى وعد بقوله :“ إن الله يدافع عن الذين آمنوا “. بل إن حرب الإسلام على الظلم مقدمة على حربه على الكفر وليس أدل على ذلك من أن موسى عليه السلام لم يطلب من بني إسرائيل الإيمان به إلا بعد أن حررهم بإذنه سبحانه من قبضة فرعون بما يعني أن رسالة موسى رسالة تحريرية بالأساس الأول والدليل على أنه عمل على تحريرهم قبل أن يعرض عليهم رسالته هو قول بعضهم له في طريق الفرار من فرعون وبعد عبورهم البحر :“ إجعل لنا إلها كما لهم آلهة”. ولو كانوا مؤمنين ما طلبوا منه ذلك ولا إتخذوا العجل. ذلك هو معنى أن الإسلام رسالة تحريرية جامعة بالأساس الأول وذلك هو معنى أنه سبحانه حررنا ثم عبدنا وليس العكس إذ لو عبدنا إليه ثم حررنا لكان ذلك في تناقض مع قوله : „ لا إكراه في الدين “.

وما مسؤولية بشار في هذا الكفر الصراح البواح.

لنهب أنه لم يأمر بذلك وكان ذلك تصرفا فرديا معزولا من بعض جنوده. إذا وهبنا ذلك فلن يكون وهبنا صحيحا حتى يتخذ بشار من الإجراءات اللازمة في حق من أكره الناس على تأليهه من دونه سبحانه في بلد كل سكانه مسلمون تقريبا وما كان منهم مسيحيا فهو لا يرضى بهذا الضرب الجديد من الكفر : لا إله إلا بشار.. أما إذا ظهر الأمر للعلن سيما في فضائية الجزيرة القطرية وشاهده الملايين ثم صم بشار عنه أذنيه فإن ذلك لا يعني حكما قضائيا على الأقل بتعبير الفقهاء وليس حكما ديانيا يتولاه سبحانه يوم القيامة سوى أن بشارا نفسه إما أنه هو الذي أمر بذلك الكفر الصراح البواح الذي لا نعلم أن أحدأ أتاه قبل فرعون ولا بعد فرعون وإما أنه رضي به حتى لو لم يأمر به. والنتيجة واحدة دون ريب.

أجل. تلك هي بشارتي بدنو أجل الإله الجديد.

مازلت أنتظر للمجرم السفاح القذافي نهاية لا يعلم مأساويتها إلا الله سبحانه بسبب تعديه الصارخ من موقع الكبر السلطاني على مقام الألوهية والنبوة والكتاب. كتبت ذلك مرات ومرات ومازلت أنتظر الوعد الرحماني وإني لعلى يقين منه لا يدانيه يقين. علمنا الإسلام أنه سبحانه يمهل ولا يهمل. بل علمنا أنه سبحانه يمهل كثيرا في الأخذ بجرائم لا حصر لها من مثل موالاة بني إسرائيل وأعداء الأمة بصفة عامة ومن مثل أكل أموال الناس بالباطل والتعدي على حرماتهم الجسدية وغير ذلك. ولكنه علمنا أن التعدي على حرمات الله المباشرة من مثل التعدي على مقام الألوهية بمثل ما فعل بشار أسوة بفرعون وعلى مقام النبوة بمثل ما فعل بورقيبة والقذافي وعلى مقام الكتاب العزيز بمثل ما فعل آخرون.. علمنا أن ذلك الإمهال حبله قصير قصير. بل علمنا أن ذلك الحبل مهما طال فإن العاقبة لا تكون وخيمة فحسب بل هو الوخم ذاته.

آن للإمام القرضاوي أن يقسم مرة أخرى على نهاية عاجلة في قمة البأس والأخذ الأليم للإله الجديد : بشار النعجة. عندما أقسم الإمام على نهاية القذافي ظن بعض الناس أنه يتألى على ربه سبحانه. أي الجرمين أشنع في ميزان الله وميزان الناس : جرم القذافي أم جرم النعجة؟ هو إختلاف طفيف في الدرجة وليس هو إختلاف في النوع.

أجل. أبشروا يا أهل سورية..
أجل. أبشروا يا أهل الشام..
أجل. أبشروا أيها المقاومون بعاجلة بأس شديد وأليم تأخذ الإله الجديد.أبشروا بيقين لا يقين بعده.

ومن تونس كفر صراح بواح جديد.

لكم يخطئ كثير من السياسيين عندما يتحذلقون مماحكين ومماحلين في ثوابت ومحكمات لا تقبل منهم ذاك تحت أي دعوى. ما بال أولئك وإمام الرسالة الخالدة الخاتمة قال له ربه سبحانه : „ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا وإذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ..“. إذا كان ذاك هو شأن محمد وما أدراك ما محمد حتى وهو عبد فما بالك بمقامه وهو نبي صلى الله عليه وسلم فإلى أين يفضي التحذلق بأصحابه وأي مصلحة للدعوة والحركة والبلاد والثورة؟ ألا يكفي أنه عوتب صلى الله عليه وسلم في إبن أم مكتوم الذي كدر عليه مشهدا من أعز مشاهد الدعوة في عيون الأرض أي مشهد إسلام الكبراء لينقلب إلى الإسلام من ورائهم السفهاء؟ هي فواصل دقيقة لا تكفي فيها النية الحسنة وإن كان للنية الحسنة ألف حظ وحظ في التسديد والترشيد. ذاك موضوع يتطلب فسحة أخرى من الحديث فلندعه الآن.

أما آن لك أن تشهد أن شكسبير رسول يوسف صديق؟

ظهر علينا الأحمق الغبي يوسف صديق في قناة نسمة التونسية وهو يقول بأن شكسبير لو تسنى له من الأتباع ما تسنى لمحمد عليه الصلاة والسلام لكان مثله بل كان متفوقا عليه. صحيح أن الأمر في قراءته السياسية حلقة أخرى من حلقات يائسة من شرذمة من العالمانيين المنتحرين الذين يعملون على جلب بعض الشباب إلى إقتراف العنف تهيئة لمناخ أمني غير موات لإجراء إنتخابات 23 أكتوبر المقبل. ذلك صحيح في قراءة سياسية دون أدنى ريب. ولكن لا بد من التمييز بين أمرين لا مناص لهما من التكافل فلا يطغى هذا على ذاك ولا ذاك على هذا. الأمر الأول هو ضرورات الحزب السياسي وهي ضرورات مفهومة مقبولة تدخل ضمن سياق السياسة الشرعية وضمن سياق الضرورات التي تؤجل بعض إستحقاقاتها حكمة ورشدا. غير أن ذلك ما ينبغي له أن يحجب الأمر الثاني اللازم للأمر الأول أي : خيارات الشعب وحق الإتجاه الإسلامي فيه بمعناه الواسع وليس بمعناه الجمعياتي أو الحزبي في الدفاع عن بيضة دينه ولجم أفواه الذين يريدون إشاعة الردة في المجتمع التونسي تحت مسمى حرية الرأي. المستوى الثاني مازال يشكو نقصا فادحا حتى بعد الثورة أي بعد أن إنداحت حرية الكلمة بمستويات كبيرة. لقد تبين أن مرد ذلك النقص ليس ضيقا في مساحات الحرية ولكن مرده أمور لا يتسع لها المجال هنا وعلى أهل الذكر إلتقاط ذلك ومن ذلك : إستيعاب السياسة والحزب لأكثر الناس وهو إستيعاب لا يتحمل الحزب مسؤوليته في الحقيقة ولكن يتحمل مسؤوليته رجال الدعوة من دعاة وأئمة ووعاظ وناشطين إسلاميين وقيادات إسلامية ورموز وغيرهم ممن يمكن أن يستقطبه ملعب الإتجاه الإسلامي في تونس. ومن تلك المردات كذلك بعض الغموض في التمييز بين السياسة والدعوة أو بين ضرورات الحزب السياسي وخيارات الإتجاه الإسلامي.أجل. هناك غموض ما زال يلف مساحات غير يسيرة فينا. بعضنا يتجه ببصره نحو محطات وطنية وحزبية قادمة لفك ذلك الغموض أو ذلك الإشتباك المفروض لعوامل تاريخية قديمة بين المنطقتين الدعوية والسياسية الحزبية ولكني لست مرتاحا لذلك الإتجاه لأن الوعي لا تصنعه المحطات ولكن تصنعه الأعمال التي بين المحطات. كأن أكثرنا مازال مكبلا لضرورات حزب والحال أن ملاعب الدعوة تشكو نقصا فادحا ليس في العدد فحسب بل في العدة وهذا أمر لا بد من تداركه لحدة النقص فيه وكذلك في الوعي بتحرير المبادرة الدعوية.

ما تأسفت أسفي على رجلين : البوطي وغسان بن جدو...

أجل. ما بلغ مني الأسف مبلغا بمثل ما بلغ في هذين الرجلين : الدكتور البوطي الذي تعلمنا منه كثيرا وكثيرا ولن نزال ولن تزال أجيال من بعدنا تتعلم لمن أراد طلب العلم من مظانه. رجل هوى بين يدي الإله الجديد : بشار النعجة .. هوى هويا بمثل ما يندك نجم في أعماق الظلمات السحيقة. خر الرجل كما يخر الساقط من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق. دعوى الألوهية من لدن بشار النعجة إمتحان جديد عسير يدعى له اليوم كل علماء سوريا وفقهائها وأئمتها وخطبائها ووعاظها. كذلك أرى الأمر : إختبار لهم جميعا وفي مقدمتهم الدكتور البوطي. كأن الله سبحانه يناديه نداء أخيرا : ها قد هويت وصمت وسقطت وتواريت شاهد زور على أنهار من دماء المقاومين. ها قد غفرت لك ذلك بسبب صلافة البطش العلوي النصيري الذي لا يرحم. غفرت لك ذلك ومثلك لا يغفر له ذلك : „ لتبيننه للناس ولا تكتمونه”. أما اليوم بعد أن إدعى المجرم السفاح الذي كنت ترهب وتخشى .. أما اليوم بعد إن أدعى الألوهية فأنت على ميزان الإمتحان وفي كفة الإختبار. هل أنت أغلى من إمام مسجد الرفاعي أم أغلى من الدكتور العلامة النابلسي ومن مئات آخرين من أئمة الشام وعلمائه وفقهائه؟

فرصة أخرى أمام الدكتور البوطي. بل فرصة أخيرة أمام علم من أعلام الدعوة والعلم والفقه المعاصرين. لا أتمنى له سوى النجاح فيها ورب الكعبة.

بمثل ذلك تأسفت كثيرا لرجل من رجالات الإعلام المعاصرين الناجحين : غسان بن جدو. لتكن يا غسان شيعيا أو من أصول شيعية أو لتكن إعلاميا أو فنانا أو لتكن تونسيا أو إيرانيا أو لبنانيا أو لتكن عربيا أو أعجميا أو لتكن وسطيا أو سلفيا أو لتكن ثائرا أو محافظا أو لتكن ما شئت لنفسك أن تكون .. كل ذلك من حقك الذي لا يجادلك فيه إمرئ واحد فوق البسيطة. أما أن تنحاز يا غسان إلى مجرم سفاح إنتهى به الأمر إلى إدعاء الألوهية حتى لو كان ذلك مجرد رضى بها أو غض للطرف عنها .. ذلك يا غسان لا يليق بك. أجل. لا يليق بك ورب الكعبة. لا يليق بإعلامي ناجح مثلك. بل لو كنت فيلسوفا لكان ذلك أهون فيك لبعض شطحات الفلاسفة الذين يرون الدنيا بعيون غير عيون البشر. أما أن تكون إعلاميا عربيا مسلما فلا وألف ألف لا. أنت تدرك أن حوالي ثلث مليون عربي لا يحدثون أنفسهم وبعضهم بعضا في شأنك بغير ذلك. أنت تدرك أن مثلهم وأكثر منهم من المسلمين هم كذلك. أنت تدرك أن مثلهم أو أدنى منهم من الأحرار هم كذلك.

سقطتك يا غسان في الإنحياز إلى نظام سفاح مجرم سقط بكل معايير السقوط في عيون العرب والمسلمين والأحرار.. سقطتك يا غسان هي سقطة في وهدة سحيقة سوى أن الفرصة التي منحت للدكتور البوطي تمنح لك أنت كذلك.

لا يمنحها لك أحد فوق البسيطة سوى ربك الذي تؤمن به كما يؤمن به كل المسلمين. أنت رجل مثقف يتعلم الناس منك. أنت صاحب تاريخ وضيء يشرف العرب والمسلمين. أنت سليل بلاد شرفتها أقدار الرحمان بأن تكون صاحبة ضربة البداية في مسلسل ثورات عربية منداحة ربما لا تنطفئ لها نار حتى تتحرر فلسطين. أجل. يا غسان : فلسطين التي وطأتها قدماك سرا وأنت تقدم لنا عملك الإعلامي الرائع الكبير من غزة الجريحة الشهيدة المحاصرة ورجال المقاومة الأشاوس يحيطون بك من جانب.

لتكن على صلة بحزب الله ولتكن لك معه ألف صلة وصلة. ولكن الذي يسع حزب الله قد لا يسعك بل لا يسعك بالتأكيد. إذا كان يرضيك ما يكتب عنك من بعد سقطتك المفاجئة فلتواصل سقطتك حتى يلفظك التاريخ ثم تدفن في القبر ذاته الذي سيقبر فيه عما قريب إن شاء الله تعالى الإله الجديد : لا إله إلا بشار.. هو قبر واحد يؤولون إليه واحدا من بعد واحد : بن علي ثم مبارك ثم علي صالح ثم القذافي وقريبا يلتحق بهم السفاح الذي إنحزت إليه بدون وجه حق.

إذا كنت ترضى بأن تكون دفينا معهم فلتواصل سقطاتك. أما أنا فلا أرضى لك ذلك والله.

الإنحياز إلى الجماهير الثائرة وإلى المقاومين المظلومين هو أعلى محكم في الدنيا.

مثلك لا يحتاج إلى التذكير بذلك. ولكني أذكر نفسي ولكن بصوت عال. ذلك هو معتقدي ولي عليه من القرآن الكريم الذي منه وليس من غيره أبدا طرا مطلقا تجتنى الحكمة ويجتبى الرشد .. ذلك هو معتقدي ولي عليه من ذلك الكتاب العزيز ألف حجة وحجة. معتقدي الذي أموت عليه غير ناكص ولا رديد هو أن الحق دوما ودون أي إستثناء هو ذلك الإتجاه الذي يفيئ إليه الناس في أغلبهم فإذا كان أولئك الناس مسلمين مؤمنين فهو الحق الأبلج الذي ما جاء الحق إلا ليعزره ويؤيده. معتقدي الذي أموت عليه ولتكن من بعد ذلك مقعدي جنة أو نارا هو أن الإنحياز إلى المظلومين أعلى عقيدة في الحياة فإذا كانت تلك العقيدة موشحة بعقيدة الإسلام : لا إله إلا الله .. وليس لا إله إلا بشار .. فبها ونعمت وعندها ينال المنحاز إلى المظلومين أجري الدنيا والآخرة وإن لم تكن تلك العقيدة تحت سقف العقيدة الإسلامية فأولئك هم الأحرار الذين نتحالف معهم اليوم في معركة الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. لو لم تكن تلك هي العقيدة الكبرى في الحياة لما بادر موسى عليه السلام بتحرير بني إسرائيل من السلطان الغشوم لفرعون وهامان وقارون وجنودهم قبل أن يعرض عليهم رسالته.

دعنا نهب أن الناتو عينه على سوريا..
دعنا نهب أن أمريكا وإسرائيل ترحبان بالثورة السورية للتخلص من هذا المقاوم الممانع الإله الجديد الذي رضي بأن يكره رجل من بلاده على النطق بكلمة الكفر الصراح البواح : لا إله إلا بشار..
دعنا نهب كل ما يمكن لك أن تحيط به نفسك وموقفك وموقف إيران وحزب الله لئلا يتصدع تحت مطارق المقاومة السورية ..

لو وهبت كل ذلك ومثله معه ألف مرة ومرة..
لو وهبت ذلك لما نلت من عقيدتي : ما تعلمت من الحياة تحت ظل الإسلام عقيدة أغلى من هذه العقيدة : أتجه مع الناس في أغلبهم حيثما إتجهوا بوعي ورشد وحرية غير مكره ولا مغرر بي وذلك هو الحق الأبلج من جهة ومن جهة أخرى أنحاز إلى المظلوم إنحيازا كليا وكاملا قدر المستطاع لا أسأل عن دين ظالم ولا مظلوم ولا عن لون ظالم ولا مظلوم ولا عن قوم ظالم ولا مظلوم ولا عن عرق ظالم ولا مظلوم ولا حتى عن نية ظالم ولا مظلوم..

ذلك هو أغلى ما علمتني الحياة..
ذلك هو ما أعتقده إعتقادا راسخا جازما لن أرتد عنه إن شاء الله ..
ذلك هو وحي الفطرة إلي ثم ألفيت أن أس الكتاب العزيز هو ذاك وليس سوى ذاك..
ذلك هو الذي جعلني لا أفارق عقيدة غرستها الفطرة وزكاها الإسلام..

لا إله إلا الله محمد رسول الله.

الهادي بريك . ألمانيا
مصدر الخبر : بريد الحوار نت
a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=21197&t=لا "إله" إلا بشار وشكسبير رسول يوسف الصديق&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.