قبل ثلاث سنوات بالتمام فقط كان بعض التونسيين في هذا التوقيت الناحر والقاتل يعدون العدة فمنهم من يفكر للهجوم على المحتجين انطلاقا من مقر التجمع بمحمد الخامس ومنهم من يحشد أنصاره من المجرمين وأصحاب السوابق لنفس الفعل والغريب أن نفس الوجوه أعادت نفس الجريمة هذه السنة 2014 وفي نفس الفترة تقريبا بالقصرين وحي التضامن وبالجنوب التونسي فعاثوا حرقا وتدميرا ممنهجين لكل ما من شأنه خدمة المرفق اليومي للمواطن في مناطق منكوبة بطبعها نتيجة الحيف المناطقي والجهوي الذي ابتعدته فرنسا إبان الاحتلال وواصله ابنها المدلل بورقيبة وجروها الأجرب ابن علي .كان هؤلاء يستعدون للحل الأخير لثورة شباب متعطش للحرية والكرامة قال عنه إعلامنا "الملثمون الحاسدون لنجاحات السيد الرئيس" فاختار حرق أجساده نكاية في أجساد حرام تتسمر بكدح الشعب على شواطئ بيونس آيرس وتتزلج على ثلوج النوريج لتطرد الكآبة بعدما أقنعهما جامعيونا بأنهما حكيم ذو أبعاد فلسفية ونجاحات يتيمة ومعجزة في الاقتصاد وسيدة تونس الأولى وصاحبة اللبنات المفصلية في مشروع حداثة المرأة واستوائها على حدود الصيرورة الممغنطة بضدية التابو. كان هؤلاء الرهط يتحفزون للتنفيسة الأخيرة فسحبوا كل ما في الرئة من إكسير الحياة واستعدوا للتصفيق الطويل لخطاب المفهومية والفهم و"الكونبريهانشون"فجاءت "فهمتكم" وكانت سيارات التأجير "اللوكاسيون"جاهزة وكان شو نوفل الورتاني وسامي الفهري ومعز بن غربية ومختار الطريفي وبرهان بسيس وبشرى بلحاج حميدة التي أثلجتنا بالفغانسي لأن هذه اللغة ذات بعد إيحائي أفضل من لغة الضاد بعرفها وتأكدت أن هذا الخطاب نابع من قلب سيادته وهو الذي قدم عمره لتونس بخدمة خمسين سنة بالجيش والحرس والرئاسة وإن كانت فترة الرئاسة أطول بفضل استشارات تكنوقراط اليسار وخبث دستوريين صفوا كل من ناضل من أجل هذه الرقعة الطاهرة فالتقت "جماجم الإيديولوجيا الاستئصالية مع سواعد اليد الحمراء" ليصحرا تونس ربع قرن من فكرها ومن أبنائها ومن كل نفس مختلف.ومع ذلك وبعد ثلاث سنوات من رحيل سيدهم مازالوا برباطة جأش قوية مرابطين وها قد استعادوا كل أنفاسهم ليتمكن فيهم الجنرال شوبير البارحة و بكل جرأة ليقول لنا ...........من أنتم؟؟؟ فكل ما وقع وظننتم وقوعه مؤامرة خارجية على نجاحات السيد الرئيس ...........فإلى اللوكاسيون من جديد ..........وعاش السيد الرئيس وزوجته المصون وهذه مجرد غيبة صغرى للرئيس المهدي المنتظر فاللهم عجل بفرجه. الناصر الهاني 13/1/2014صباحا