هل كان عرب الجاهلية أرق شعورا وأكثر فهما وأعلى همة وأبعد نظرا من عرب الغترة والعقال والياقات المنشاة ؟ هل كانت قلوبهم أقل قذارة من عرب اليوم ؟ هل كانت رجولتهم أكثر نخوة وأعلى همة من عرب الغترة والعقال والياقات المنشاة ؟ هل كان للعرض والشرف قداسة ومكانة ليست لدى عرب اليوم ؟ ماالذى جرى حتى لا يتذكر عرب اليوم حلف الفضول الذى أنشأه أهل الجاهلية لينصروا به المظلوم وليقفوا فيه متكاتفين ومتعاونين ضد كل ظالم جهول ؟ نظرية المندسين والعصابات المسلحة والقوى الخارجية ثقافة تشبع بها حكامنا في المنطقة العربية وحدها دون غيرها من مناطق العالم. والحلول عندهم تبدأ أيضا بنظرية الأرض المحروقة وحرق الأخضر واليابس ، وأنا أو الطوفان هي الحلول الجاهزة لكل الأنظمة الدكتاتورية والمستبدة ، قالها بن على في تونس وقالها بعده مبارك المخلوع في القاهرة ثم ردد القذافى العبارة ذاتها في طرابلس ويقولها الآن على صالج وبشارالأسد في كل من سورية واليمن ما الذى يخرس ألسنتهم ليدينوا بشدة عمليات القتل الجماعية التى يمارسها النظام بأجهزة امنه وجيشه والشبيحة في المدن والقرى السورية ؟ إلى هذا الحد يزعجهم صوت الشعوب حين تنادى بالحرية ؟ إلى هذا الحد يؤرقهم أن تقول لهم الشعوب كفوا عن السرقات والسلب والنهب واغربوا عن عيوننا لا نريد رؤيتكم ؟ إلى هذا الحد تجمعهم غريزة الوحوش في التعامل مع شعوبهم إلى هذا الحد تتحكم جينا الاستبداد في تصرفاتهم ؟ يبدو أن مرض الاستبداد مرض عربى الأصل ، جيناته تستوطن المنطقة العربية وحدها دون غيرها من كل مناطق العالم ويبدو أيضا أن هذا المرض ينتشر بكثرة في السلالات الحاكمة وينتقل من جيل إلى جيل عبر تعديلات بسيطة تجيد خداع الشعوب وتزويق الكلام وتسويق فكرة الخوف من أي تغيير جديد الأقنعة التى ترتديها بعض الأنظمة العربية قد انتزعت تماما وظهر الوجه القبيح في سماجته وذله وبلادة شعوره وضياع كرامته فالشعوب قد ملت من وجودهم وكرهت وجوههم وخرجت لتقول لهم بكل لسان لا نريدكم ، اغربوا بوجوهكم الكريهة عن حياتنا حلوا عنا شكر الله سعيكم ، لكنهم لا يريدون أن يحلوا عن حياتنا ولو كان الثمن حرق الشعوب وتدمير البلاد والعباد وضياع الدنيا كلها نيرون لم يكن عربيا ولذلك اكتفى بحريق روما دون أن يقتل شعبها، أما نيارين العرب جمع "نيرون" العرب كالأسد والقذافي وعلى صالح وبقية الوجوه الكريهة فهم يريدون حرق الاثنين معا ،المدينة والشعب والوقوف على أطلالهما .