بتوقيعه على المبادرة الخليجية ، الرئيس اليمني ضرب " عصفورين بحجر واحد" بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت توقيع علي عبد الله صالح بالسعودية على المبادرة الخليجية " لا يغني و لا يسمن من جوع" هو توقيع عادي لن يغير في حالة الاضطراب و الاحتجاجات أي شيء هو فقط محاولة لإيجاد مخرج للأزمة اليمنية ، و هنا السعودية و دولة الإمارات العربية قامتا بدورهما إزاء الأحداث التي لم تعد تحتمل و هو ما يجنب اليمن حربا أهلية و وضع حد لنزيف الدم المتواصل . من الطبيعي أن يوقع صالح هذه المرة بعد أن رفض التوقيع في السابق ، لكن هذه المرة ليست كمرات سابقة فاليمن بحاجة إلى عودة الهدوء و إنهاء العنف و التقتيل اليومي لأبناء شعب اليمن فبعد طول انتظار ، وقع علي عبد الله صالح المبادرة الخليجية ، التي تنص على أن ينقل صالح كل سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي الذي سيشكل حكومة جديدة مع المعارضة إلى جانب الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسة مبكرة في غضون ثلاثة أشهر. ويحتفظ علي صالح بموجب الاتفاق بلقبه كرئيس لحين انتخاب الرئيس الجديد لليمن. وكان مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر تمكن وبدعم من الولاياتالمتحدة ودبلوماسيين أوروبيين من التوصل إلى تسوية لتنفيذ اتفاق نقل السلطة الذي صاغته الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. و كما هو معلوم ، فان الرئيس اليمني علي عبد لله صالح عولج في السعودية جراء الإصابة التي لحقت به في محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو / حزيران الماضي. خادم الحرمين الشريفين في كلمته قبل توقيع المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة اليمنية, في قصره بالرياض بحضور الرئيس علي عبد الله صالح ووفد أحزاب اللقاء المشترك ووفود يمنية وخليجية قال : اليوم تبدأ صفحة جديدة في تاريخ اليمن , وحذر الملك عبد الله الإخوة في اليمن من إتباع خطوات الشيطان , مستشهدا بقوله تعالى " ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه عدو مبين",, ورحب خادم الحرمين بالأشقاء في اليمن في وطنهم الثاني المملكة , وأثنى على جهودهم وموافقتهم على تحكيم العقل ونبذ الفرقة , وجمع الكلمة. و أضاف يقول "اليوم تبدأون صفحة جديدة من تاريخكم , وتحتاج منكم اليقظة ,وتحديد الأهداف وتحمل المسؤولية" . وحذر الملك عبد الله من الفرقة والاختلاف , وقال "الاختلاف لن يؤدي إلا إلى الفوضى , والدخول في متاهات لا يعلمها إلا الله . علي عبد الله صالح يكون بهذا التوقيع قد ضرب عصفورين بحجر واحد ، الآن و قد وقع على المبادرة ضمن علي عبد الله صالح و عائلته الحصانة التي تقيه من أي محاكمة إزاء الأرواح التي سقطت بسبب الاحتجاجات التي عمت اليمن. أما عن الآلية التنفيذية للمبادرة فهي تنقسم الفترة الانتقالية إلى مرحلتين... فالمرحلة الأولى تقضي بتسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة صلاحياته الدستورية إلى نائبه عبد ربه منصور هادي مع بقائه رئيسا شرفيا دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس لمدة تسعين يوما.... ويتعين على المعارضة أن تقدم فور توقيعها المبادرة مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة.... ثم ستقدم صيغة الضمانات إلى البرلمان والتي تمنح الرئيس صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القانونية.... وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة... المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين يجري خلالها حوارا وطنيا شاملا لحل مشاكل اليمن تنتهي بعدها بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة.... ليفتح الباب أخيرا أمام إنهاء أزمة استمرت عشرة أشهر . رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي متعاون