القاضية كلثوم كنو والرئيسة السابقة لجمعية القضاة التونسيين، والجامعية بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والامنية والعسكرية أستاذة علم الاجتماع .. شخصيتان مستقلان من بين 4 نساء اعلنّ ترشحهن لرئاسة الجمهورية. ويراودهن حلم بلوغ قصر قرطاج وسط مجتمع او عقلية "ذكورية"يصعب عليها التقبل فعلا ان تسكن امراة قصر قرطاج. ومع ذلك يخضن غمار التجربة لان المراة من وجهة نظرهما لها من الكفاءة والخبرة ما يخول لها المنافسة وبجدية على اهم المناصب. في هذا الركن وجها لوجه تكشف القاضية والأمنية عن اسباب ترشحهما ونظرتهما لجملة من المسائل الراهنة. اين وصلتم في رحلة جمع التزكيات؟ بلغت 10 آلاف تزكية وحاليا انا بصدد التثبت من أن كل المزكين مرسمين بقائمات الناخبين وسأقدم ترشحي قبل الآجال المضبوطة. ما الذي دفعك للترشح؟ ما دفعني هو أنني لا اعتبر نفسي اقل خبرة أو كفاءة لأكون في هذا الموقع، ثم إن رئاسة الجمهورية تتطلب أن يكون الرئيس جامعا لكل التونسيين كما تتطلب منه في الفترة الحالية الاستقلالية الحزبية وهو متوفر في جانبي باعتباري مستقلة. وترشحي كذلك يعبر من خلاله أن المجتمع المدني افرز سياسيين أكفاء بمقدورهم أن يخوضوا المعركة الانتخابية إلى جانب المرشحين عن الأحزاب. كما أن ترشحي يتضمن رسالة قوية لكل من يريد سواء جهرا او سرا تغيير نمط المجتمع التونسي والرجوع به إلى آلاف السنين. إذ أن ترشح امرأة والتفاف عدد كبير من المواطنين حولها يؤكد ان اغلب التونسيين متمسكين بمجتمع حداثي وبمدنية الدولة . ترشحي كامرأة يؤكد أيضا أن المرأة التونسية بإمكانها أيضا أن تكون في موقع القرار. في حال الفوز، أي بديل تطرحه كلثوم كنو؟ صلاحيات الرئيس محدودة في الدستور ورئيس الجمهورية هو ضامن لاحترام كل ما جاء بالدستور وبالتالي سأسعى إلى تكريس صلاحيات الرئاسية مع مجموعة من المستشارين والخبراء في كل المجالات حتى ادفع في اتجاه حل المشاكل العاجلة التي يعرفها التونسيون بجميع أصنافها وذلك بالرجوع إلى أهل الاختصاص ووفق الإمكانيات المتاحة والتي سأعمل على تدعيمها من خلال سياسة خارجية تسمح بربط علاقات مع الدول الشقيقة والدول التي تريد مساعدة تونس دون المس بسيادتها الوطنية. كيف تقرئين المشهد السياسي أو مستقبل التحالفات القادمة؟ من خلال ما نعيشه اليوم اعتبر أن هناك عدة تحالفات سياسية بصدد التشكل منها ما هو علني ومنها ما هو سري. لكن تبقى رغبتي أن يكون البرلمان المقبل ممثلا لكل التونسيين وكذلك يكون أعضاءه من أهل الخبرة في مجالات متعددة وعارفين بأبجديات القانون لان المرحلة المقبلة هي مرحلة تشريع أي سن القوانين لتفعيل الدستور ولا يمكن لأي حال من الأحوال أن نجد نواب يجهلون حتى ابسط القواعد لصياغة القوانين. تشهد الساحة السياسية عودة قوية لرموز النظام البائد، هل تتوقعين ان يكون لهم حظوظا؟ لا يمكن لي أن أتكهن بأي شيء المشهد السياسي يتسم بضبابية كبيرة ونظرا لان القانون الانتخابي قد يسمح لكل التونسيين الذين تتوفر فيهم الشروط العادية للترشح دون أن يقصي من كانوا يعملون في المنظومة السابقة فان هذا الشرط القانوني ولئن كان متوفرا فقد تمنيت أن لا أرى عددا من بعض المرشحين يدخلون المعركة الانتخابية لان ولئن كان من الناحية القانونية بإمكانهم الترشح فانه من الناحية الأخلاقية كان عليهم الابتعاد قليلا عن المشهد السياسي ولو لفترة حتى يشعر التونسي بان هنالك تغيرا قد حصل بعد 14 جانفي. حركة النهضة لم تقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية كما انها تدعم مبادرة الرئيس التوافقي، ما تعليقك؟ حركة النهضة عندما اتخذت قرارا بعدم ترشيح احد أعضاءها لرئاسة الجمهورية لا يعني انها لم تكن قادرة على ترشيح احد ولكن تمسكها بمقترح رئيس توافقي تتفق عليه الأحزاب هو مقترح اعتبره خطير جدا يمس بجوهر الديمقراطية وبحق المواطن التونسي في الاختيار. وهو مقترح يذكرنا بالبيعة والخلافة إضافة إلى أن هذا المقترح ولئن كان في ظاهره يرمي حسب مقولتهم إلى توحيد وتجميع التونسيين حول رئيس واحد فان هذا المقترح لن يفرز بالتاكيد رئيسا للتونسيين وإنما رئيسا للأحزاب التي ستتوافق عليه. على ماذا يقوم برنامجك الانتخابي؟ لا يمكن ان اتحدث عن برنامج انتخابي والحال ان الحملة الانتخابية لازالت لم تفتح بعد لكن ما يمكن ان اقوله ان برنامجي الانتخابي سيكون برنامجا واقعيا خاليا من الوعود الزائفة نابعا من المطالب الملحة والانية للتونسيين يرمي الى تحقيق ثلاثة اهداف اعتبرها اساسية وهي اعادة الامل لجميع التونسيين وتحقيق الطمانينة لهم وكذلك تحقيق الأمل وارجاع الثقة في مؤسسات الدولة التي نخرها الفساد .كما سيقوم البرنامج على تحسين اكثر ما يمكن من ظروف العيش الكريم وبالتالي فان برنامجي يمكن ان تنطبق عليه هذه المقولة : بالأمل والعمل تصبح تونس أفضل من قبل. هل تتوقعين أن المرأة قادرة فعلا أن تفتك مكانتها وتبلغ يوما قصر قرطاج؟ أكيد اعتبر وحسب التجربة التي بصدد خوضها الآن أن المرأة التونسية بإمكانها رغم الصعوبات ان تجد مكانها في المجال العام وبالتحديد في المجال السياسي وفي مواقع القرار مثل رئاسة الجمهورية أو حتى من داخل البرلمان . ولكن للأسف ما ألاحظه أن عددا كبيرا من الأحزاب السياسية بصدد الدفع في اتجاه أن تكون المرأة التونسية متواجدة في مواقع القرار السياسي ولازالت النزعة الذكورية مهيمنة . وهذا من خلال عدم اقتراح عدد محترم من النساء على رأس قائمات انتخابية او حتى اقتراح نساء قصد الترشح لرئاسة الجمهورية.
بدرة قعلول ل «الصباح»: لا بد من إعادة الثقة بين المواطن وقرطاج أين وصلتم في رحلة جمع التزكيات؟ بلغت حدود 7 آلاف ما الذي دفعك للترشح للرئاسية؟ كان دفعا شخصيا باعتباري لم أفكر يوما في منصب سياسي معين إذ أن قناعتي تقوم على مساعدة البلاد في إطار البحوث والتدريس.لكن بعد فترة معينة وجدت نفسي في قلب المعترك السياسي وهي النقطة الأولى التي دفعتني إلى تقديم ترشحي للرئاسة. أما النقطة الثانية هي درجة الانحطاط السياسي التي بلغتها تونس من خلال أشخاص بلغت مناصب سياسية وأخذت بزمام الأمور وهي تفتقر إلى الكفاءة لاسيما أن غالبيتهم هاجروا من البلاد ويتمسكون بالنضال. بالنسبة لي لم يكن لهم نضال وإنما لهم مشاريع شخصية ولديهم إيديولوجيات معينة. وهو ما اتضح خلال مسكهم بزمام الأمور إذ لم يفكروا في الشعب بقدر تفكيرهم في مصالحهم . من جانب آخر كرهت أشباه التقدميين الذين استخدموا قضية المرأة لكن في أحزابهم لا نرى امرأة تتقدم الصفوف أمامية. في حال الفوز أي بديل تطرحه بدرة قعلول؟ سيكون التركيز كليا على تامين الأمن القومي وهي مسالة هامة في الوقت الراهن كما أنها من مشمولات رئاسة الجمهورية أما باقي المهام الاقتصادية والاجتماعية فهي من مهام رئاسة الحكومة. الإصلاح في المؤسسة الأمنية والعسكرية فضلا عن مكافحة الإرهاب هي من اختصاص رئيس الجمهورية الذي لا بد أن يكون له من الشجاعة والجرأة ما تجعله يمسك بزمام قرطاج وخاصة إعادة الثقة بين المواطن وقرطاج. كيف تقرئين المشهد السياسي أو مستقبل التحالفات القادمة؟ الانتخابات لديها أسرارها. حسابيا البقاء سيكون للأقوى دون أن ننسى دخول أطراف إقليمية على الخط. لكن هنالك خوف من قراءة أخرى وهي غياب الشعب التونسي عن الانتخابات وهذا أكثر معطى سيفضي الى مفاجات. تشهد الساحة السياسية عودة قوية لرموز النظام البائد هل تتوقعين ان يكون لهم فعلا حظوظ؟ صحيح انهم ظهروا بشكل ملفت للانتباه لكن هم ليسوا رجال بن علي بقدر ما هم رجال بنوا الدولة خاصة ان الفرق واضح بين سنة 2011 و2014 . بن علي لا يختار رجاله على أساس الولاء الحزبي هو يختار على أساس الكفاءة ثم يرغمهم لاحقا على الولاء الحزبي. لكن هنالك طرح آخر أتبناه : لا لكبار السن في رئاسة الجمهورية فالرئيس من واجبه العمل كامل اليوم. حركة النهضة لم تقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية كما أنها تدعم مبادرة الرئيس التوافقي ما تعليقك؟ حركة النهضة بصدد القيام بحساباتها أما بشان مبادرة الرئيس التوافقي فانا أتساءل حقا ما معنى ذلك؟ إذا ما ربحت في الانتخابات التشريعية بالأغلبية فستتولى رئاسة الحكومة وفي حال ام تنجح عندها ستتحدث عن مبادرتها. لكن رئيس توافقي لا سبيل اليه فهذا ما يعبر عنه بالمهزلة في ظل الحديث عن انتخابات يفترض انها ستجرى. ليس بالضرورة ان يكون رئيس الجمهورية موالي الى حزب معين أن اقترح أن يكون الرئيس رئيسا لكل التونسيين. ولكن للأسف فان الأحزاب في تونس تخدم نفسها وتنسى وطنيتها. على ما يقوم برنامجك الانتخابي؟ لا بد أن يتدعم الشعور بالأمن لا بد أن يكون هنالك قرار نابع عن جرأة وشجاعة وعن يد من حديد لا سبيل إليه الحديث عن نوع من التساهل مع الإرهاب أو استقرار البلاد ولذلك يبقى الأمن القومي من الأولويات المطلقة مع القيام بعمل كبير على المستوى الدبلوماسي لاسيما أن صورة تونس اهتزت نوعا ما هل تتوقعين أن المرأة قادرة فعلا أن تفتك مكانتها وتبلغ يوما قصر قرطاج؟ نحن 4 نساء تقدمن للترشح ومهما كانت النتيجة يبقى الأهم أن تكون المرأة التونسية قادرة على افتكاك مكانتها وان تقول انا موجود وتنافس في الصفوف المتقدمة جدا ويمكن ان نراها في قصر قرطاج.فرمزية المشاركة كسرت الحاجز او الخوف من خوض امراة غمار المنافسة الانتخابية.