اعترض شاب وشقيقته الموظفة سبيل أعوان الحرس الوطني في منطقة النصر (ولاية سيدي بوزيد) لمنعهم من القبض على شقيقهما المتورط في قضية سرقة وقد هددا الاعوان بواسطة شاقور ورفش (بالة) لإفشال محاولة القبض على المطلوب، هذا ما جاء في الابحاث التي أحيلت مؤخرا على المحاكمة لكن الشقيقين المتهمين أنكرا أول أمس (أمام المحكمة) هذه الرواية، فمنذ أيام اتجهت دورية تابعة للحرس الوطني بالمكناسي نحو منطقة النصر لمحاولة جلب شاب مشتبه به في قضية سرقة. وبوصول أعوان الحرس الوطني الى منزل المفتش عنه أفصحوا لعائلته عن سبب المجيء الا ان شابا وشقيقته (وهما شقيقا المفتش عنه) تصديا للأعوان بالرغم من ان الاعوان أفادوا ان قدومهم كان بإذن شفاهي مسبق من قبل ممثل النيابة العمومية بسيدي بوزيد. جاء في محضر الأبحاث ان الفتاة خرجت من المنزل واتجهت نحو مدينة المكناسي المجاورة لإعلام أحد أشقائها بالموضوع وحال عودتها تسلحت بشاقور وهددت به الاعوان لتمنعهم من تفتيش المنزل. وقد أفادوا ان شقيقها تسلح بدوره برفش ومنعهم من القيام بأعمالهم. عندئذ تمت الاستعانة بعدد من أعوان الحرس الوطني التابع لفرقة التدخل بسيدي بوزيد. وتمت السيطرة على الوضع وتفتيش المنزل دون ان يتمكن الاعوان من ايقاف الشاب المفتش عنه. وقد تم جلب الفتاة وهي موظفة وشقيقها الى مركز الحرس الوطني وتم استنطاقهما فأنكرا أن يكونا قد هددا الاعوان وأكدا أنهما طلبا منهم الادلاء بما يفيد اذن النيابة العمومية. أما الشاب فقد أفاد ان سوء التفاهم حصل بينه وبين الاعوان عندما ذهب في ظنهم انه هو المفتش عنه ولم يتمكن من اقناعهم بأنه شقيق الشاب محل التفتيش وانه حاول بكل ما أمكن إفادة الأعوان بأنه ليس المطلوب. أما الفتاة فأصرت على الانكار مفيدة بأنها تعيش مع بقية أفراد عائلتها وانها لم تكن هي الحاجز امام أعوان الحرس الوطني للقيام بما أوكل لهم. أما أعوان الحرس الوطني فاستشهدوا بعمدة المنطقة فذكر ان الفتاة حال وصول الاعوان وكان هو برفقتهم هددتهم مباشرة بشاقور في حين هددهم الشاب برفش، وأضاف ان الاعوان وجدوا صعوبة كبرى في الدخول الى المنزل (لم يذكر العمدة ان الفتاة غادرت المنزل في اتجاه المكناسي ثم عادت وهددت). تمت احالة الملف صحبة المحجوز المتمثل في رفش وشاقور على أنظار النيابة العمومية بسيدي بوزيد التي أذنت بإيقاف الشاب وأصدرت في حقه بطاقة ايداع بالسجن وأحالته صحبة شقيقته (بحالة سراح) على أنظار المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد لمقاضاتهما من اجل جملة من التهم منها مساعدة مفتش عنه على الفرار وحمل ومسك سلاح أبيض والتهديد به وهضم جانب موظف أثناء مباشرته لوظيفه. وبالجلسة العلنية ليوم أول أمس(الثلاثاء) أحضر المتهم الشاب وحضرت شقيقته فأنكرا جملة وتفصيلا ما نسب اليهما، أما لسان الدفاع فقد أشار الى ان اجراءات الايقاف وتفتيش محل مسكون باطلة بطلانا مطلقا لخرقها القواعد الاجرائية في مثل هذه الاوضاع. وأوضح ان الاعوان أخطؤوا عندما اقتحموا منزل منوبه، وأضاف ان القانون يستوجب الحصول على اذن كتابي مسبق من النيابة العمومية او إنابة عدلية ان كانت القضية لدى قاضي التحقيق وان هذا كله لم يكن متوفرا ولاحظ المحامي ان المنزل مسكون وتقيم به عائلة لها فتيات وأطفال فكان من الاجدر الاستعانة بإمرأة على تفتيش المنزل. وأشار المحامي الى الاختلاف في الأقوال بين الأعوان والعمدة الشاهد طالبا على ذلك الأساس القضاء بعدم سماع الدعوى لمنوبيه وحال اقتناع المحكمة بالإدانة مراعاة الحالة الاجتماعية للعائلة ولوظيفة الفتاة ونقاوة السوابق العدلية واستبعاد اي حكم سالب للحرية. وبعد المرافعات تم حجز الملف للمفاوضة والتصريح بالحكم.