قابس: تعرض حوالي 35 تلميذا الى حالات اختناق    سفير الصين بتونس يؤكد ان تعزيز الاستثمار المباشر أولوية المرحلة القادمة    سفارة الهند في تونس تنظّم سباق "فيكسيت بهارات 2025"    حجز أكثر من 25 طنا من المواد الغذائية الفاسدة أو مجهولة المصدر..# خبر_عاجل    المندوب الجهوي للسياحة بنابل: "حققنا موسما سياحيا إيجابيا ونطمح لآفاق جديدة للسياحة المستدامة"    قابس: تقدير صابة الزيتون لموسم الحالي ب 75 الف طن    سيدي بوزيد: وقفة مساندة للقضية الفلسطينية بساحة البوعزيزي    منظمة العفو الدولية تطالب بضرورة وقف إمداد الاحتلال الصهيوني بالسلاح..    كأس الكاف: تشكيلة النجم الساحلي في مواجهة أهلي واد مدني السوداني    عاجل/ الفيفا توقف 7 لاعبين دوليين بسبب التزوير..وهذه التفاصيل..    كأس الكاف: برنامج مباريات إياب الدور التمهيدي الأول    النجم الساحلي: موعد جديد للجلسة العامة العادية    إيقاف ام وابنتها بحوزتهما كمية من المخدرات..# خبر_عاجل    انطلاق الدورة السادسة لتظاهرة "الخروج إلى المسرح" بمدينة الثقافة تكريمًا للفاضل الجزيري    نسبة امتلاء السدود التونسية ترتفع إلى 28,3 بالمائة بمخزون يناهز 669 مليون متر مكعب    عاجل/ اصدار بطاقات ايداع بالسجن في حق هؤلاء..    توزر: سباق الترا ميراج الجريد في نسخته التاسعة بمشاركة 500 عداء من 29 جنسية    كلاسيكو السوبر الفرنسي بين باريس سان جيرمان ومرسيليا في هذه الدولة العربية    Titre    فرنسا: تهديدات بالقتل لرئيسة المحكمة بعد حكم ساركوزي    ندوة وطنية حول "خطة العمل الوطنية للفلاحة العائلية بتونس ...مسؤولية جماعية"' يوم الثلاثاء 30 سبتمبر الجاري    تنشط بين هاتين الولايتين: تفكيك شبكة لترويج المخدرات..وهذه التفاصيل..#خبر_عاجل    فتح باب التسجيل للحصول على دعم للمشاريع البحثية والابتكارية العابرة للحدود المتعلقة بقيادة الانتقال الحضري    واشنطن تلغي تأشيرة رئيس كولومبيا وتتهمه بالتحريض    إيران تستدعي سفراءها في بريطانيا وفرنسا وألمانيا    تضمنت 21 نقطة: تفاصيل خطة ترامب لانهاء حرب غزة..# خبر_عاجل    عاجل : الاتحاد المنستيري يواجه أزمة كبرى بعد قرار منع الانتدابات    عاجل : قيس سعيد يلتقي بوزير الداخلية ويتحدث عن شبكات المضاربة والاحتكار    وزير الشؤون الخارجية يتحادث مع الأمين العام لمجلس أوروبا    عاجل/ 10 سفن جديدة تنطلق من إيطاليا وتلتحق بأسطول الصمود..    تقلبات جوية اليوم..وأمطار غزيرة بهذه المناطق..#خبر_عاجل    نيويورك: تونس تجدد موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه المسلوبة    سليانة انطلاق نشاط نادي الفكر والثقافة بسيدي حمادة    أربعينية الفنان الفاضل الجزيري: لقاء وفاء لرجل لم يتعب من التأسيس والتشكيل    من زاوية أخرى: من خلال إبداعاتهم الفنّية أم توجهاتهم الفكرية.. كيف نتعامل مع الفنانين ؟    افتتاح المعرض التشكيلي "إضاءات معاصرة" وتكريم لروح الفنان عبد الحميد الحجام    شحنة نصف طن من المخدرات في ميناء رادس: الإفراج عن موظف الديوانة    شذرات في ذكرى إرتقاء سماحة السيد: علاجُ فقدِك أعمارنا    إدماج 15 مستشفى جهويا في منظومة التصوير الطبي عن بعد و16 مستشفى جهويا في منظومة العيادات المختصة عن بعد    المستقبل في تونس: نسبة الأطفال تتساوى مع الكبار في السن ... شنوا الحكاية ؟    انتبه ! هذه الأطعمة لا يجب تناولها مع القهوة    QNB تونس يعزز دعمه لرياضة البادل    عاجل : وفاة فنانة مشهورة بعد سقوطها من من شرفة شقتها    تقلّبات جوّية خطيرة نهاية الأسبوع...المرصد الوطني يحذّر مستعملي الطريق    الدورة العاشرة من "دريم سيتي" من 3 إلى 19 أكتوبر 2025 بمشاركة 56 فنانا من 22 بلدا    أخطاء يومية في تنظيف الأسنان قد تدمر أسنانك...رد بالك منها    الرابطة المحترفة الأولى: تعديل في برنامج مباريات الجولة الثامنة..#خبر_عاجل    تحديد سعر كلغ لحم "العلوش"..#خبر_عاجل    نشرة متابعة: سحب رعدية مع أمطار مؤقتا غزيرة    القيروان: تلميذة تلقي بنفسها من الطابق الأول إثر حجز هاتفها    صادم : جريمة بشعة في حي التضامن – ابن يضرب أمه ''بياجورة '' ثم يطعنها بسكين    باجة: ضخ كميات من المواد الاساسية المدعمة بالأسواق    أطعمة لا ينبغي تناولها أثناء المرض    هل أغلق الإسلام باب الاجتهاد؟    خطبة الجمعة...الظلم ظلمات    عاجل: سامي الفهري يُعلن عن مسلسل رمضان    تيك توك يكشف سر قاعدة الأصدقاء السبعة: كيف تبني صداقات متوازنة؟    يا توانسة.. هلّ هلال ربيع الثاني 1447، شوفوا معانا دعاء الخير والبركة الى تدعيوا بيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"جرانتي العزيزة": عرض الوداع والوصية الفنية لفاضل الجزيري من ركح مهرجان الحمامات الدولي
نشر في باب نات يوم 11 - 08 - 2025

قدّم مهرجان الحمامات الدولي في دورته ال59 في سهرة الأحد 10 أوت 2025 عرض المسرحية الأخيرة للفنان الكبير الفاضل الجزيري التي تحمل عنوان "جرانتي العزيزة"، فكانت كعمل يختار صاحبه اللحظة والمكان لوداعه الأخير. إذ مثلت تلك المسرحية شهادة فنية مكثفة تروي قصة تونس من الاستقلال إلى ما بعد الثورة سلط خلالها الجزيري دائرة الضوء على علاقة الفن بالسياسة من قلب تجربة فنان تجذّر في ذاكرة المسرح والسينما والموسيقى التونسية والعربية.
وبدا العرض رسالة وداع ووصية محملة بالوفاء للجمهور وللوطن، وكأنه كان يعلم أن هذه الليلة ستكون محطته الأخيرة على الركح. ففي فجر اليوم الاثنين 11 أوت، رحل الفاضل الجزيري بعد صراع طويل مع المرض لكنه ترك إرثا خالدا من الإبداع الذي سيبقى منارة للمسرح والثقافة في تونس.
مسرحية "جرانتي العزيزة": رحلة عبر نصف قرن من الفن والسياسة
من خلال شخصية "ماهر" أو "بتهوفن"، يستعرض الجزيري مسيرته الفنية التي امتدت لنحو خمسين عاما في فرقة الإذاعة الوطنية، كاشفا كيف كان الفنان شاهدا وشريكا في صناعة المشهد السياسي والاجتماعي في تونس. وانطلق العرض بمشهد عزف بيانو من أداء إلياس بلاقي، ومن خلال شخصية ماهر تتشابك السيرة الذاتية مع التأمل السياسي والفني في سرد معقد يحمل أبعادا ومقاصد متعددة.
وتميز العمل الفني بتوليفته الغنية التي جمعت بين التمثيل والموسيقى والغناء والرقص، حيث شارك في الأداء على المسرح كل من إشراق مطر وسليم الذيب مع كوريغرافيا لغيث نفاتي. كما تألق على الركح موسيقيون بارعون مثل لطفي الصافي على التشيللو وإلياس بلاقي على البيانو ومهدي ذاكر على الكمنجة مما خلق تجربة مسرحية متعددة الأبعاد تنسج حياة تونس السياسية والثقافية عبر عقود.
وعلى مدى ساعتين، استحضر العرض أسماء ومواقف سياسية بارزة من الحبيب بورقيبة إلى الثورة التونسية وما بعد 14 جانفي 2011، مرورا بشخصيات مثل اليوسفيين والهادي نويرة وأحمد بن صالح والشاذلي القليبي، إضافة إلى تكريم كبار الموسيقيين والمسرحيين الذين شكلوا هوية الفن التونسي.
وجسدت المسرحية من خلال علاقة "ماهر" بزوجته التي كانت رفيقة دربه الفنية والإنسانية قصة ثنائية الحب والخيانة، إذ اختارت الزوجة الانفصال والرحيل إلى السعودية بينما بقي "ماهر" متمسكا ب"الجرانة" والكمنجة رمزا للحفاظ على جذور الفن والهوية وسط تقلبات الحياة السياسية والاجتماعية. وحملت هذه الرؤية الإخراجية بعدا سياسيا معبرا عن التحولات والانكسارات التي مرت بها تونس بعد الثورة.
ويطرح العرض أسئلة جوهرية حول دور الفن في السياسة ومدى تأثير المؤسسات الرسمية على الإبداع، حيث يعبر "ماهر" عن أسفه لفقدان فرقة الإذاعة الوطنية لروحها وتحولها إلى فرقة تجارية تفتقد للابتكار.
مسيرة فنية حافلة بالإبداع
وُلد الفاضل الجزيري سنة 1948، وانطلق في عالم المسرح في أواخر الستينيات ضمن نادي الشبيبة المدرسية بالمعهد الصادقي قبل أن يواصل دراسته في لندن وباريس. عاد إلى تونس ليؤسس عام 1971 مهرجان المدينة وفرقة مسرح الجنوب في قفصة، مسهما في نشر اللامركزية الثقافية.
قدم الجزيري أعمالا مسرحية خالدة مع فرق "المسرح الجديد" منها "الكريطة" و"العرس" و"الورثة" و"التحقيق" و"غسالة النوادر". وأسّس بعد 1990 "تونس للإنتاج" مواصلا تقديم عروض مسرحية وسينمائية متنوعة نالت جوائز وأثرت المهرجانات الكبرى. كما أحدث نقلة نوعية في العروض الموسيقية عبر "النوبة" و"الحضرة" و"نجوم" و"كاليغولا". وترك بصمة مميزة في السينما من خلال أفلام مثل "العرس" و"غسالة النوادر" و"عرب" و"ثلاثون" و"خسوف".
وفي 2022، حقق حلمه بتأسيس مركز الفنون بجزيرة جربة، جسّد فيه فكرته في تعزيز اللامركزية الثقافية وتثمين التعبيرات الفنية الجهوية، ليترك بذلك منارات جديدة للإبداع التونسي.
وبهذا العمل الفني الأخير على مسرح الحمامات، ودّع الجمهور الفاضل الجزيري، الذي ترك خلفه إرثا فنيا راسخا، وصوتا سيبقى حاضرا في ذاكرة المسرح والثقافة التونسية، وكأنه يقول "الفن هو الجرانة التي لا تغادرنا أبدا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.