فشل الإضراب الوطني العام الذي دعت إليه الجامعة العامة للتعليم العالي على خلفية الحادثة المنعزلة التى جدت مؤخرا في كلية الآداب و الفنون والإنسانيات بمنوبة حيث فضل عديد الجامعيين عدم الإستجابة لهذه الدعوة و تواصلت الدروس بشكل عادي في عدد كبير من الجامعات خاصة في القيروان ,المنستير وصفاقس . ما حصل في منوبة شبيه إلى حد كبير بما حدث منذ أكثر من شهر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة عندما تم منع طالبة منقبة من التسجيل بالكلية حتى أن طريقة التضخيم و التهويل المعتمدة هي نفسها تقريبا إذ تقوم على خطاب قوامه مصطلحات من قبيل متشددون, ملتحون,سلفيون ,إقتحام , إعتداء , إحتجاز و عنف .. إلى آخره من المعانى التى توحي بأن الجامعة التونسية تحولت إلى ساحة وغى , لكن في النهاية قرب المسافة من العاصمة جعل حادثة منوبة تأخذ أبعادا أكبر. خطر الإسلاميين القادم و تهديد السلفيين المتشددين وربما الإرهاب الداهم هي باختصار الرسالة التى يستميت البعض في تمريرها ونشرها على نطاق واسع من خلال تحميل مسألة النقاب أكثر مما تحتمل تزامنا مع بداية أشغال المجلس التأسيسي رغم معرفة الجميع بأن أي مسألة مهما كان حجمها قد تتسبب في التشويش على أعمال المجلس و تعطيلها في فترة تستوجب العمل بوتيرة سريعة لمعالجة القضايا الأساسية. لسائل أن يسأل إذا لماذا وضع العصى في العجلة ؟ المثل يقول أنه إذا عرف السبب بطل العجب, فلا يمكن أن نستغرب من أن جامعة يرتادها آلاف الطلبة تعجز إدارتها عن إيجاد حل لطالبة منقبة ولا يمكن أن نتفاجأ من عدم رغبة إدارة الكلية في إيجاد حل ولو مؤقت لأمر بهذه البساطة إذا علمنا أن فهم مدير جامعة منوبة للحرية جعله يظهر في أحد الوسائل الإعلامية ليصف المنقبات بكتل الظلام و لأن عميد كلية العلوم الإنسانية بمنوبة مناضل في حركة التجديد و يعتبر أن مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي. الأمر من دون شك تحول إلى معركة سياسية بعيدا عن منطق التواصل البيداغوجي و المناهج التعليمية فرائحة السياسة في المسألة تفوح أكثر فأكثر نظرا لوجود شخصيات صلب الكلية من دعاة العلمانية المتطرفة مثل رجاء بن سلامة و آمال القرامي وأيضا بوجود الإتحاد العام لطلبة تونس الذي يعتبر أنه بعد الثورة من حقه أن يحتكر العمل النقابي والسياسي في أروقة الجامعات والكليات. للأسف لا يزال البعض غير قادرين على استيعاب ضرورة العمل من أجل مصلحة الوطن و يراهنون على الإستقطاب الإيديولوجي وتقسيم التونسيين بين يسار و يمين , بين أقلية و أغلبية ولا يمكن أن يكون لهؤلاء دور فاعل في المشهد السياسي إذا ما بقوا متمسكين بعقلية إما أنا أو الطوفان إذ لن يساهموا بذلك سوى بإدخال البلاد في حالة من البلبلة و الفوضى لا مخرج منها. حسان لوكيل باب بنات