سنين و هم يصدّعون آذاننا بعبارات من مرادفات " مكتسبات الحداثة " و " حقوق المرأة" و ظلّوا لسنين يروجون ان المرأة مضطهدة و حقها مهضوم, لكن حين يُنزع حجابها و يُخدش حياءها, تتوقف كلمات الدفاع عنها فلا تخرج من الحنجرة و الحلقوم, بل يقولون أن ذلك حق للسلطة في نزعه معلوم, و ان الحداثة كنمط و مفهوم, تتناقض مع ازياء سموها طائفية و أن الحجاب عادة يونانية, و لا علاقة له بالشريعة الاسلامية و لا السنة النبوية بل هو اصلا انحطاط و رجعية, فيا دعاة الحرية أليس من حقهن ان يرتدين ما يختارهن بحريتهن ام انكم كبني اسرائيل تؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فانتم تومنون بالحرية في التعري و تكفرون بها حين تكون سترا. كما انكم تؤمنون بالديمقراطية حين تكونون إما من المزوّرين او الفائزين لكنكم تكفرون بها و تلعنونها حين تكونون من المنهزمين الخائبين. ادّعيتم الحداثة و احتكرتموها لكنكم لم تأخذوا منها الاّ الحروف و المظاهر فأهملتم بل جَهِلْتُم باللّبِّ و المقاصد, و انظروا ما خلّفت حداثتكم المزعومة ؟ غير فساد في المنظومة ؟ و حقوق للشعب مهضومة ؟ فسُحْقًا لحداثتكم الملعونة. حاربتم الدين و الآذان, فلم يمر عام حتى تُليَتْ في نفس المكان, فاتحة القرآن, فسبحان الله مُبدع الاكوان. شوهتم المرأة التونسية و صورتموها في المحافل الدولية, أمًا عزباء و شاذة جنسية, و كل ذلك في سبيل دعم ألفتموه من الدول الغربية, فهل اعتبرتم من الانتخابات ام ان قلوبكم لا تُبصِر؟ الم تتعلموا ان الارادة الشعبية اقوى من الاملاءات الاجنبية و الاغراءات المالية و انّ حجمكم يا منافقي الديمقراطية, لا يتعدّى ارقاما احاديّة. اليوم اقيموا جنازة حداثتكم فالمرأة المحجّبة في التأسيسي سيّدتكم و حامية حريّبكم فقد خيّرها اخوتكم عنكم لأنه ببساطة ألِفَ كذبكم ما عاد يصدّقكم. اليوم حُسمت قضيّة المرأة فمن كنتم تصفونه بتهديد لها قد مثلّها اليوم ب 42 من اصل 49 من حرائر المجلس التأسيسي. و هي ايضا في اعلى المناصب و كفاءتها تضمن لها ذلك و ليس منّا من احد. اليوم سقط قناعكم و انتصر الشعب للحداثة التي يريد و رفض تلك التي ظللتم تفرضونها و تريدون فرضها الآن. خير لكم ان تنسوا موضوع المرأة و حقوقها فقد حُسِم امره و انقضى اجله و لم يعد يروق لأسيادكم فهم عرفوا الطُّعم و لم يعد يستدعي دعمهم فهي اليوم لها من يدافع عنها بحقّ و حيادية لا مثلكم بباطل و عنصرية. نراكم اليوم تتخبّطون و للديمقراطية رافضون و على المرأة تعتدون فكيف نصدّق انكم يوما ما كنتم عنها تدافعون ؟ ابسط ما نقول اننا محقّون, فأصواتَنا لا تستحقون, و انكم دعاة باسم الحرية للمجون. لقد حسمنا في امركم و نحن عنكم مُعرضون. صابر المحمودي – مهندس – فرنسا