لأربعاء 19 نوفمبر 2014 خدمة قدس برس: أكد مستشار الرئيس التونسي للشؤون الدولية أنور الغربي، أن إصرار بعض الأصوات السياسية التونسية على القول بأن الرئيس المنصف المرزوقي يتحمل مسؤولية قطع العلاقات مع سورية، أمر غير دقيق ولا علاقة له بالواقع لا من قريب ولا من بعيد. وأوضح الغربي، في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، أن تونس لم تقطع علاقاتها مع سورية، وأن كل ما جرى أن الرئيس أمر بسحب السفير احتجاجا على فظاعة الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبه، وقال: "كثر الحديث هذه الأيام من خصوم الرئيس المنصف المرزوقي على تحميله مسؤولية قطع العلاقات مع سورية، وهو موقف خاطئ تماما، فتونس لم تقطع علاقاتها مع سورية، وكل ما في الأمر أننا سحبنا سفيرنا عندما اقتنعنا بأن النظام هناك قد ارتكب جرائم فظيعة بحق شعبه. وقد بقيت سفارتنا مفتوحة، بل إن مكتبا للتواصل مع جاليتنا في سورية مفتوح في دمشق، هذا فضلا عن التسهيلات التي قدمتها سفارتنا في بيروت لصالح التونسيين المقيمين في سورية. وهذا الموقف واضح لا لبس فيه، أننا ضد الجرائم لكننا لن نقطع علاقتنا مع عمقنا العربي في سورية. وهو ما أكدناه قولا وفعلا في مؤتمر أصدقاء سورية الذي استضفناه هنا في تونس، وأكدنا فيه هذا المعنى وأضفنا إليه رفضنا القاطع لأي تدخل أجنبي في سورية ورفضنا أيضا تسليح المعارضة السورية، وهو موقف أغضب كثيرا من القوى الدولية المهتمة بالشأن السوري". وأضاف: "إن المزايدة على الموقف الرسمي التونسي الذي قاده الرئيس المنصف المرزوقي دعما للشعب السوري وتضامنا معه تبدو واضحة للعيان، فكثير من الذين يطرحون هذا الملف ضمن الحملة الانتخابية هم في الحقيقة يضللون الرأي العام من غير حجة ولا دليل، ومن غير أن تكون لديهم البدائل السياسية الواقعية للتعامل مع هذا الملف الدامي الذي لا يزال يؤرق ليس سورية والعالم العربي والإسلامي وحده، وإنما أصحاب الضمائر الحرة في كل أنحاء العالم. وببساطة: هل يمكن لهؤلاء الذين يتهمون الرئيس المرزوقي بالتسرع في اتخاذ القرار بسحب السفير أن يقدموا هم في حال وصولهم إلى الرئاسة على اتخاذ قرارات سياسية مغايرة بينما حلفاؤهم وأنصارهم من العرب وغير العرب أقدموا على خطوة قطع علاقاتهم مع النظام السوري بعد الخطوة التونسية؟". ورأى الغربي أن إثارة الملف السوري على الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بكثافة هذه الأيام وبطرق مختلفة عبر وسائل الإعلام غايته التشويش على الإقبال الجماهيري غير المتوقع من الشباب خاصة على تأييد الرئيس المرزوقي باعتباره الخط الأخير للدفاع عن مبادئ الثورة، وقال: "لا يمكن فهم الكثافة التي يثار بها الملف السوري إلا ضمن سياق التشويش على النجاحات المتواصلة التي يحصدها الرئيس المرزوقي في حملته الانتخابية، ومحاولة لتوجيه الناخب قبل أيام من عملية الاقتراع وتخييره بين الحرية والكرامة والراس المرفوع الذي حققته الثورة ورعاه الرئيس المرزوقي طيلة وجوده في قصر قرطاج، وبين الأمن والاستقرار المغشوشين". ولفت الغربي الانتباه إلى أن الموقف من سورية هو جزء من سياسة خارجية ناجحة نحتها الرئيس المرزوقي خلال توليه مقاليد الرئاسة، وقال: "لقد أدى الرئيس المرزوقي زيارات تاريخية إلى عدد من الدول الإفريقية رفقة مئات من رجال الأعمال، وتمكنا من إمضاء عدة عقود استثمارية ضخمة. ومثل الرئيس المرزوقي تونس في عدد من المحافل الدولية سواء في الأممالمتحدة أو في الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الإفريقي أو قمم إقليمية، وقمنا بدور رئيسي في تفعيل تجمع دول 5 + 5، هذا فضلا عن مواقفنا المبدئية التي شهد لها العالم جميعا وعلى رأسها القضية الفلسطينية"، على حد تعبيره.