انعقد على الساعة الثامنة والنصف مساء الأربعاء جلسة استثنائية لمجلس نواب الشعب على خلفية العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 21 شخصا منهم 19 سائحا وعون أمني وعاملة نظافة بالمتحف الذي وقعت فيه الحادثة. وبعد أن وضع رئيس المجلس السيد محمد الناصر الدوافع التي دعت لانعقاد الجلسة وأعلن أن بيانا سيصدر في ختام الجلسة حول الحادثة الأليمة التي تعرضت لها البلاد في قلب العاصمة حذو مقر من مقرات السيادة وهو مجلس نواب الشعب. وأثناء تدخلاتهم عبّر كثير من النواب عن تعازيهم للذين قضوا جراء العملية ولئن اشتركوا في النقطة لكنهم اختلفوا في توصيف العملية ودوافعها وأسبابها وكذلك في كيفية مواجهة الإرهابيين فمنهم من رأى أنه لابد من التوحد والتضامن ورصّ الصفوف وتجاوز المشاحنات السياسية وتجنب كيل التهم جزافا للتوظيف السياسي والعمل على مساندة القوات الأمنية والعسكرية بالتمويل والتسليح وفي المقابل هناك من قدّم مقاربة تقضي "بمحسابة الذين تساهلوا مع الإرهابيين" و"ضرورة مراجعة أفكارهم والإعتذار " مما عدّه بعض المتدخلين أنه عودة للمربع الأول من التجاذبات الفكرية والسياسية التي حسمها دستور 27 جانفي 2014 وأنه لا مجال للرجوع للوراء ولابد من تكاتف الجهود لمحاربة "الإرهاب" دون المساس بالحريات وحقوق الإنسان. وختمت الجلسة بقراءة بيان ألقاه رئيس المجلس وكان من أهمّ ما جاء فيه هو إكبار الجهود التي قامت بها قوات الأمن بكل أسلاكها وقوات الجيش الوطني ،كما أشار إلى ضرورة الوقوف صفا واحدا أحزابا ومجتمعا مدنيا ضد الإرهاب وعدم التراجع . وقد لاحظ بعض النواب أن عدم ذكر اسم العاملة بالمتحف يعدّ نقصا فادحا ودعوا إلى الإتصال بإدارة متحف باردو لأنه لايمكن أن يذكر اسم عون القوات الخاصة وتبقى هي نكرة ،فتعهد رئيس المجلس بتجاوز النقص ثم ينشر بعد. وقبل المغادرة أنشد النواب النشيد الوطني أعقبه رفع شعارات تنتصر لتونس.