يبدو أن الخلافات تكاد تطغى على حزب "نداء تونس" الذي ما أن تنتظر قواعده تطويق الخلافات بين قياداته وتهدئة النفوس وتنقية الأجواء داخله بما يتماشى مع رهاناته المستقبلية حتى تتأجج الصراعات من جديد بشكل بات يطرح أكثر من نقطة استفهام. الخلاف هذه المرة طفا على السطح من جديد بعد قرار إجبارية تقديم اعتذار كتابي من المغضوب عليهم كشرط أساسي لمشاركتهم في انتخابات المكتب السياسي وهو ما اعتبروه قرارا هامشيا يعكس أسلوبا اقصائيا وتعاطيا أعرج مع مثل هذه الملفات في حزب كان من المفترض أن يكون أنموذجا في معالجة مشاكله الداخلية. وعلمت "الصباح الأسبوعي" أن الهيئة التأسيسية للحزب اشترطت على الخماسي خميس قسيلة ،عبد العزيز القطي،عبد الستار المسعودي،توفيق بوعشبة والهاشمي الحذيري تقديم اعتذارات كتابية ليحرم كل من يرفض الاعتذار من المشاركة في انتخابات المكتب السياسي. وأمام عدم التوصل إلى صيغة تفاهم تطوى من خلالها صفحة هذا الخلاف شدد هذا الخماسي على رفضه لهذا الإجراء باعتبار انه غير قانوني وهدد بالالتجاء إلى القضاء الاستعجالي لإبطال قرار الهيئة التأسيسية. انتقادات وتصعيد وقال عبد الستار المسعودي ل"الصباح الأسبوعي" انه سيضطر صحبة زملائه إلى التوجه للقضاء لإيقاف أشغال الاجتماع الانتخابي للحزب باعتبار انه لا وجود لقانون داخل أي حزب في العالم ينص على ان "من لا يعتذر لا يمكنه تحمل المسؤولية" وهو أمر غير مقبول ولا معقول على حد تعبيره. وأضاف المسعودي "كان على الهيئة التأسيسية استدعاءنا للاستماع الينا قبل اتخاذ قرار من أي نوع ثم انه لم يصدر منا ما يمكن ان نعتذر بشأنه.قلنا لهم يجب ان تعتذروا انتم للشعب التونسي الذي انتخبكم بما انكم لم تكونوا أوفياء لتعهداتكم تجاهه". وحول مدى استعداد هذا الخماسي للحوار مع الهيئة التأسيسية لتطويق الخلاف بعيدا عن أروقة المحاكم قال المسعودي «يدنا ممدودة للحوار لكن لا احد اتصل بنا أو حاول استفسارنا والاستماع إلى وجهات نظرنا في المسألة لأني لم أخطئ حين انتقدت بعض المتكالبين على الكراسي". ومن جانبه انتقد القيادي في حزب نداء تونس الهاشمي الحضيري اشتراط الهيئة التأسيسية للحركة تقديم عدد من القيادات اعتذارا عما وصفته بالإساءة للحزب وقياداته للترشح لانتخابات المكتب السياسي. واعتبر أنّ هذا الطلب فيه تجميد لهذه القيادات، معتبرا أن القرار غير قانوني وأنه لم يعد للهيئة التأسيسية أيّ دور بعد اتخاذ قرار بتشكيل المكتب السياسي. نفي وتكذيب وكان عضو المكتب السياسي لحزب نداء تونس،بوجمعة الرميلي قد نفى الأخبار الرائجة حول تجميد عضوية 4 أعضاء من الحزب. وأكد الرميلي أن الخبر عار من الصحة،قائلا "كل ما في الأمر أن الهيئة التأسيسية للحزب اعتبرت أن كل من يسيء للحزب وقياداته ما عليه إلا تقديم الاعتذار ويعتبر هذا شرطا للمشاركة في انتخابات المكتب السياسي للحزب أو للترشّح له". وللإشارة فان المكتب السياسي الذي ستجرى انتخاباته يوم 20 فيفري سيتكفل بمهمة تسيير الحزب حتى موعد المؤتمر التأسيسي الذي ستنتخب خلاله قيادات مختلف الهياكل.