تغيّرت سياسة العالم المعاصر,و الخارطة الجغرافية منذ سقوط جدار برلين ,وأطلّت علينا سياسة لا أدري أصهيونية من لدن حكماء صهيون على الطريقة الفتحاوية تجاه حماس,أم هي ماسونية أمريكية بامتياز على الطريقة العراقية اللبنانية,فالطريقة الفتحاوية هي ما تابعناه منذ انتصار حماس في الانتخابات, و صار ما تابعتم من انقلابات و مقاطعة و حصار و حربين مدمرتين على قطاع غزة,و مخادعات عباس و فصيله لحكومة إسماعيل هنية و خالد مشعل و حركة حماس,و هذا ما نراه اليوم من اليسار المدفوع من الغرب, تجاه حركة النهضة بالأساس والائتلاف الثلاثي الحاكم ,و لهذا نرى الشيخ الغنوشي و حركة النهضة ,يحذرون حذر الذئب و كأنهم يمشون على البيض ,خشية أن يكسر,و هكذا يجب أن نقدّر مواقفهم التي تُنعت بالأيدي المرتعشة,وهناك أيضا من يتّهمهم بالحفاظ على الكراسي حيث لم يفلحوا في التغيير السريع ,و تطهير دواليب الدولة العميقة, من الفلول الدستورية والتجمعية و من آزرهم من اليسار الانتهازي الوصولي المتطرّف,ولكنّ من فهم مسعاهم يجب أن يعذرهم و يساعدهم و يصبر عليهم,فهم ينظرون إلى الأحداث بحكمة و رصانة,مراعاة للسّلم الأهلي و محافظة على تونس من السقوط في الفخّ ,و الإنجرار إلى الفوضى الخلاّقة التي أعلنت عنها كوندليزا رايس في لبنان,يجب أن نقدّر موقفهم و نتحلّى بالصبر و الحكمة,لإتمام المشروع الوطني و المسار الديمقراطي ,و المرور إلى انتخابات حرة نزيهة و شفّافة, و لا يخفى على المتتبعين للأحداث, و المحللين السياسيين ما يُحاك من وراء الحدود, و ما يجري في الداخل منذ 23 أكتوبر من اعتصامات و إضرابات و تحريض, في الإعلام السمعي البصري و الصحف و المجلاّت و المواقع الافتراضية, وذلك ما يسميه الشعب التونسي إعلام العار و الرّدة,وأمّا الطريقة العراقية,فهي ما جرى في العراق من انتخابات يقال أنها حرة و نزيهة ,ربحتها القائمة العراقية بأغلبية مريحة, و كانت تضمّ كل الفعاليات الوطنية,من عرب سنة و شيعة و أكراد و تركمان ,و غيرهم من الأقليات الطائفية, ولكن المستعمر لم يرق له هذا النوع من الديمقراطية,وقد سبق له أن خطّط لشرذمةِ هذا الشعب و تقسيمه عن طريق الدستور المستورد, و تقسيم جغرافيته إلى عرقيات وطوائف ومذاهب,فاستند إلى العدوّ الأبدي صوريّا ,الذي يعتبره الشيطان الأكبر,و قدّم له العراق في طبق من فضّة كما يقال,و رجع إيوان كسرى إلى ورثته من بلاد فارس,فجمّع أحزابا شيعية في قالب واحد بعد الانتخابات , وأهدى له حكم البلاد كما أراده عبر الدستور المشار إليه,و هذا ما يخشاه الوطنيون في تونس ,وقد بُني النداء بعد الانتخابات بطريقة مشابهة لما ذكرنا,و تجمّع الفلول و الأحزاب المنبثقة من التجمع المنحلّ,وصار يهدّد السلم الاجتماعي ,بتحالفه مع يسار معارض و عدوّ عانى منه الويلات منذ الاستقلال , وخشي الائتلاف الحاكم مصير الدول التي تعرّضت لدسائس لم تعد خافية,و كان آخرها بلاد مالي, و رجوع الهيمنة الفرنسية التي لم تغب عنها تماما, و تآمر بعض الدول العربية التي لم تعد خافية عن الشعب بعد تصريحات مريبة ,أتت من الإمارات صراحة, و من السعودية بصفة غير معلنة ,ومن مخابرات في دولة جارة تخشى من التجربة التونسية,ستحيى تونس حرة مستقلّة بجهود أبنائها البررة,عاش شعبها الأبيّ المسالم والمثقّف ,و لا عاش في تونس من خانها, و لا عاش من ليس من جندها. كتبه أبوجعفر العويني في 22/أكتوبر2013