في القديم يا أطفال ياصغار، كان هناك أرنب صغير محبوب، يعيش مع أمه أرنوبة وأبيه أرنوب في سعادة لا توصف بضيعة جميلة كلها اخضرار من كثرة الأعشاب والأشجار وكان صاحب الضيعة، يحب الحيونات كثيرا ويعتني بتربيتهم ويخصص لهم من وقته ذات يوم، جاء رجل لصاحب الضيعة ،يريد شراء أرنب يلعب مع ابنه علاء، وعندما رآه الأرنب الصغير انزعج من وجود هذا الرجل الغريب بضيعتهم و سمع ما دار من حديث بينه وبين صاحب الضيعة، فالرجل يريد شراء أرنب فقال الأرنب الصغير: إن هذا الرجل يريد بنا شرا، فتملكه الذعر والخوف وقال: يا لحظنا التعيس … سوف يفرق بيني وبين أمي وأبي و يسبب في إبعادنا، عن بعضنا البعض، كم هو قاسي القلب ؟ اتفق الرجل مع صاحب الضيعة وسمع الأرنب الصغير ما يقوله صاحب الضيعة: هيا اختر واحدا منهم ؟ فماذا لو اختار أمي الأرنوبة وماذا لو اختار أبي الأرنوب ؟ أتمنى أن يختارني أنا ؟ قال : الأرنب الصغير حاولت الأرانب الاختباء، لكنها لم تفلح، فقد أمسكت يد البائع بالأرنب الصغير رغم تصدي الأرنوب والأرنوبة و محاولة الأرنب الصغير الافلات من قبضة البائع صاحب الضيعة، لكن كل المحاولات منيت بالفشل تسلم الرجل الأرنب الصغير ،وسلم البائع بضعة دنانير واخذ يربط قدميه حتى لا يقدر على التحرك وهو ما حز في نفسه وجعله يتألم كثيرا على فراق أبويه ودعهما وهو يبكي ، وحزن الأرنوب والأرنوبة على فراق فلذة كبدهما سلك الرجل الطريق في اتجاه منزله وهو فرح، لكن الأرنب الصغير كان يفكر في حاله وكيف سيكون مصيره ؟ وكانت نظراته شاردة في اتجاه الضيعة التي عاش فيها وترعرع الى أن غابت عن أنظاره وابتعدت فور وصول الرجل، وضع الأرنب الصغير في قفص ضيق وجلب له جزرا، لكن ومن شدة الحزن والألم لم يأكل ولم يلتفت اليه وبقي في القفص لا يتحرك فبعد أن كان يعيش في حرية، حرا طليقا ، يجري ويقفز يلهو ويمرح، أصبح يعيش محبوسا لا يحلو له شيئا جاء الرجل بابنه علاء ليعتني بالأرنب الصغير، وأصبح علاء رفيقه وصار يحبه كثيرا ولا يفارقه الا عند النوم، فتكونت بينهما علاقة حميمية واصبح الأرنب يأكل الجزر ويشرب ماء ويتحرك يمنة ويسرة في قفصه تحسن الحال، ولكن لم يدم طويلا ففي يوم من الأيام ، تغير الحال حين جاء والد علاء وبيده السكين ..يريد ذبح الأرنب الصغير فغضب الطفل علاء ودافع عن الأرنب المسكين وقال لوالده: أرجوك يا أبي لا تؤذي صديقي سمع الأرنب ما دار بين علاء وأبيه ، فعرف أن الرجل يريد به شرا وأحس أن حياته في خطر وحاول الفرار، لكنه لم يفلح جاء علاء لصديقه الأرنب وقال له : لا تخف يا صديقي، ان الله معنا قال الأرنب : كيف لا أخاف ووالدك يريد ذبحي بسكين رد عليه علاء قائلا : لا تجزع فان الله مع الصابرين، فاصبر أيها الأرنب تألم الطفل كثيرا وفكر قليلا ثم قال للأرنب سأخرجك من هذا القفص لتنجو بحيا تك رد عليه الأرنب : انت نعم الصديق المخلص الوفي … شكرا فتح الطفل باب القفص وترك صديقه الأرنب الصغير يخرج ليرتع في الحديقة وهو في غمرة الفرح والحبور وبينما هما يمرحان، جاء فجأة والد علاء ، وأخذ يراقب المشهد من بعيد فسر كثيرا وعدل عن فكرة ذبح الأرنب وقرر عدم إيذائه أصبح الأرنب يعيش حرا طليقا يلعب ويمرح بحديقة المنزل مع صديقه علاء دون أي خوف يهدد حياته ومرت الأيام وكبر الأرنب الصغير واصبح يصطحبه علاء في زيارة ليرى أبويه بالضيعة الجميلة أما الرجل فقد كان سعيدا جدا بابنه وهو يلهو ويلعب مع صديقه الأرنب وهكذا تنتهي قصتنا يا أطفال، و هي قصة ذات مغزى وقيم كلها وفاء، فما في أجمل أن نكون أوفياء ومخلصين للآخرين في حياتنا بقلم الكاتب التونسي : رضا سالم الصامت / أبو أسامة