وثيقة السلمي .... يقظة الشعب هي الحل!! مرة أخرى يفرض علينا الدكتور على السلمي جولة جديدة من الاشتباك الحاد والاستقطاب الممزق للنسيج الوطني ، عاد الرجل من رحلة علاج ليست بالقصيرة – ندعو الله له بالشفاء العاجل – ليستكمل ملفه الشخصي الطويل غير المريح ولا البرئ ، عاد الرجل لسياسة خلط الأوراق وبقصد لدرجة غلبت فيها الرؤى الشخصية والانتماء الحزبي الفصائلي على الإرادة الشعبية وحالة شبه التوافق التي انحازت إليها غالبية القوى الوطنية الفاعلة وليست الهامشية ، الدكتور السلمي جزء من حكومة مرتبكة ليست لديها رؤية واضحة للواقع المعاش ولا المستقبل القادم ، حكومة تعتبر نسخة باهتة ومكررة من ثقافة وفكر العهد البائد ، حكومة ما زال يسيطر على مفاصلها وصناعة القرار فيها فرق ترزية القوانين وبصورة مشوهة ، بداية من التوسع في تطبيق قانون الطوارئ الآثم مروراً بحزمة القوانين المسلوقة وغير الناضجة على غرار قانون التمييز والغدر وانتهاءً بالتعثر في قانون دور العبادة وأخيراً وليس آخراً استدعاء البضاعة القديمة والمعيبة لسيناريو الدستور والانتخابات والمبادئ الحاكمة والوصاية العسكرية على الحياة المدنية في أعجوبة من أعاجيب الليبرالية المصرية التي تتحمل الحكم العسكري ولو بصناديق الذخيرة ولا تتحمل مشاركة الإسلاميين في الحكم عبر صناديق الاقتراع! نجتهد جميعاً في تجاوز العقبات الموضوعة بقصد في طريق التحول الديمقراطي ، ونجتهد في تفهم الحالة النفسية والمزاج العام لبعض رموز التيارات الليبرالية رغم رصيدها السلبي وانحيازها لحكومات الاستبداد والفساد والقمع ، ونجتهد في تفهم الحالة العصبية للتيارات الهامشية ذات الثقل الشعبي الضعيف والمنعدم ، ونؤمن بحق الجميع في التواجد والمشاركة بالطرق والآليات الديمقراطية للدولة المدنية التي يعزفون على أوتارها ليل نهار ، ونجتهد في إتاحة الفرص للغير ولو ببعض التنازلات والاستحقاقات حفاظاً على أكبر كم ممكن من التوافق والوحدة ، ونجتهد في إقناع كوادرنا وقواعدنا بأن التحالف والتوافق والمشاركة لهم تكلفة وتضحيات وتنازلات ندفعها برضاً وتواضع ، ونجتهد في سد الثقوب وترميم الشروخ التي أصابت نسيج الوطن ونالت من وحدة الأمة ، على الطرف الآخر يجتهد البعض في إعادة صناعة النظام المخلوع بنمط جديد من الاستبداد والوصاية العسكرية على الشعب ، ويجتهد البعض الالتفاف والافتئات على إرادة المصريين في استفتاء 19 مارس ، و يجتهد البعض في استدعاء بقايا النظام المستبد الفاسد حماية لنزلاء طره ومحاولة لتجميد العديد من الملفات السوداء التي لم تفتح بعد ، ويجتهد البعض في إجهاض منجزات ثورتنا المصرية الرائدة والرائعة ، ويجتهد البعض في وضع العصا في عجلة الثورة حتى لا تصل لمناطق عربية مجاورة خلاصة الطرح .... هناك سيناريو غير ديمقراطي من بقايا التيارات المندثرة والتنظيمات المتهالكة وشبكات المصالح غير الوطنية ، مدعومة بأموال وأفكار ومؤسسات وهيئات محلية وإقليمية ودولية ، بدأ باستدعاء فزاعة الإسلاميين ومخاطر وصولهم للحكم ثم امتد إلى محاولة تمزيق الوحدة الوطنية بين شركاء الوطن من مسلمين وأقباط ، ثم محاولات الوقيعة بين جناحي العدالة المصرية - القضاة والمحامون – ثم محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب وبالتوازي الإصرار على حالة الفوضى المتعمدة ، أما وثيقة الدكتور السلمي ومن قبله المستشار يحي الجمل ومن يأتي بعدها فهي أدوات ضعيفة ومحاولات يائسة طالما توفرت اليقظة الشعبية والإرادة الفاعلة والحضور الفوري والتحرك السلمي ، حماية للثورة وحفاظاً على مكتسباتها. محمد السروجي مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية