مجزرة صابرا وشاتيلا...جريمة حرب لا تسقط بالتقادم خالد معالي سبعة وعشرون عاما مضت على مجزرة صبرا وشاتيلا. الشعب الفلسطيني يحفل تاريخه بالنكبات والنكسات والمجازر من قبل احتلال تم تجميع أفراده وعناصره من أصقاع المعمورة، وجلهم من اليهود ذوي السوابق التي ضاقت بهم دولهم الغربية، ومن ثم أرسلوا إلى فلسطين ليسوموا أهلها سوء العذاب والمجازر. مجزرة صبرا وشاتيلا متواصلة، ولم تتوقف، وبأشكال عديدة، حيث تبع مجزرة صبرا وشاتيلا مجزرة الحرم الإبراهيمي، ومجزرة عائلة هدى غالية، ومجزرة غزة أواخر العام الماضي وبداية العام الحالي وغيرها الكثير، وكلها حصلت على يد احتلال يظن انه بجبروته واختلال موازين القوى لصالحه يستطيع أن يفلت من قبضة العدالة الآلهية والسنن الكونية التي ترفض الظلم والعدوان. من شارون بطل المجازر وقتل الأطفال والنساء إلى نتياهو الذي يصول ويجول ويتحدى العالم بعدم وقفه أو تجميده للاستيطان. كل زعماء دولة الاحتلال سابقا ولاحقا لم يتعلموا من التاريخ وما حصل مع الذين احتلوا أرضا ليست لهم. كل الاحتلالات في التاريخ كان مصيرها مزابل التاريخ وهو ما ينتظر نتياهو ولو بعد حين. ما يقوم به جيش الاحتلال من مجازر يومية بحق الشجر والحجر والبشر في الضفة الغربية وقطاع غزة هو استمرار لمجزرة صبرا وشاتيلا. كل يوم في الضفة يوجد اقتحامات واعتقالات وجرح وأحيانا قتل، وجنود الاحتلال يتعمدون إذلال المواطنين والمس بكرامتهم على الحواجز كل يوم وساعة بساعة، ويقوم الجيش بمصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح الجدار أو لصالح بناء المستوطنات أو بحجة منطقة عسكرية محظورة. المجازر أيضا مستمرة على يد المستوطنين، حيث كل يوم تسجل حادثة اعتداء أو مصادرة للأراضي أو عربدة وبلطجة بحق المواطنين العزل على شوارع الضفة خاصة تلك التي يسلكها المستوطنون. شجرة الزيتون الراسخة والضاربة جذورها في الأرض منذ آلاف السنين ملاحقة ومطلوبة بالقلع والتجريف من قبل مستوطن أتى من أقاصي الأرض مستكثرا على فلسطين صمودها وجمالها بهذه الشجرة. الصمت الدولي المخجل والمدان هو من يشجع الاحتلال على ممارساته ويوفر المناخات المناسبة ليواصل الإجرام والاستهداف لكل ما يمت للإنسان الفلسطيني والذي فرض عليه الاحتلال بإرادة غربية ظالمة تظن أنها ناجية من خطيئتها التي لا تغتفر، والتي تسببت بأكثر القلاقل في العالم وعدم استقراره. في الذكرى السابعة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا نقول إن مرتكبي المجزرة معروفين للقاصي والداني، وحماية أمريكا لهم أو تهربهم من العدالة وعدم تقديمهم لمحكمة جرائم الحرب هو مؤقت بفعل ظروف دولية تعمل لصالحهم، وهذا لا يعني أنهم في مأمن من العقاب طوال الوقت. على جميع المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية تحريك الدعاوى ضد مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا وتقديهم للعدالة، لان جريمتهم لا تسقط بالتقادم، فهي جريمة حرب بامتياز ويجب تقديمهم لمحكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي. فهل هم فاعلون؟.