بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت أعربت تونس حكومة و شعبا عن انزعاجها لتنفيذ حكم الإعدام في حق مواطنها المتهم بالضلوع في تفجير مرقد الإمامين في سامراء عام 2006 ، حيث أقدمت السلطات العراقية على تنفيذ حكم الإعدام في احد عشر شخصا من بينهم التونسي يسري الطريقي الذي أدين بتهم تتعلق بالإرهاب . تونس رغم كل المساعي التي بذلتها ، و رغم تدخل السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية التونسية المؤقت بنظيره السيد جلال طالباني الرئيس العراقي ، و رغم تدخل حركة النهضة ، و الجهود التي بذلها الشيخ راشد الغنوشي شخصيا باءت كل هذه المساعي بالفشل الذريع .. الحكومة التونسية المؤقتة ، تقدمت لأسرة الشهيد " يسري " بأحر التعازي وأهابت مجددا بالسلطات العراقية تأمين محاكمة عادلة تضمن فيها حقوق الدفاع، وتتوفر على كافة الشروط القانونية والإنسانية لكل المساجين التونسيين بالسجون العراقية والتعامل معهم بما تقتضيه الأعراف والمواثيق الدولية . وكان القضاء العراقي قد أصدر حكما بإعدام " يسري" المعروف بإسم "أبو قدامة التونسي" بتهمة الانتماء إلى تنظيم "القاعدة"، وتفجير مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء شمال بغداد في 22 فبراير/ شباط 2006 واغتيال مراسلة قناة العربية أطوار بهجت بعد يوم من التفجير المذكور.. قضية "يسري" خلال الفترة الماضية، تحولت إلى قضية رأي عام في تونس مما دفع أيضا وزير العدل في الحكومة التونسية المؤقتة إلى مناشدة نظيره العراقي حسن الشمري التدخل للعفو عن يسري الطريقي.. هذا و قد أفادت مصادر إخبارية عراقية أن السجين التونسي يسري الطريقي قد وقع تنفيذ حكم الإعدام فيه . و تجمع عدد من أولياء المعتقلين التونسيين في العراق في وقفة احتجاجية ، طالبوا فيها السلطات العراقية بإطلاق سراح أبنائهم المسجونين في السجون العراقية و توفير محاكمة عادلة لهم و استرجاع جثامينهم . هؤلاء المحتجين نددوا بما تقوم به الحكومة العراقية من جرائم في حق الأسرى التونسيين و العرب الآخرين ، إذ يعتبر هذا خرق لكل المواثيق الدولية التي تدعو إلى صون حقوق الإنسان . و لكن أخيرا و ليس آخرا و رغم كل المساعي من اجل التخفيف عنه، أو انقاذه أو إبطال حكم الإعدام فيه ، أعدموا التونسي " يسري" رحم الله يسري و رزق أهله و ذويه و كل التونسيين جميل الصبر. رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي