هل جاءكم حديث ( لي دروم ) في سماء باريس هذه الأيام...؟ السّاعة كلّ النّاس يتحدّثون عن هذا، وفي الإعلام... هي طائرات حوّامة صغيرة، أحيانا في حجم "الدلّاعة" الكبيرة، وأحيانا أخرى في حجم الخروف، وأكبر من ذلك وأقلّ، يطيّرها ويتحكّم فيها قائدها من الأرض، مختفي داخل سيارة أو شقّة أو حتّى فوق سطح عمارة.. وينبغي أن يكون هذا القائد ماهر لكي يسيّرها بدقّة، فتهتك ستر مقرّات رسمية وبنايات حكومية، حتّى قصر "الإيليزي" لم يسلم من جرءتها حيث أصابت بطن (فرانسوا هولاند) بالإسهال، بل و قيل في إعلامهم الأخرق أنّها طارت فوق مصانع أسلحة وثكنات، وحامت فوق مفاعلات نووية.. والغريب العجيب، أنّ "العكري" بترسانتها الألكترونية وراداراتها المنصوبة، وبأقمارها الصّناعية السّابحة في السّماء، وبإداراتها المخابراتية المنتشرة على الأرض، و بأفواج أمنها وعسكرها ، لم تسقط واجدة منها، بل لم تحدّد هويّتها ولم تعط إلى حدّ الآن لمواطنيها والرّأي العام الدّاخلي أو الخارجي، توضيحا واضحا موضّحا وإجابة شافية عمّن يقف وراء تطيير هذه الطيّارات العجيبة..! النّاس في حيرة، والتّحاليل من هنا وهناك هلامية، والخبراء بهائم رتّع، والتّقارير غامضة وفارغة من الأجوبة، والإعلام المنافق كالعادة يطبّل و يطبّل ويطبّل، حتى أصمّ آذاننا بلا حقيقة أو حتّى جزء بسيط من الحقيقة.. ممّا يجعلنا في هذه السّطور من التّدوينة نتساءل في حيرة، من يقف وراء هذه الجرأة والإختراق الغير مسبوق..؟ أم تراها لعبة قذرة من لعب عمّتي العكري..؟؟؟ أنا كمواطن فرنسي، وإن كنت من أصول عربية، وأيضا كمدوّن أكتب لجمهور عربي أصبحَتْ تطاله الأحداث الّتي تدور هنا في فرنسا، أتساءل لدى فرنسا المتحزّمة هذه الأيام لما تسميه بالإرهاب، يا ترى، بما أنّ الفاعل مجهول، أو ليس من الإنس الأحياء أصلا، أفلا يكون الفاعل هما الأخوان "كواتشي" إذنْ، اللّذان قاما بدور البطولة في "شارلي هيبدو" وقُتِلا في ظروف غامضة، وأصبحت حكايتهما أسطورة تجاوزت الدّماغ المخابراتية الفرنسية، فهما الآن من يقودان حملة الطّائرات الحوامة بدون طيّار "بالرّيموت كونترول" من قبريْهما؟ أم هل هو "آمادي كوليبالي" بطل المغازة اليهودية، الّذي أصبحوا يخوّفون به أطفالهم، قد ترك قبل أن يُقتل نظاما إلكترونيا يطيّر هذه الأجسام الطّائرة لتقض مضجع الفرنسيس..؟ هل تتهيّأ فرنسا عمّا قريب لحملة أشرس على (الإسلام الإرهابي) فتثلج صدور قوم يهود..؟ هل ستضرب الطّائرات الحوّامات فوق بعض المؤسّسات ثمّ تنطلق الحملة..؟ هل تصريحات "إيمانويل فالس" رئيس الحكومة بُعيْد أحداث "كوبنهاجن" وإطلاقه عبارة "الإسلام الفاشي" إشارة حرب، تُسابِق تصريحات "ساركوزي" الحاكم الخفي لجزء من فرنسا بأنّ الحجاب ليس له مكان في فرنسا...؟؟ الأحداث المرتبطة ب«معاداة الإسلام» ارتفعت بنسبة 70 في المائة شهر يناير 2015 مقارنة مع العام 2014 الماضي، و شهدت فرنسا نحو 764 واقعة معادية للإسلام.. فهل هذا يتناسق مع ذاك..؟؟ هل تدخل الحوّامات الصّغيرة في حملة تعمية للشّعب الفرنسي عن المشاكل الإقتصادية و تفشّي البطالة وانحدار السّياسة الفرنسية..؟، أم ربّما تقوم بتظليل وتمويه عن تحرّكات البارجة النووية "شارل ديجول" في مياه الخليج وهي تتشمّم بأنفها كالخنزير رائحة البترول بعد أن قطعته عنها داعش أمريكا من العراق والشّام...؟؟؟ على كلّ، لنواصل الفرجة الممتعة على الحوّامات في سماء باريس ريثما ترتّب العكري أحوالها في أماكن أخرى مختلفة في الدّاخل والخارج... وإلى تدوينة أخرى.......