أورد سفير السويد الجديد بتونس وليبيا السيد فريديريك فلوران M. Fredrik Floren ل»الصباح» أن دولة السويد اعترفت رسميا بدولة فلسطين رغم اعتراضات العديد من الدول الاعضاء في الاتحاد الأوربي وأصدقاء كبار لستوكهولم» ايمانا منها بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وبواجب حسم هذا النزاع الذي طال أكثر من اللازم ويتسبب منذ عقود في توترات امنية وسياسية خطيرة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط «. لكن لماذا تمسكت الحكومة السويدية بالاعتراف بدولة فلسطين رغم اعتراضات اسرائيل وعديد الدول الاوروبية ؟ السفير السويدي اجابنا قائلا: « قامت حكومة ستوكهولم بهذه الخطوة ايمانا منها بضرورة توفير مساواة في التعامل مع الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ودولتي فلسطين واسرائيل ونحن نعتقد أن من شأن مثل هذه الخطوة تكريس قاعدة العدالة والمساواة في التعامل مع مختلف الاطراف وانهاء حالة « الخلل في التوازنات « بين مختلف أطراف النزاع . «وتعتقد السلطات السويدية أن من شان اعترافنا بدولة فلسطين المساهمة في اعطاء دعم ايجابي لديناميكية مسار السلام في منطقة الشرق الاوسط عامة وخاصة بين دولتي فلسطين واسرائيل وشعبيهما» وأضاف مخاطبنا قائلا : «ان الجهود الدبلوماسية لدولة السويد لفائدة السلام بين فلسطين وإسرائيل يقترن بدعم مالي كبير تقدمه دولتنا لفائدة الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية». عشرات آلاف اللاجئين من جهة أخرى كشف سفير السويدبتونس وليبيا مع الاقامة في ستوكهولم أن بلادهم تقدم دعما انسانيا لعدد هائل من اللاجئين ضحايا الحروب والنزاعات بينهم اللاجئون والنازحون الفلسطينيون في قطاع غزة وفي مناطق عديدة من العالم . كما اورد ان بلاده تستضيف اكثر من مائة الف لاجئ نسبة كبيرة منهم من بين الفلسطينيين والعراقيين والصوماليين وقد التحق بهم مؤخرا ما لا يقل عن 50 الف لاجئ سوري تدهورت اوضاعهم المادية والاجتماعية بسبب طول الحرب وتدهور الاوضاع في مخيمات اللاجئين الاممية في الدول المجاورة لسوريا . تونس - السويد في نفس الوقت اعلن السفير السويدي الجديد في كل من تونس وليبيا انه حكومة بلاده تساهم منذ ثورة 14 جانفي في دعم مسار الانتقال الديمقراطي عبر ملايين اليورو اسندت لمشاريع تطوير قطاعا ت القضاء والاعلام وحقوق الانسان واصلاح القوانين وصياغة الدستور التوافقي الجديد ... ومن الناحية الاقتصادية اورد السفير السويدي ان شركات سويدية عملاقة تستثمر حاليا في تونس اكثر من 5 ملايين يورو وتشغل اكثر من 5 الاف تونسي وتونسية وهي تستعد لمضاعفة قيمة استثماراتها في تونس وليبيا . وتعقيبا على سؤال حول المستجدات في ليبيا اورد السفير السويدي «فريديريك فلوران» أنه يتابع الملف الليبي عن قرب منذ سنوات في وزارة الخارجية السويديةبستوكهولم حيث كان يرأس ادارة المغرب العربي الكبير « وهو يتابعه حاليا من خلال بعض الزيارات الى ليبيا وتونس وبعض العواصم الاوربية حيث يلتقي شخصيات اممية وتونسية وليبية «مؤثرة في مسار بذل جهود سياسية تهدف الى معالجة الازمة الليبية ». وتوقع السفير السويدي ان يساهم « نجاح الانتخابات التونسية وبروز مسار سياسي ديمقراطي انتقالي ناجع سيساهم في معالجة الازمات الامنية والسياسية التي تمر بها عدة دول بينها ليبيا «.. وأكد السفير السويدي ان بلدان شمالي أوروبا خاصة وبلدان الاتحاد الاوربي عامة تراهن كثيرا على اعتدال النخب التونسية وعقلانيتها وعلى ايمانها بالتعدد والتداول على السلطة بما سيبرهن للعالم بزيف مقولة « الاستثناء العربي والاستثناء الاسلامي « اي ان الشعوب العربية والاسلامية لا يمكن ان تكون ديمقراطية ..وهو تفسير نعتقد انه عنصري ومغلوط «.