لم تكف فزاعة التخويف من النهضة والنهضويين عن التوقف، لأن قوى العهد البائد والمجموعات الايدليوجية الصغيرة الفزعة من المنافسة السياسية الشعبية لم تجد ما تلوذ به غبر تشغيل معزوفة الخوف مجددا، ورغم أن قائمة التخويف طويلة وعريضة فإننا نكتفي اليوم بالتوقف عند واحدة من هذه المخاوف التي يبثها هؤلاء، وهي أن الإسلاميين التونسيين يهددون حقوق المرأة ويترصدون مكاسبها الاجتماعية والسياسية في الصميم ، ويهمنا أن نبين لهؤلاء الذين نصبوا أنفسهن أوصياء على المرأة التونسية بدون تفويض من أحد ما يلي: إن حركة النهضة ليست نبتة غريبة أو جديدة على شعبنا بل هو خبرها وخبرته جيدا في سنوات العسرة واليسرة على السواء، وقد كانت المرأة هي الحاضنة الرئيسية لمشروع النهضة على امتداد سنوات المحنة الطويلة حيث عاشت تجربة السجون والمنافي وذاقت مرارة غياب الزوج والمعيل وتجرعت كل ألوان الهوان في حقبة بن علي المظلمة ، وليس هؤلاء الذين انتزعوا نياشين تمثيل المرأة التونسية بالأامس واليوم، بأحرص منا على الدفاع عن حقوق المرأة التونسية والذود عن حريتها ومكتسباتها. وبعيدا عن التوظيف السياسي الرخيص فإننا نؤكد لهؤلاء ولشعبنا بأن حركة النهضة ستعمل بكل وسعها وطاقتها على حماية مكاسب المرأة التونسية وتعزيزها وفق رؤيتها الإسلامية الأصيلة والمنفتحة على العصر، وستكون المرأة في ظل النهضة بحول الله أكثر حرية وأمنا على حقوقها ، وأوسع مشاركة في الحياة السياسية والشأن العام. المرأة هي اليوم تشغل مواقع قيادية في سائر مؤسسات حركة النهضة من المكتب التنفيذي إلى الهيئة التأسيسية إلى المكاتب الجهوية، وهي على رأس القوائم الانتخابية المرشحة للمجلس التأسيسي عن حركة النهضة، فضلا عن كونها تلعب دورا نشيطا ورائدا في الحملات الميدانية للنهضة في سائر مدن وقرى الوطن. وستولى المرأة التونسية كل مواقع المسؤولية السياسية والإدارية في حال مشاركة النهضة في الحكم، وسيكون من بينها الوزيرة وكاتبة الدولة، والوالية، بحول الله، وليس ثمة ما يمنع من توليها كل مواقع المسؤولية. لقد كان لحركة النهضة دور رائد في تأصيل فكرة الحرية النسوية في إطار الفكر الإسلامي منذ وقت مبكر، ويعتبر كتاب الشيخ راشد الغنوشي "المرأة بين المرأة وواقع المسلمين" الذي كتبه منذ أواخر سبعينات القرن الماضي وترجم إلى لغات كثيرة نصا مرجعيا على هذا الصعيد. إن الإضافة ألأساسية التي قدمتها حركة النهضة هي أنها جعلت المعركة من أجل الإسلام هي معركة من اجل الحرية والكرامة، وحركة بهذا التجذر والانفتاح ستضيف الكثير لحقوق المرأة التونسية ومكاسبها ولن تنتقص منها شيئا بحول الله مواطن تونسي