إسرائيل لم تعد تحلم بما يسمّى إسرائيل الكبرى من النّهر إلى البحر.. قلت هذا في مقالة سابقة.. وأعيده الآن في هذه التّدوينة.. وهذا أتذكّر ويتذكّره من له ذاكرة، حين قاله صراحة "إيهود أولمرت" وهو يغادر رئاسة الحكومة سنة 2008 حيث قال أمام لجنتي الدّفاع والخارجية في الكنيست الإسرائيلي: "إن هذا الحلم أصبح وهماً وعبثاً"...!! ما لم يقلْه قبله لا بن جوريون ولا أشكول ولا جولدا مائير ولا رابين و لا شارون. ودعا وقتها أولمرت للإصرار على تحقيق إسرائيل على ماهي عليه من أرض فلسطين وتأكيد يهودية الدّولة... المهمّ، وقد قلت في مقالي السّابق وأكرّر: ماذا تفعل إسرائيل بالأراضي والمساحات والصّحاري الآن..؟ فاحتلالها لأراضي فلسطين لا يزال يكلّفها الدّماء والأرواح وانعدام الأمن، ونقمة عدد من الأمم والشّعوب الأخرى، ولا طاقة لها أصلا باحتلال أراض أخرى في الشّرق الأوسط تشهد فيها مقاومات بطولية تثخنها وتفنيها، ولم تعد تحلم بالنّيل كما كانت من قبل، وقد قرأنا في عديد من الأخبار القديمة أنّ بني إسرائيل لمّا أيقنوا بمغادرة مصر في الزّمن الغابر حفروا على قبور بعض أنبياءهم ومنهم يوسف عليه السّلام وحملوا رفاتهم ولم يتركوهم يهدءون في نومهم ومثواهم، حقدا على الأرض الّتي غادروها ومن فيها.. وتوعّدوا إن عادوا إليها لن يعودوا إلاّ لتخريبها وحرق أخضرها ويابسها.. وإسرائيل هربت من غزّة شرّ هربة وهربت من لبنان، وما الجولان إلاّ مركز مراقبة استراتيجي دفاعي بحت ليس إلاّ.. وحتّى بالنّسبة لمزيد هجرة اليهود مستقبلا فلن يشكّل أي حرج، فيمكن أن تبني (هونج كونج) شاهقة في أرض فلسطين وتسكن فيها شطر الأرض لو أعلنوا يهوديتهم وهجرتهم إليها..! لذلك فهي تسرع ببناء المستوطنات على تلك الأرض لتفرض فيها واقعا يهوديا وستكتفي بأكثر ما يمكن من مساحة فلسطين ثمّ تمزّق كلّ الخرائط الوهمية، لتهتمّ بأشياء واقعية عوض الأحلام والأوهام... بل إنّ إسرئيل ستعطي في الأيّام القادمة دولة للفلسطينيين في الضفّة لتحرمهم من الإنتفاضات المتتالية يطلقون شرارتها متى يشتهون، وتسحب من تحت أقدامهم كلّ بساط مقاومة و تفرض عليهم قيود أمن إسرائيل أمام العالم.. "هنرى سيجمان" رئيس مشروع الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط والمدير الوطنى السابق للمؤتمر اليهودى الأمريكى، سمعته يقول في مقال كتبه منذ سنة ونحن غاطسون في ما يسمّى الرّبيع العربي: " الفلسطينيون قضوا على نضالهم بسعيهم لإقامة دولة في الضفة" الآن الإستراتيجيا الجديدة هي إخضاع العالم سياسيا واقتصاديا وتجاريا لإسرائيل ال(هونج كونج) الجديدة، الصغيرة في المساحة الكبيرة في الوزن، وفي صورة ما إذا رحل كثير من اليهود إليها، وكثر البناء وقلّت المساحات المزروعة بسبب كثرة البناء، فسيأتيها الطّعام من كلّ مكان بأبخس الأثمان، وستصبح مركزا تجاريا عظيما، وسيتواصل تدفّق غاز مصر إليها بأبخس الأثمان وتأتيها المياه من كلّ مكان ويأتيها البترول من تحت أقدام العرب، وإن تطلّب الأمر أن يذهب في ناقلات إلى أمريكا ثمّ يعود إليها من هناك في أخرى كما يحدث لنفط العراق الآن... وسيتواصل تفتيت الدّول العربية من حولها وتقسيمها وإدخالها في دوّامات من التّقاتل والحروب الأهلية، وتكسب هي الغنائم، حتّى إذا أثخِنت تلك الشّعوب وأدماها القتل، قُسّمت على مزاجها هي، ثمّ وَضَعت عليها عملاء وذيول ولمَ لا حكّام ووزراء يهود لتأتيها الإتاوات... ولا ينبغي أن تبقى حولها جيوش قويّة، بل لا يجب أن تبقى جيوش أصلا، وإذا تحقّق لها ذلك فستترك حتّى هضبة الجولان ولا حاجة لها بها.. وهذا كلّه بصدد التّنفيذ الآن ففرنسا وأمريكا والعالم كلّه يسبّح بحمد اليهود كلّ يوم في إعلامه وصحفه وفي يقضته ونومه، ويردّد ما تقوله إسرائيل، والعرب في دوّامة لا سابقة لها دول تنزف وأخرى جامدة يحكمها رؤساء أموات وآخرين على كراسي متحرّكة.. وإلى تدوينة أخرى.... مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=27487&t= إسرائيل " الهونج كونج" بدل إسرائيل من النّهر إلى البحر&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"