قالت منظمة التضامن لحقوق الإنسان، التي يوجد مقرها بجنيف في سويسرا، إنها تمكنت من اكتشاف المكان الذي تم فيه دفن قرابة 1270 سجينا سياسيا تعرضوا للقتل خارج نطاق القانون خلال ساعات داخل مجمع سجن بوسليم بالعاصمة الليبية طرابلس يوم 29 يونيو/ حزيران 1996. وأوضحت المنظمة، في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، أنه بعد مقابلة بعض الحراس الذين كانوا يعملون بسجن بوسليم عند حصول المذبحة، تبين أنه قد تم دفن جميع الضحايا الذين قضوا ذلك اليوم في مقبرة جماعية تقع مباشرة في المساحة الواقعة بعد عنابر الحبس الانفرادي للسجن المركزي. وأضاف البيان المعزز بعدد من الصور أنه بعد قرابة أربعة أعوام تم نقل رفات الضحايا إلى مقبرة أخرى خارج السجن بواسطة جرافة كانت تقوم بعملية حفر مكان القبر الجماعي وتحميل الجثامين ووضعها في شاحنة كانت تذهب وتعود حتى الانتهاء من عملية النقل التي استمرت حتى منتصف الليل. ووفقا للمنظمة فقد تم تحديد الموقع الثاني، إذ تبين أنه لتسريع عملية حركة الشاحنة فقد تم هدم جزء من السور الخارجي للسجن بما يسمح لمرور الشاحنة لتجنب العبور من خلال المنطقة السكنية المجاورة للسجن. أهالي ضحايا سجن بوسليم يواصلون النضال لكشف حقيقة قتل ذويهم (الجزيرة نت-أرشيف) إجراءات وحماية وقد قامت التضامن فور تحديد موقع المقبرة الأولى والثانية بالاتصال بوزير العدل في المكتب التنفيذي الليبي محمد العلاقي لمخاطبة الادعاء العام والنيابة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات. وقد تمت معاينة هذه المواقع بوجود أحد أفراد تنسيقية أهالي ضحايا سجن بوسليم، وهو عادل بن سعود، وعضوين من منظمة هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، وتم ذلك بحماية كتيبة أمنية تم تخصيصها لهذا الغرض. ودعت منظمة التضامن لحقوق الإنسان، الجهات المختصة، إلى ضرورة وجود قوة لحماية السجن وموقع المقبرة وتأمينه حتى تتوافر الظروف المناسبة والتجهيزات الفنية والقانونية للشروع في عملية الكشف عن المقبرة وتحديد هويات الضحايا.