بعدما بني القصر الأبيض الفريد من نوعه ،قذف سنّمار من أعلى الأسوار,و أبناء الجنوب حاربوا كلّ دخيل، من الأتراك إلى الفرنسيين،و غرسوا الواحات من أعلى التمور و أغلاها،استنزفت ثرواتها من النفط والغاز و الملح و الفسفاط فجزاهم المقبور و المخلوع جزاء كجزاء سنّمار، و لما تركوا لحظهم العاثر و مصيرهم السيّئ لجأوا للمستعمر القديم يبنون مدنه و سدوده ذلك بعد ما يسمى بالاستقلال هاجروا شيبا و شبانا،فبنوا مدنا و جسورا و مدارس و معامل و أرسلوا المليارات للبناء والتشييد وإعالة ذويهم، واليوم أطّلع على خبر مؤلم ما كنت أدري و لا أعرف انّ هناك تنقيبا عن غاز الشيست في الفرانيق جنوب شط الجريد قرب الفوار منذ 2010،هذه طامّة ساحقة ماحقة للجنوب بأسره و الواحات بالجريد و نفزاوة، فالمائدة المائية على ندرتها ستتلوث و الناس سيفنون من الرادون والغازات السامة،ألهذا الحدّ يبيعون أهل الجنوب بلفتة، يدفنون النفايات المدمرة و المسرطنة ببن غيلوف و أمّ الفرث لينتشر مرض السرطان ولا مصحات إلاّ بصفاقس و العاصمة،ابن أخي ذهب ضحية لهذا الداء و المئات من الإهمال،و يلهفون أموال السّحت التي عرفنا مؤخّرا أين يذهب ريعها، و يشفط الأجنبي الثروات والخيرات بأزهد الأثمان،ثمّ يزرع بعضهم الفتنة بين المرازيق والعذارى من أجل النفط بزعفران، لكن لا يجب السكوت عن هذا ، وموعدنا بعد الانتخابات المقبلة واستتباب الأمن و انطلاقة الحكومة المقبلة. كتبه أبو جعفر العويني24/05/2014