تونس تسعى لتسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لليونسكو    الحرس البحري ينجد 11 بحارا كانوا على متن مركب صيد تعرض للعطب قبالة شاطئ هرقلة    بودربالة والسفير الإيطالي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية تعزيزا للاستقرار في المنطقة    العجز التجاري الشهري لتونس يتقلّص بنسبة 4،16 بالمائة موفى مارس 2024    الملتقى الوطني الأول للماء: يفتح حوارا وطنيا حول إشكاليات الماء في تونس    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    ''تيك توك'' يتعهد بالطعن أمام القضاء في قانون أميركي يهدد بحظره    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    صان داونز -الترجي الرياضي : الترجي على بعد 90 دقيقة من النهائي    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    أكثر من 20 ألف طالب تونسي من غير المتحصلين على منح دراسية يتابعون دراساتهم العليا في الخارج خلال السنة الجامعية 2023 - 2024    عاجل : تترواح أعمارهم بين 16 و 19 سنة ... الكشف عن شبكة دعارة في منوبة    ترسيم 850 عونا وقتيا مكلفا بالتدريس وتسوية وضعية بقية الأعوان تباعا خلال هذه السنة (جامعة التعليم الأساسي)    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    المنستير: افتتاح ندوة المداولات حول طب الأسنان تحت شعار "طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق"    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    أحدهم حالته خطيرة: 7 جرحى في حادث مرور بالكاف    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا    مأساة جديدة في المهدية: يُفارق الحياة وهو بصدد حفر قبر قريبه    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة    أريانة: حملة مشتركة للتصدي للانتصاب الفوضوي    سيدي بوزيد: انطلاق ورشة تكوينيّة لفائدة المكلّفين بالطاقة بالإدارات والمنشّآت العمومية    عاجل/ في ارتفاع مستمر.. حصيلة جديدة للشهداء في غزة    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    70 بالمئة من الأمراض تنتقل من الحيوانات ..مختصة في الثروة الحيوانية توضح    موعد انطلاق أشغال الجزء الرئيسي للجسر الجديد ببنزرت    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    كم تبلغ معاليم مسك الحساب بالبريد التونسي؟    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    الرابطة الأولى: كلاسيكو مشوق بين النجم الساحلي والنادي الإفريقي .. وحوار واعد بين الملعب التونسي والإتحاد المنستيري    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلاح الاستخباراتى والاختراق حتى النخاع
نشر في الحوار نت يوم 28 - 09 - 2011

استعمل أعداء الأمة والإنسانية الآلة الحربية الاستعراضية لإعطاء الدروس العملية بالقتل والبطش والتدمير، مخلفين وراءهم المآسي المفزعة بغية الإرهاب لفرض السيطرة واستعراض القوة المدمرة المدعومة بآلة استخباراتية كاسحة تخترق كل شئ أتت عليه لتدميره فى جنح الظلام المعلوماتى ، وفى أغلب الأحيان تزرع مخططات التدمير فى تدبير ضحاياها فيدمرون أنفسهم بأنفسهم أو يدمر بعضهم البعض من حيث لا يشعرون.
وهذه الآلة هي العمود الفقري لقوة الإرهاب العامة ، وقد زاد من فاعليتها استيعابها لجيش جرار من الجواسيسوالمتعاونين الذين وقع اختراقهم باحتراف ، ونشرهم فى جميع مفاصل آليات الحركة فى المجتمع لينصهروا بشكل معقد فى النسيج الآلى للمؤسسات التى تدير جميع مصالح الشعوب المستهدفة ، ووقع الزحف بهذه الآلة على الخطط التنموية الوطنية وعلى الكفاءات العلمية والفكرية والعسكرية لإفشال فعاليتها في النهوض التنموي ، كذلك على الأموال العامة لتحويلها الى خزائنهم التى فتحوها للحكام وذويهموالدائرين فى فلكهميخبئون فيها الثروات الطائلة التى نهبوها من شعوبهم التى تئن تحت الفقر والاحتياج،وأخر الإحصائيات الدراسية عن الحكام العرب ودوائرهم تفيد بأنهم يملكون نصف ثروة العالمولا احد ينبه الى أن القانون الجنائي يجرم السارق وشريكه فهم شركاء فى جريمة الاستيلاء على أموال الشعوب ، بل هم مجرمون بالدرجة الأولى لمن يعلم فنيات الاختراق ، ودفع الحكام فى اتجاه الإجرام بطريقة الواقع المفروض بغية وصول الأموال الى خزائنهم للاستفادة منها وحرمان الشعوب من ثرواتها وتكبيلها والحيلولة دون انعتاقها ورعاية خطط وبرامج الإفساد المجتمعي ، كذلك لعبت دورا مهما فى اللعب على حبال التوازنات السياسية القطرية منها والإقليمية والعالمية لتوسيع دائرة الهيمنة على الشعوب وابتزاز أموالها وثرواتها وإفقارها وإنهاكهاوإضعافها عبر مخططات دقيقة المعالم أعانهم الحكام على تنفيذها.
وكانت الانقلابات العسكرية بكل اطيافها والوانها اهم مساعد على تنفيذ الخطط التدميرية ، وقد فازت المخابرات الامريكية التى اسسها اليهو-مسيحيون الماسونيون الرافعون راية البرنامج التلمودى بنصيب الاسد ، حيث ضم طابور التخطيط والتنفيذ المنضوى تحت جناحها رجالاً على اعلى مستوى من الدهاء والمكر والخداع والالمام المعرفي بالفلسفة وعلم النفس والعلوم السياسية وعلوم الاقتصاد امثال "مارك سيغمان" مهندس ومنفذ برامج التدمير والهيمنة على الدول العربية وأستاذه "جيمس برنهام وبرنارد رسل" ، واستاذهم الكبير" كيرميت رزفلت" وكلهم من اقطاب الحركة الماسونية العالمية. إن نجاح هؤلاء الدهاة في قيادة وتوجيه وتهيئة الخطط والمناخات والمواقع للجيوش الجرارة من العملاء والجواسيس في الوطن العربي يتمثل فيما نري عليه اوضاعه الظاهرة والباطنة والتى هي غنية عن التعريف.
افتعال الازمات
وقد لعبت الآلة الاستخباراتية الغربية الماسونية دورا مهما في الهيمنة الكاملة علي الحكام وتجنيدهم وتوظيفهم ورفع درجة اليقظة لديهم للحيلولة دون نجاح حركة الانعتاق الشعبي من ربقتهم ، كذلك سعت لتدمير الحركات الاسلامية والوطنية وتشويه سمعتها لدى الشعوب لتحول دون جرها الى الثورة وتكسير آليات التحكم والقهر المسلطة على الرقاب ، كذلك تحويل وجهة هذه الحركات عن محاربة برنامج الإفسادالمجتمعي ومخططات الهيمنة على الثروات والاقوات ، كذلك لعبت دورا مهما في بث الكراهية للاسلام في الشعوب الغربية ، زد على ذلك افتعال الأزمات بين المسلمين والشعوب الغربية لدفع المسلمين للانزلاق في مهاوي ردود الفعل العنيفة كأزمة تمزيق المصحف الشريف ، مع العلم انه كان يمزق فى السجون التونسية ويداس عليه ويرمى فى دورات المياه من طرف جنود الاستبداد وزبانية التعذيب الذين تخرجوا من ثكنات التجنيد الغربى اللائكية الملحدة التى رعى برامجها العميل بن على الذى واصل تنفيذ البرنامج الغربى الالحادى الذى بدأه بورقيبة ، وليس الامر مقتصرا على تونس فهو يتكرر فى بعض الدول العربية ، ولا احد يحرك ساكنا او يبدى احتجاجا.والمعول على ثورات الانعتاق حين تتمكن من بناء مؤسساتها محاسبة هؤلاء المجرمين الذين فاقت فظائع جرائمهم حدود اللا معقول.
كذلك افتعال أزمات المساجد والحجاب والرسوم الكاريكاتورية والكتب والأفلام المسيئة للإسلام والضجة الإعلامية التى يحدثونها حولها، زيادة على إذكاء النزعة العدوانية ضد العرب والنفخ فيها وتضخيم محتواها بما ينقلونه من الخطب الحماسية في المساجد والاعلام والصحف إلى الشعوب الغربية بهدف تهيئتها بالتعبئة السيكولوجية لمساندة مخططات الهيمنة على البلدان الإسلامية. وها هي الالة الاستخباراتية تغير من تكتيكها فى الاعتماد على الانقلابات العسكرية التى عفى عليها الزمن واصبحت مرفوضة على الساحة العالمية نتيجة النتائج الكارثية التى أحدثتها في جسد الإنسانية ، وتتجه الى ركوب موجةالحراك الثورى التى بدأت تجتاح الدول المقهورة انطلاقا من ثورة تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والقائمة تتوسع للتخلص من منظومة الاستبداد الاستعمارى ، حيث يدور الان صراع مرير لتكسير شوكة الانظمة الاستبدادية التى هى معاول هدم فى يد الغرب الذى يحاول الالتفاف على هذا المد الثورى ، وقد نجح مؤقتا فى الالتفاف على ثورة تونس مستعينا بجنود الاختراق الماسونى1تفحص هويات المتنفذين فى السلطة وفى الانتخابات وفى حكومة الظل. هل هذا من الصدف؟ ] الذين رباهم طيلة العقود السالفة ، ويحاول جاهدا فى مصر التى تبدو الى حد الان مستعصية ، وبالتالي فإن محاولاته هذه فى تونس ومصر سوف يكون مآلها الفشل فى النهاية نتيجة ان الثورة كانت – وبإجماع اهل العرفان- فعلا ربانيا حركْته سنن الاستخلاف الكونية التى هيأت اسباب انهيار المشروع الافسادى العالمى الذى يقوده الغرب التلمودى ليحل محله المشروع الحضارى الانسانى لانقاذ البشرية كما دلت عليه المبشرات القرآنية ، فالطبيعة لا تتحمل الفراغ ، وهذا الحراك الثورى هو بداية اسبابالانعتاق والسيل بدايته قطر ثم ينهمر.
اختراق الانعتاق
وقد أفضت حسابات الغرب الدقيقة التى تتحكم فيها المصالح العامة والابعاد الاستراتيجية الى ان الحركات الدينية المعتدلة والقريبة من وجدان الشعوب هى أملها ومنشودها فى الفترة القادمة لتخطب ودها وتصب فى كيانها كل ما دق شأنه وعظم ضرره من مخططات الاختراق التى تعرقل عملية الانعتاق وتؤخر مسارات الإصلاح المجتمعي للتخلص من اليات المشروع الافسادى ، وقد لجأ الغرب الى هذا الخيار تحت ضغط الحراك الثورى للشعوب الذى احدث العطب فى آليات الفرض القهرى لمؤسسات التسيير والتحكم السيادي والتى كان نظامها يتمثل فى ترشيح الدُمَى المصنوعة بالمادة التلمودية والتدليس فى الانتخابات وشراء الاصوات ، فاذا اخفقت الخطة فى تحقيق المنشود يُلتَجَأ الى الانقلاب العسكرى لاعادة خلط الاوراق واعادة الكَرّة ، هذه الخيارات فقدت جدواها حين قلب الشعب كل موازين اللعبة واربك ساحة المعركة التى كانوا يحاربون عليها من جانب واحد وكأنهم فى ارض غاب عنها اهلها عقودا من الزمن يدمرون كل شئ أتوا عليه باسلحتهم السلمية الصامتة والناعمة وذات الدمار الشامل فى كل مقومات الشعوب المجتمعية.
والأن اصبح امامهم خيار واحد لا ثانى له؛ الا وهو الاختراق وحبك مخططاته الدقيقة ، فعملية اختراق الحركات القريبة من عواطف الشعوب وفرض الخيارات عليها هى من اهم الاعمال التى تعطيها الالة الاستخباراتية الان اولوية مطلقة فى تحركها وتمرير خطط اعادة تكوين المادة الاستعمارية بألوان تبدو حضارية ، والمحافظة على المواقع المفصلية فى المجتمع وتسييرها ولكن على مسافة ابعد عن العيون العليلة مما كانت عليه من قبل ، ولذلك كان واجبا على هذه الحركات حسن ادارة لعبة اقتسام الكعكة بينها وبين جنود الاختراقمؤقتا بدراية فائقة وفطنة متناهية، فالغرب يعلم علم اليقين ان جنوده لن يستطيعوا اعادة السيطرة على المقاعد السيادية ، ولكنهم يستطيعون ارباك ساحة الاصلاح وإطالة مدة الفوضى ، الامر الذى يتيح له- اى الغرب- اعادة خلط الاوراق واملاء شروطه على تيارات الاصلاح المجتمعى وحركات الانعتاق ، فحذارى من السم الفعال فى دسم الحكم الشهى ، وحذارى من الواقع المفروض المُتَحَكَمْ فى الياته عن بعد ، فساحة الحراك مازالت مفعمة بالمتعاونين والجواسيس والموظفين المخترقين الذين يتحركون بطريقة تلقائية بدافع ما شُحنت به عقولهم واذهانهم من توجهات تخدم المصالح العاجلة والاجلة للمستعمرين وتكرس مخططاتهم ، فمسألة استسلام الغرب للأمر الواقع تعنى الانهزام التاريخى وسقوط البناء الشامخ الذى بنوه عبر قرون وبذلوا فيه جهودا جبارة جندوا كل العالم بطاقاته لاعانتهم على السيطرة على الوطن العربى ارض الميعاد وارض اسرائيل الكبرى الركيزة الاساسية فى مخططات الغرب اليهو- مسيحى. هذه مسألة مهمة جدا يجب ان تحسب لها حركات الانعتاق الف حساب وتُخطط تخطيطا دقيقا لحسن ادارتها ، فالقضية التى بيننا وبينهم هى ليست توسيع دائرة الحريات وتحسين ظروف العيش واصلاحات عامة تُبْقى على سيطرتهم على البلاد عبر واقع مفروض بطريقة تختلف فيها الوان الاستعمار الغير مرئية لقصيرى النظر ، وانما قضيتنا الاساسية معهم هى الاستقلال الحقيقى والسيادة الكاملة فى اخذ القرار وتنظيف البلاد من أدران مخططات التدمير المجتمعى لتسهيل عملية بناء المجتمع الحضارى الانسانى الانقاذى للبشر مع الابقاء على شراكة حقيقية هى شراكة الند للند معهم ليحقق كل طرف فيها مآربه الاقتصادية وننهى بها نحن حقبة الاستعمار والاستغلال والاستعباد ، وهى شراكة مفروضة فى بداية نهضتنا.
تنبيه الغافلين
هناك عدة أمور يجب علينا ان ننتبه اليها جيداً:
منها: إن الذى يعين على الوصول الى الغايات المنشودة وإبطال مفعول محاولة الالتفاف على الثورة هو تفعيل وتسهيل عملية بروز الكم الهائل من الخبرات والطاقات التى غمرتها وحدّت من فاعليتها انظمة الاستبداد وهى شبه معطلة ومهمشة ، واغلب افرادها خارج اطر الاحزاب والهيئات والتنظيمات التى تنشط الان فى مشروع التغيير بطرق حزبية بعيده عن المنهاج الشمولى الذى يوحد الجهود والطاقات المعول عليها فى اخذ مواقعها فى مواطن اقدام الجيش الجرار من المجندين الذين استولى بهم الغرب على مفاصل الحياة المجتمعية والذين يمثلون رصيده الأوحد وقوته المركزية فى مشروع الهيمنة الاستبدادية الافسادية على البلاد والعباد ، وعملية الاحلال والابدال هذه تحتاج الى دراية وتخطيط دقيق وبنك معلوماتى للخبرات مجهز بجهاز فرز متميز لا يمر من خلاله السفهاء والفاسدون ، وجهودٍ جبارة وحنكة فى حسن ادارة هذه المسألة المهمة جدا فى ارباك "مشروع اعادة الانتشار" لاستمرار عملية الهيمنة بطرق خفية اتقنتها العقلية الشيطانية الاستعمارية، الامر الذى سيسهل على حركات التحرر ابتلاع الطعم التلمودى الغربي كما ابتلعه بعضهامن قبل ، هذا من اهم ما يجب ان تعيه الحركات الاسلامية المعتدلة وما يجب ان يعيه كل مسلم وكل وطنى غيور على وطنه وشعبه وخاصة اصحاب الخبرات الذينيجب عليهم ان يعوا كل الوعى ملابسات الصراع المفروض على الأمة ، ويساهموا من مواطن خبراتهم فى المشروع التنموى العام ، وفى ضبط خططه واستراتيجياته ، وفى ترشيد الوعى الجماهيري لحشد الناس فى صعيد تنظيمي تلقائي يكتنفه التضامن المتواصل والغير منقطع والمتنامى والمتعاظم ليوصل الجماهير الى الاستفادة من القوة الكامنة فى توحدها وتضامنها بوعى عقلانى يبتعد بها عن الانفعال العاطفى المؤقت والذي تحدثه الفواجع وينطفى اثر سكون العواصف ، او تؤججه مؤسسات الانترنت التى تديرها بالكامل جحافل اليهود الذين صنعوا من خلالها علامات التوجيه الاجبارى للثائرين المخترقين فى اتجاه مراميهم المدمرة لمقومات الشعوب عكس مرامى الثوار الساعيين لإتمام عملية الانعتاق والإصلاح ، وقد استعانت الألة الاستخبارية بسلاح المعلومة لحجب كيفية استعمال الجماهير لاسلحتها السلمية وتوجيهها الى الاسلحة التقليدية التى تفتقدها والتى هى مسيطرة على منابعها ومصادرها ولا تطرحها فى شعاب التدافع إلا بعد أن تضع فيها خاصية التدمير لمستعمليها حسب خطط تُهيئها وتُشرف علي تنفيذها عبر الاختراق وفرض الخيارات والتوجهات التى اوقعت فيها حركات التحرر والانعتاق.
تساؤلات مخجلة
وثمة حزم من الاسئلة لاتزال مفتوحة على جسور التاريخ العربى والاسلامى فى العصر الحديث ... ورؤوس الاجابات عليها تضع أعيننا وأيدينا على بيوت الماسون التلمودى وساكنيها وعلى سبيل المثال: من هيأ السلاح للشريف حسين لمحاربة الاتراك واخراجهم من بيت المقدس لاعطائها لليهود؟! من اعطى السلاح للوهابيين للفتك المريع بالقبائل العربية وتكوين دولة آل سعود؟! من سلح الثورة الاسلامية السورية عن طريق المخابرات العراقية للقضاء عليها فى حماة؟! من سلح ورعى الحركات السلفية المتطرفة لزعزعة الاستقرار فى الدول الاسلامية؟! من هيأ السلاح فى جبال الجزائر حتى وجد اكثر من مائة وعشرين الف ثائر السلاح جاهزا لتدمير الجزائر ، ثم بعد ذلك التوبة والرجوع الى الحياة المدنية؟! من انبت البعث السورى وحمى الحكم العلوى وأعان على تغوله على الشعب لتأمين الجبهة الشمالية لإسرائيل؟! من زرع "القذافى" فى ليبيا وجعله سدا منيعا يحول دون تواصل المارد الجزائرى بالغول المصرى المكبل ، وجسراً لتأجيج النزاعات والتقاتل فى بؤر الصراع التى احدثوها فى العالم؟! وقصة صراع الموساد والاستخبارات الامريكية مع "كورت فلدهايم" الامين العام السابق لعصابة الاجرام الاممى فى قضية زرعه معروفة لكنها مغمورة تحت تراب التعتيم الاعلامى للوصول الى الغايات المرجوة من إنباته ، وقد أحبطت المخابرات الأمريكية 28 محاولة اغتيال ضده من اصل 29 محاولة حيث تمكن المحاولون من الوصول اليه واصابته فى الحوض ، من زرع "عرفات" فى قلب القضية الفلسطينية؟! وهل يُعرَف قبرُُ لأبويه الحقيقيين؟! من زرع 5 الاف عائلة فى قلب الوطن العربى على مدى القرنين الماضيين حسب ما نص عليه الميثاق الاستعمارى البريطانى؟! من هيأ وخطط واخترق لضرب برج التجارة العالمى بنيويورك لاتمام حلقة السيطرة على العالم الاسلامى ؟! من رعى الانقلابات العسكرية فى البلدان الاسلامية واكمل بها سيطرته على البلاد؟! من شيد مصانع الدمى وضخ فى عروقها الدم التلمودى واسكنها محافل الماسون واجلسها على كراسى الحكم وجعلها تتحرك طبق اوامره المُخَزَنة فى اسطوانة ادمغتها؟! من ادار مخططات التدمير الاخلاقى عبر التعليم والاعلام والاقلام ومن خلال شبكة الانترنت التى بنى بألياتها اكبر شبكة تجسس على البلاد والعباد فى العالم بأجمعه فعشش عنكبوتها فى كل بيت وفى كل دماغ وفى كل ذهن وتجاوز مستعملوها مرحلة الادمان ، الامر الذى سهل على مؤسساتها اليهودية المدبرة والمهيمنة على كل ألياتها استقطاب واصطياد مجموعة كبيرة من الشباب العربى الذين جُنِدوا بالاختراق لإرباك برامج الاصلاح المجتمعى ومنع الاستقرار فى البلدان المستهدفة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا؟! من يدير كبرى مسالك التوزيع للمخدرات فى العالم ويرتب اماكن ترويجها حسب خطط التدمير المجتمعى والموجهة فى اغلبها الى البلدان الاسلامية؟! من يدير الحرب البيولوجية عن طريق الغذاء والدواء والمستلزمات الاخرى لرفع سقف الامراض المهلكة فى الدول الاسلامية وخاصة العربية منها لإبادة ساكنيها تمهيداً للرجوع الثانى للمسيح وتنفيذا للنصوص التوراتية الخاصة بأرض الميعاد؟! من أدار العمليات الحربية والقتل والتدمير فى جل انحاء العالم ، فأمريكا وحدها قادت حروبا مدمرة فى حوالى 40 دولة فى نطاق برنامج السيطرة على العالم والتوسع اللا محدود طبقا للثوابت الخمسة التى بُنيت عليها الدولة من طرف الماسون التلمودى الذى اعتبرها أصل المشروع الصهيوني ومن هذه الثوابت: إسرائيلية الدولة ، والتوسع اللا محدود ، من ومن والقائمة طويلة جدا اذا دخلنا فى تفاصيل الآلة الاستخباراتية المدمرة التى تحرك بها الاعداء فى العالم وخاصة فى البلدان الاسلامية. ان قضية التحرر من ربقتهم تمر بعملية افراغ وملء لأدمغة الشعوب ، وتحسيسها بانها تملك كل المقومات والآليات لكى تتحرر ، وما ينقصها الا رشداء قلائل قادرون على ادارة الصراع فى دائرة اقليمية واسعة بطرق سلمية ، وقد حرص الاعداء على تفريغ الساحة العربية من القيادات التاريخية ومحو الإرادة المستقلة من قاموس آليات السيادة الوطنية لبلداننا.
خجل اليسار
إن الإيديولوجيات التى صنعها الغرب وعزف على أوتارها لتجييش جيوش التنفيذ لمخططاته وتفتيت تكتل الشعوب وتقسيمها وإضعافها والسيطرة عليها ستكون فى المستقبل القريب خارج اللعبة على هامش الحراك المجتمعي ، وسيتخلى عنها صانعوها لانتهاء صلاحيتها وسيحاولون فى يأس اعادة تصنيع جيوش جديدة من خامات بشرية اخرى عبر تقنيات متطورة جدا تماشيا مع اذهان الثائرين الذين بدءوا فى تكسير الاغلال الاستعمارية ، وسوف يبقى جزء من الجنود القدامى يصارعون فى حلقات فارغة بلا سند غربي فى ارض مكشوفة وبأسلحة تجاوزها الزمن وأكلها الصدأ الى ان يلقى بهم الوعى الشعبي فى مهاوى التاريخ ، اما الجزء الاخر والاكبر فستنتشله عملية الانقاذ المجتمعي التى بدأت تتحرك لتخليص الشعوب والافراد من دائرة الاختراق التى اوقعهم فيها الاعداء ، وجَنّدَهم لخدمة مشروعهم الافسادى فى الارض ، ونحن ننظر اليهم على انهم ضحايا الهجمة الاستعمارية الشرسة على بلداننا ونرجو لهم الخلاص الذى يجب ان نعينهم عليه بتفعيل حركة الوعى العام ودفعهم الى اعادة قراءة التاريخ الاستعمارى ليكتشف اهل اليسار انهم وقعوا فى الفخ التلمودى واصبحوا من دعاته وجنوده من حيث يشعرون أو لا يشعرون ، فكارل ماركس حامل المشروع التلمودى هو من عائلة التلمود ، ومعلمه هو "موريس هاس" الملقب بالاب الروحى للصهيونية وعَلَمَها وبَانيها ، والثورة البلشيفية التى قام بها لينين وكان من ابرز اعلام الماسونية واصوله يهودية ومتزوج من يهودية حسب ما اثبته المؤرخون وكان مجلسه الثورى الاول متكون من 384 عضوا منهم فقط 13 روسيون و15 صينيون و356 يهود ، 264 منهم قدموا من الولايات المتحدة بعد سقوط الامبريالية ، وكانت اللجنة الحكومية سنة 1918 تتألف من 12 عضوا كلهم ماسونيون ، ومنهم يهود من الدرجات العليا للماسونية أمثال (تروتسكي وزينوفينف ولارين واوريتسكى وفولودارسكى وروزبنفيلدت (كامينف) وسفيرولوف (يانكل) وسيتكلوف ) ، وستالين ومجلسه الحاكم الذي يضم 59عضوا؛ 56 منهم يهود والثلاثة المتبقين متزوجون من يهوديات بما فيهم ستالين ، والتفاصيل المروعة لتركيز المسار اليسارى فى العالم وما احدثه من دمار فظيع مدونة فى كتب التاريخ مما تجعل المطلع عليها يصيبه الخجل الشديد عند اعلانه الانتماء الى المنظومة اليسارية التلمودية ويقدم نفسه على انه جندى من جنودها مستغلا المقولات السفسطائية الفضفاضة التى يحدث بها الصداع فى رؤوس الملأ عبر وسائل الإعلام والاقلام التى أُعين على التنفذ المؤقت فيها.
خجل العلمانيين والليبراليين والملاحدة
اما العلمانيون والليبراليون والملاحدة فقد وقعوا ايضا فى نفس الفخ التلمودى الماسونى الغربى الذى عمل مفكروه على ابعاد فكرة الإله وابعاد الدين عن حياة المجتمع لاحداث الفراغ العقائدى ليسهل نزع القيم والاخلاق:
انما الامم الاخلاق ما بقيت فان همُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا
وملأ العقول والاذهان بنظريات الالحاد والحرية الليبرالية المطلقة والشعارات الاخرى والتى نصت على جميعها المواثيق التلمودية الماسونية ، وما على الضحايا فى اعادة قراءتهم للتاريخ إلا ان يتعرفوا على ابطال النهضة الغربية الليبرالية والثورة الفرنسية أمثال "فولتير" وصديقه الحميم "فردريك العظيم" ملك بروسيا ومشروعهما فى اعادة بناء الهيكل وما هى الرتب التى تحصلوا عليها فى الماسونية التلمودية ، وجان جاك روسو صاحب العقد الاجتماعي الذى يعتبره العلمانيون كتابهم المقدس والذي احتوى على نفى الخلق والوجود الإلهي ونفى الوحى ، وليتعرفوا على من موله ومن هم شركائه وما هى خططهم وما كانت مشاريعه فى محفل الشرق الأعظم الفرنسي ، واضف الى هؤلاء "داروين" و"فرويد" الذى نسخ كل نظرياته من القبَّالة التلمودية نسخا حرفيا وكان من أقطاب الماسونية ، وليتعرفوا ايضا على ابطال الثورة الفرنسية امثال "كاليوسترو" و"روبسبير" و"روتشيلد" الصهيونى المتطرف الذى مول بالكامل كل الخطط التى انتهجتها الثورة ، والماركيز "دولافايت" صاحب الدرجة 33 فى السلم الاسكتلندي الماسونى والدوق "اورليانز" القائد الاعظم للماسونية الفرنسية ، وقد اعلن "سكاردو بلوزول" فى المؤتمر اليهودى للماسونية عام 1913 بقوله: ( تستطيع الماسونية ان تفخر بأن الثورة من فعلها هى). وقد سيطرت الماسونية سيطرة كاملة على فرنسا الى يومنا هذا ولعب الاستعمار الفرنسي لبلادنا دورا فعالا فى نقل المشروع التلمودى اللائكى الالحادى عبر منظومة التغريب المجتمعية التى تم تنفيذ مخططاتها بواسطة "بورقيبة" الذى كان يدير جريدة الماسون فى تونس ويكتب افتتاحيتها ومن بعده "بن على" الذى رعاه ووجه مساره المحفل الماسونى السويسري ، وتخرج من مؤسسات هذه المنظومة التعليمية والثقافية والإعلامية هؤلاء الذين نعتبرهم ضحايا هذا العدوان الذى نجح فى تركيز نظريات الواقع المفروض ، الامر الذى اقنع ضحاياه بأنه واقعهم الطبيعي ، وهى قمة النجاح فى أدمغة المخترقين الذين نقول لهم: أفيقوا واعقلوا وتعقلوا وأنقذوا أنفسكم من هذه الهوة الساحقة التى أوقعوكم فيها وفارقوا ثكنات التجنيد التلمودى.
خجل القوميين والبعثيين
اما البعثيون والقوميون المخضرمون فبإطلاعهم على حقائق اصول انتماءاتهم التى يفخرون بها وبشعاراتها الجوفاء سيكتشفون انهم من جنود الطابور الماسونى التلمودى ، حيث عمد هذا الاخير الى الالتفاف على الافكار القومية العربية الاصلاحية التى برزت على اثر اسقاط اليهود للدولة العثمانية ، والتى كانت ترمى الى توحيد العرب ليمثلوا قوة تُرجع للمسلمين عزتهم وكرامتهم ، وتحررهم من القهر الاستعماري الجاثم على رقابهم ، فأعادوا صياغة مفهوم القومية العربية كأيديولوجية فكرية انبثقت عنها كيانات حزبية تحكمت في رقاب جزء من المسلمين لفترة طويلة ، وأحرقت الأخضر واليابس وكانت سلاحا وضعه التلموديون في أيديهم لتدمير انفسهم به من حيث لا يشعرون. فاثر انتهاء الماسون اليهودى من برنامج انهاء دور الاسلام فى تركيا عن طريق اتاتورك بتنفيذ الشروط الغربية التى منها الغاء الخلافة الاسلامية وطرد الخليفة واخماد كل حركة يقوم بها انصار الخلافة ، وان تقطع تركيا صلتها بالإسلام ، فكر الاعداء في بديل عن الفكر الاسلامي حتى لا يعاود هذا الفكر اعادة بناء الدولة الاسلامية في الوطن العربي الذى فككوا أوصاله ، فجاءوا بشعار القومية العربية مقننا بعد ان كان مهمشا كبديل حسب برنامج مدروس ودقيق المعالم جندوا لنشره في صفوف الطلبة المستشرق الماسوني المتطرف "قسطنطين زريق" الذي كان يعمل جاسوسا للحكومة البريطانية في الارجنتين فجلبوه إلى الوطن العربي حيث بدا عمله مبشرا بفكر القومية العربية وبشعار الامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، تحت رعاية وتوجيه المخابرات الامريكية والبريطانية التى سيطر الماسون على توجهاتهما ، ونجح "زريق" في تجميع الطلاب حول هذه الفكرة البراقة، والتي تحمل في طياتها السم القاتل للامة الاسلامية، وفكرة القومية العربية هى من الافكار التى خطط اليهود لزرعها فى صفوف الشباب لتترعرع معانيها فى اذهانهم حتى يتمكنوا من ان يصنعوا منهم قادة وزعماء يتحكمون بهم فى مصائر الشعوب وينفذون عن طريقهم خطط التدمير حسب المبادئ التلمودية المُبَطَنَة فى قلب النظم الحضارية والتقدمية التى اوهموا بها الثوار على كل ما هو قديم وقيادة الجماهير الى المساهمة فى بناء الواقع الإفسادى الذى شيدوه فى الساحة تحت شعارات جوفاء وبالونات هواء كبيرة وفارغة يحسبها الظمأن مليئة بالماء الزلال ،ثم بعد ذلك جاؤوا بميشيل عفلق منظر حزب البعث ليعطى لعمل قسطنطين زريق طابعا تنظيميا في صفوف الطلبة الذين أصبحوا مهيئين أيديولوجيا بكيفية تجعلهم قادرين على الاضطلاع بأمور الحكم الذي كان هدفا رئيسيا في تنظيمهم الذي شمل إلى جانب بعض المفكرين والطلبة النجباء بعضا من العسكريين الذين وقعت تهيئتهم لما كانوا طلبة ، واستهدافهم مراكز القرار كان عن دراية وقناعة بانها هى المراكز المفاتيح فى الهزيمة والنصر والنجاح والفشل، الأمر الذى غاب عن علماء الأمة الإسلامية حين تركوا هذه المراكز تحت تصرف الأعداء طوعا ليُنَصِّبوا فيها نوابا عنهم فكانوا سببا فى إذلال الأمة وتدمير مقوماتها، وبدأت الطلائع الأولى التي تخرجت على يدي عفلق بمحاولة انقلاب فاشلة في سوريا ، فقُبض على المنظمين ثم وقع تهريبهم إلى لبنان حيث لعبت المخابرات الأمريكية والحامية لهم دورا هاما في هذا التهريب، ومن هناك نجحوا في قلب النظام في العراق ثم في سوريا ، وانبثق حزبا البعث السوري والعراقي ، وقام "ميشيل عفلق" بترقية صدام حسين بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية التي كان ينتمي اليها بإسناده العضوية في مجلس الثورة رغم معارضة جل الأعضاء من حيث أنه لم يكن له لا وزن ولا لمعان بين زملائه ولكن "ميشيل عفلق" رآى فيه ما لم يره الآخرون ، وهو خلو قلبه من الرحمة ، ونزعته الدموية وهذا ما يحتاجه عفلق لتطهير ساحة الحزب وما تحتاجه المخابرات الأمريكية كوحش مفترس فى المنطقة فكان ما كان وما يعلمه الجميع ، وليس خفيا ما ألحقته القومية العربية من أضرار جسيمة وجروح عميقة في جسد أمة الإسلام فاقرءوا ما دونه المؤرخون من مآس مفزعة ومحيّرة في أوطاننا الإسلامية في مصر وسوريا والعراق وغيرها وليس المجال سانحا لتدوين هذه المآسي، التي ذهب ضحيتها ملايين من الأبرياء أطفالا ونساءاً ورجالا شيبا وشبابا فضاعت أجيال واستنفذت طاقات جزء كبير من الأمة وكان كل هذا بمساهمة مباشرة وغير مباشرة من أعداء الأمة وحلفائهم الذين نصبوهم فى مواطن القرار، واحرقوا بهم الاخضر واليابس ، وهذه القومية العربيةالتي طالما تغنت بها الشعوب وانساقت وراء زعمائها أسلفنا أنها قنبلة مدمرة شديدة التدمير وضعها المخططون الماسون حسب برنامج تدميري دقيق المعالم.
ومن أولويات القومية العربية إضعاف دور الدين وإزالته من الساحة الفكرية والسياسية فالبعثيون يعتبرونه حقبة تاريخية مرت والرجوع اليها رجوع الى الماضى وتخلف عن مواكبة المد الحضاري للبشرية ، وحزب البعث المنبثق عنها لايرى للدين اي دور في حياة الفرد ، وهو عرقلة في طريق التقدم لذلك نجد أن اغلب البعثيين من أمرق الناس عن الدين فمن جملة الأشياء التي يترقى بها البعثي في رتب الحزب هو المروق عن الدين.ولعلنا نذكر هنا قول قائلهم:
آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثان
فأين موقع البعثيين والقوميين بعد ان استفاقت الشعوب؟ ألا يخجلون! ألا يعقلون وقد رأوا بأعينهم ماذا فعل عبد الناصر والسادات ومبارك الذين ورطوا المنطقة العربية بأكملها فى الفخ التلمودى الماسونى وقد تولدوا من رحم المشروع القومي فى مصر والذي كان يقوده "ناحوم جولدمان" الذى نصّب أتاتورك فى تركيا وجاء الى مصر ونصّب نفسه حاخاماً لليهود ، وقاد فى الخفاء ثورة يوليو ومولها بمعية المخابرات الأمريكية ، ولعب الدور الاكبر فى سحب مقاليد الثورة من ايدى الاسلاميين وتسليمها كاملة لأبنائه المخترقين بالمشروع التلمودى ، وكان ما كان من مأسى دمرت مصر ودمرت من حولها العالم العربى ، وهاهم العلويون الذين رفعوا شعار القومية والأمة العربية الواحدة يدمرون فى سوريا الأخضر واليابس وقد قارب ضحاياهم المليون من النفوس البشرية التى قضى عليها نظام الاسد وابنه ، ولم نسمع انه قتل جنديا إسرائيليا على الحدود الشمالية المحتلة ، انها اللعبة الماسونية التى كان حافظ الأسد من أقطابها.
استفاقة المختَرَقين من الثوار
اضف الى كل هؤلاء جزءًا من شباب الثورات المباركة الذين استدرجتهم وخدعتهم آلية التجنيد الغربي عن طريق شبكة العنكبوت التلمودية للمساعدة على قلب الانظمة العربية المهترئة التى حان وقت الاستغناء عنها واستبدالها خوفا من ان تسبقهم الجماهير المقهورة فى الاطاحة بها دون مشاركتهم فيخسرون مواقع هيمنتهم على البلاد والعباد ولكن الجماهير هيمنت على الثورة وهى تحاول توجيهها لصالحها وضد مرامي أعدائها.
نقول لهؤلاء الشباب ان وقوعكم فى الشراك معلوم لدى أهل البصائر بتفاصيله وان من استدرجوكم من حيث لا تعلمون واستغلوا توقكم للذود عن شعوبكم وإنهاء معاناتها قد أتقنوا فنيات اختراقكم وقد توحدت مصلحتكم مع مصالحهم فى قلب أنظمة الاستبداد ولكنكم تختلفون معهم فى ما بعد الإطاحة بالحكام فانتم غاياتكم شريفة ، تريدون السير فى برنامج الإصلاح العام لشعوبكم وهم يريدون القضاء على الاستقرار وبث الفوضى الخلاقة وتقسيم بلدانكم وأوطانكم واطالة مدة الإرباك المجتمعى وعدم الاستقرار لتنفيذ مأربهم ، فهم يدفعونكم ببرامج دقيقة الملامح الى مساعدتهم فى ذلك من حيث انكم تظنون انكم تحسنون صنعا ، فأعيدوا قراءة الحاضر والماضي القريب بداية من سنة 2004 فقط ، وتفحصوا هويات الأشخاص والمؤسسات والمراكز التى خدعتكم ومن أسسها ومن يديرها ومن هو معشش فى داخلها ، وماذا كان دورها فى الثورة؟ فستجدون أن نسبة 99% منها يهودية متولدة من المشروع التلمودى الماسونى المسيطر على العالم ، ولا يمكنكم إنكار تعاملكم معها لأنه موثق عندهم وفى كتبهم وصفحاتهم وصحفهم وتقاريرهم التى اختطفتها ويكيليكس وغيرها. من هو (جوجل؟! وياهو؟! وفيسبوك؟! وتويتر؟! ومؤسسة فريدم هاوس؟! والمعهد الجمهوري الدولي؟! والمعهد الديمقراطي الوطني؟! ومجموعة الأزمات الدولية؟! والمركز الدولي للصراعات غير العنيفة؟! وحركة اتبور؟! ومركز كنفاس؟! والمجلس الامريكى للعلاقات الخارجية؟! ومعهد اينشتاين للدراسات السياسية؟ ! وستيفان مكيانيرنى مدير مشروع الديمقراطية فى الشرق الأوسط؟! وجين شارب؟! وبيتر اكيرمان؟! وجارد كوهين؟! وجاسون ليبمان مؤسس هوكسات؟! وغيرهم!!!) ، إن قبولكم الاعانة والتدريب على الوسائل السلمية الجديدة – والتى أحصتها تقاريرهم ب 198 طريقة غير عنيفة – لقلب أنظمة الحكم الاستبدادي بنواياكم الحسنة فى الاصلاح طبقا للمفاهيم الليبرالية التى تربيتم عليها عبر اليات التعليم والثقافة والاعلام وغيرها من مدارس الاعداد الأيديولوجي الغربى ، هو قدركم وقدر اوطانكم من نتاج الهجمة الاستعمارية الماسونية على هذه الأوطان.
القطع مع مؤسسات الاختراق
انا على يقين بأن كل من يطلع على حقائق هذه المؤسسات وبرامجها وفيه ذرة من عقل سيراجع نفسه وتوجهاته وحتى أيديولوجياته التى صنعوه بها ، ويقطع كل صلة وكل حبل وكل خيط يربطه بطابور التجنيد التلمودى المخادع وينأى بنفسه عن دعم توجيهات الغرب ودعم مرشحيه للمراكز السيادية التى يريد من ورائها الرجوع الى قيادة سفينة البلاد ، ويتوجه بما يملك من قدرات الى دعم رجال الإصلاح الوطني البعيدين عن مرمى الاختراق التلمودى وخاصة عبر منظومة الانتخابات ، الأمر الذى سيعزز صفوف المصلحين ويزيد فى فاعليتهم للنهوض ببلداننا وشعوبنا، وليعلموا علم اليقين ان هذه المؤسسات اليهودية لا يمكنها اطلاقا ان تسعى الى خير البلاد وساكنيها لان الامر يتنافى مع معتقداتها ومخططاتها وإستراتيجيتها ، واعلموا ان الطابور الغربى مايزال يمسك باغلب خيوط اللعبة فى البلاد ، فصلتهم ليست فقط بجزء من شباب الثورة ، انهم يمسكون كذلك بخيوط الثورة المضادة ويديرونها بإتقان وحرفية وآلياتهم متحركة بفاعلية فى كل مؤسسات السيادة فى ارض الحراك ومازالت فى يدهم ورقة رابحة بإعانتكم وهى ورقة الاستقرار والتى فى صورة انهزامهم سيساومون بها فى اقتسام الكعكة مع فاعليات حركة الانعتاق التى تسعى جاهدة لتفويت الفرصة على حركة الالتفاف على الثورة ، ان الامر الذى سيعين حركات الانعتاق على حسم المعركة لفائدتها فى وقت قياسى؛ هو انضمام جزء كبير من المتعاونين مع الأعداء - من حيث لا يشعرون - الى جانبها الامر الذى سيزيد من صلابة عودها ويضعف جانب أعدائها ويفقدهم مواقعهم السيادية فى ادارة البلاد والهيمنة عليها وخاصة عندما تتوجه هذه الجيوش الجرارة التى كانت تشد أزر الأعداء الى دعم رجال الاصلاح الوطنى البعيدين عن مرمى الاختراق التلمودى الغربى ، ومازالت فى المجتمع فئات اخرى يجب عليها ان تراجع اصول افكارها وأطروحاتها ليتبين لها انها كذلك داخلة فى دائرة الاختراق ، فيجب عليها ان تكسر اغلال الحزبية وترتب برامجها فى منظومة المشروع الاصلاحى الوطني العام الذى يسعى الرشداء الى إرسائه كبديل للمشروع الافسادى الذى يقوده التلموديون الماسون عن طريق من جُنِدوا بالاختراق من بنى جلدتنا ومن أبناء أوطاننا الذين لا يمكنهم بحال من الأحوال ان يرضوا بأن يكونوا جنودا لليهود ، وها قد علموا ما كانوا يجهلونه. يقول "جورج فوكس" وهو من كبار المتصهينين " ان تكون يهوديا باللحم والدم لا يعنى شيئا ، وان تكون يهوديا بالروح فهذا يعنى كل شئ" ، فالتهود والتصهين الحقيقيين هما الولاء للأهداف والمخططات اليهودية وخدمتها وتنفيذ برامجها بفهم او بدون فهم ، وبعلم او بجهل ، وقد قال "أبا ايبان" وهو من عمداء الصهيونية عندما سئل عن حقيقة اليهودى: "هو الذى تؤدى أفعاله لغايات الصهيونية وان لم يكن صهيونيا ، ولتحقيق أمال اليهود ولو لم يكن يهوديا".
وليعلم الجميع أنهم نسيج فى شعب أغلبيته الساحقة مسلمون بمبادئهم وقيمهم ومشروعهم الحضاري الانسانى الذى حان الوقت لينضوي تحته المجتمع فينعم بالعدل والرخاء والمحبة والوئام والنفع لجميع ساكنيه ، وهو المشروع الوحيد المؤهل لتجتمع عليه كل الطاقات الراشدة والخيرة لتساهم فى بناء نموذج الإصلاح المجتمعي الذى سيتوسع فى العالم ليعم نفعه البشرية جمعاء.
وهناك امر غاب عن أذهان مخططي الإستراتيجية الغربية الماسونية ألا وهو القوة الكامنة فى كيانات الشعوب الإسلامية والمولدة للغلبة ، والتى كانت مكبلة بالقهر الاستبدادي ، وبدأت فى تكسير قيودها لتربح ما خسرته طيلة عقود من الزمن ، فيجب على الرشداء تفعيل آليات هذه القوة الجبارة التي تحملها كيانات الشعوب.......
والأمر الأخير هو التدمير الذاتي الحاصل فى المجتمعات الغربية حيث بدأ العد التنازلي لانهيار كياناتها وخاصة نظامها الرأسمالي الذى يمثل الركيزة الأساسية للبقاء ، والذي بدوره سيحد من فاعلية آليات الهيمنة على الشعوب المقهورة من طرف الوحش الغربى المتهاوي وقد انقلب سحره عليه وحاق به مكره وانقلب بغيه على نفسه ، وهو ما سيبعث القوة فى عزائم رجال الإصلاح وفى هممهم العالية التى ستصنع أحداث النصر المبين فى مشروع بناء المجتمع الحضاري الانسانى لإنقاذ البشرية جمعاء ، والذي من اجله اخُرجت الامة المحمدية.....على رسولها أفضل الصلاة وازكي السلام.
د. عبد الإله المالكي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.