الثلاثاء 07 أكتوبر 2014 الغربي ل "قدس برس": الرئاسة التونسية تجدد مبادرتها للوساطة بين الفرقاء الليبيين تونس خدمة قدس برس حذر مستشار الرئيس التونسي للشؤون الدولية أنور الغربي من أن استمرار الصمت حيال تطورات الأوضاع الأمنية في ليبيا غير مجدي، ودعا الفرقاء الليبيين وأصدقاء ليبيا إلى الإسهام المباشر في إقناع الأطراف المعنية بالشأن الليبي بضرورة الحوار والتوصل إلى توافق سياسي ينهي النزاع المسلح الذي قال بأنه "في حال استمراره سيأتي على الأخضر واليابس في ليبيا، وسيهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبي". وجدد الغربي في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، إرادة الدولة التونسية في المساهمة بجدية لتيسير اجتماع الفرقاء الليبيين والحوار بشفافية بعيدا عن أية ضغوط، وقال: "لا شك أن الوضع الأمني الصعب في ليبيا يثير مخاوفنا وقلقنا في تونس، فنحن دولة جار أولا، ونحن دولة مفتوحة على ليبيا طيلة الأعوام الماضية، ونحن دولة تستقبل ما لا يقل عن مليوني ليبي لأغراض مختلفة، ونحن دولة عاد مئات الآلاف من عمالها من ليبيا بسبب ظروفها الأمنية، ونحن دولة يعاني اقتصادها من تداعيات التهريب على الحدود مع ليبيا وما يستتبع ذلك من مخاطر تتصل بتنقل السلاح والمسلحين، وبالتالي نحن نتأثر سلبا وإيجابا بكل التطورات الليبية ربما بشكل يفوق باقي دول جوار ليبيا، ومن هذا المنطلق قمنا بمبادرات في السابق، ونتواصل حاليا مع الأطراف الليبية المعنية في الداخل والخارج بغية إقناعها بالحوار السياسي ووقف الحوار عبر البندقية". ونفى الغربي أن يكون الجهد التونسي متناقضا مع أي من الجهود السياسية الأخرى الرامية لحل الأزمة الليبية، وقال: "عندما بادرنا في تونس منذ وقت مبكر لإقامة حوار بين الأشقاء في ليبيا، كنا ندرك تماما حساسية الوضع، وكنا نعمل كمساعدين للإخوة الليبيين دون تدخل في أي من القضايا الخلافية بينهم، شاغلنا الأساسي في كل ذلك هو أن يتوصل الليبيون إلى وفاق بينهم دون أية ضغوط خارجية، وذلك ضمن قناعة أساسية لدينا من أن التدخل الخارجي في الشأن الليبي من شأنه أن يعقد المسألة أكثر مما يسهم في حلها". وأضاف: "أما اليوم وقد تعددت المبادرات لحل الأزمة الليبية، فإننا في تونس نجدد تحذيرنا من عواقب التدخل الخارجي في ليبيا، ونؤكد أن القواسم المشتركة بين الليبيين مهما اختلفوا في التوجهات السياسية والفكرية، أكبر بكثير مما يفرق بينهم، وأن تونس مستعدة للمساهمة في إقامة حوار جدي بين الليبيين وتقديم نموذجها التوافقي ليكون مساعدا للإخوة الليبيين في وقف الحرب الدائرة بينهم والعودة إلى استكمال المسار السياسي وصياغة الدستور وإنهاء المرحلة الانتقالية بأقل التكاليف الممكنة". ودعا الغربي السفير التونسي إلى العودة إلى طرابلس لمباشرة عمله ومتابعة الأوضاع عن كثب