أكد أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس" - المنبثقة عن جماعة "الإخوان المسلمين - أنّ الخلاف مع مصر بشأن تداعيات المباراة الحاسمة بين منتخبي الجزائر ومصر بالخرطوم في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 قد أصبحت جزءًا من الماضي، ودعا إلى الانشغال بالقضايا ذات الأولوية بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية. يأتي ذلك بعد أن كانت "الجماعة الإسلامية" في مصر اتهمت بعض الحركات الإسلامية الجزائرية، بتأجيج التعصب الكروي لدى الجزائريين وتنمية روح العداء للمصريين على حساب الإسلام والأوطان، مؤخرة الولاء لله ولرسوله وللإسلام، موضحة أنّ قادة كبارًا في بعض هذه الحركات ذهبوا إلى الملعب بأنفسهم في السودان وملأوا الدنيا ضجيجا نصرة لفريقهم دون إنكار منهم لما فعله بعض الجمهور الجزائري من تصرفات يندى لها الجبين، وكل ذلك نفاقًا لعوام الجزائريين ودهمائهم وطلبًا لأصواتهم في الانتخابات وخشية قول الحق في وجه التيار الهادر من التعصب الأعمى. وقال سلطاني وزير الدولة السابق في تصريحات لوكالة "قدس برس": الجزائر غير معنية بالخلاف مع مصر الآن، وتابع: "بعد مرور هذه المدة على الخلاف الجزائري المصري الذي نشب بعد مباراة الخرطوم أصبح الموضوع لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، وقد أصبح الموضوع مصريا بامتياز". واستدرك: "كنا نود أن يتقبل الإخوة في مصر النتيجة، لكن وقد أصروا على عدم تقبلها، فإنّ الموضوع قد انتهى بالنسبة إلينا، نحن الآن نهيئ أنفسنا للكأس الإفريقية ولكأس العالم، ولا يعنينا ذهاب مصر إلى التحكيم الدولي لأنّ مسارنا كان نظيفا منذ استقبلناهم في مطار البليدة إلى أن التقيناهم في الخرطوم مرورا بزيارتنا إليهم في القاهرة، والعالم كله يشهد بذلك". وكانت دعوات صدرت من إسلاميين ومثقفين مصريين وجزائريين طالبت بطي صفحة الخلاف بين البلدين الناجم عن التعصب الجماهيري والشحن الإعلامي الذي رافق وأعقب المباراة الحاسمة بين منتخبي البلدين في 19 نوفمبر الماضي بالخرطوم، والتأكيد على روابط الأخوة بين الشعبين ونضالهما المشترك في معركتي الاستقلال والتحرير. ودعا سلطاني إلى عدم الانغماس في الخلاف المصري الجزائري على حساب القضايا القومية، وقال: "لا ينبغي أن تحجب مباراة كرة القدم التي جمعت بين الفريقين المصري والجزائري في الخرطوم عنا ما يجري في غزة والأراضي الفلسطينية، فهذه مسألة جوهرية بالنسبة إلينا، ولا يمكن أن نسمح لأيّ جهة أن تحجب عنا هذه القضية وأن تنسينا التهديدات الصهيونية للمسجد الأقصى. صحيح أنّ الوطنية من الدين، وقد ربط ربنا عزّ وجلّ قتل النفس بالإخراج من الوطن وقصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع مكةالمكرمة مشهورة في التاريخ، لكن الوطنية لا تقزم القضايا القومية، ولذلك نحن نتمسك بقضايانا الوطنية ونوسع الدائرة لندافع عن قضايانا الإقليمية والقومية والإسلامية".