يرفع العلم الفلسطيني الثلاثاء فوق مقر منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بعد شهر من ضم الفلسطينيين إلى المنظمة التابعة للأمم المتحدة ما اثار غضبا وردا من جانب الولاياتالمتحدة واسرائيل. وسيتوجه الرئيس محمود عباس الى باريس لحضور المناسبة التي حدت بواشنطن لسحب تمويلها لليونيسكو اذ ينظر كثيرون الى ضم فلسطين على انه خطوة نحو المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية دولة كاملة في الاممالمتحدة في نهاية المطاف. وقال دبلوماسي فلسطيني ان "الرئيس عباس يرغب في اظهار مدى الاهمية التي يعلقها على اليونيسكو.. وهذه هي المرة الاولى التي يرفرف العلم الفلسطيني فيها على مقر مؤسسة تابعة للامم المتحدة". وتقول اليونيسكو ان رفع العلم الفلسطيني مناسبة رمزية يأتي "تزامنا مع انضمام فلسطين الى المنظمة"، وهي المناسبة التي تجري مع كل مرة يتم فيها ضم عضو جديد ليونيسكو. وكان قد تم ضم الفلسطينيين الى اليونيسكو في اواخر تشرين الاول/اكتوبر حينما صوتت الجمعية العامة لليونيسكو 107 مقابل 14 لصالح جعل فلسطين العضو ال195 في المنظمة. واغضبت تلك النتيجة الولاياتالمتحدة الحليف الاقوى لاسرائيل اذ قالت انه يتعين على الجانب الفلسطيني التوصل اولا الى اتفاق سلام مع اسرائيل قبل الانضمام كعضو كامل في اي منظمة دولية. واوقفت واشنطن على الفور تمويلها للمنظمة التابعة للامم المتحدة والتي يناط بها الاشراف على مواقع التراث العالمي والعمل في قطاعات التعليم وحرية الاعلام والنهوض بالعلوم والقضايا البيئية. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه تبادل حديثا صريحا وقويا مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي معربا عن احباط الولاياتالمتحدة من دعم باريس المسعى الفلسطيني للانضمام الى اليونيسكو. وبوقف الولاياتالمتحدة لاسهاماتها المالية لليونيسكو تكون المنظمة قد حرمت من 22 بالمائة من موازنتها، ما يجعلها تعاني من عجز قدره 65 مليون دولار هذا العام و143 مليونا في العام 2012-2013. وحدا ذلك بالمديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا للاعلان عن خطط توفير ضخمة رغم ان بلدانا اعلنت عن زيادة اسهاماتها وكان بينها اندونيسيا التي تعهدت بتقديم عشرة مليون دولار والغابون بتقديم مليونين. كما ردت اسرائيل من جانبها بالتسريع من وتيرة بناء المستوطنات في القدسالشرقية والضفة الغربية وجمدت نقل الاموال الى السلطة الفلسطينية. يذكر ان اسرائيل تنقل شهريا عشرات الملايين من الدولارات الى السلطة الفلسطينية كرسوم جمارك تحصلها عن البضائع المتجهة الى الفلسطينيين وتمر عبر الموانئ الاسرائيلية، غير انها تعلق كثيرا نقل الرسوم كإجراء عقابي على خلفية النزاعات مع الجانب الفلسطيني. لكن اسرائيل واجهت انتقادات دولية فعدلت لاحقا عن تعليقها لتلك لاعتمادات المالية التي تشكل قسما كبيرا من ميزانية السلطة الفلسطينية. ورغم انضمام فلسطين الى اليونيسكو، لم يتأثر المسعى الفلسطيني للانضمام كبلد كامل العضوية في الاممالمتحدة ايجابا بذلك اذ ما زال يتعين على الفلسطينيين الحصول على تسعة اصوات بين خمسة عشر صوتا لاعضاء مجلس الامن. وحتى اذا تمكن الفلسطينيون من ذلك فقد اوضحت الولاياتالمتحدة انها ستجهض هذا المسعى باستخدام حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به باعتبارها عضوا دائما بالمجلس. ومن المقرر ان يلتقي عباس مع ساركوزي عقب المناسبة التي تجري في اليونيسكو، ثم يتوجه بعد ذلك في جولة تشمل لندن وانقرة. وكان عباس قد كرر في الخامس من كانون الاول/ديسمبر انه سيمضي قدما في مسعاه للانضمام الى الاممالمتحدة.