تتواصل في تونس المبادرات الرامية إلى محو آثار الجريمة الإرهابية البشعة التي جرت أطوارها في فندق سياحي بمدينة سوسة المعروفة بجوهرة الساحل التونسي و الذي راح ضحيتها 38 سائحا معظمهم من البريطانيين، عملية كان لها انعكاس كارثي على الموسم السياحي في تونس الذي يعتبر فصل الصيف ذروته. وتهدف هذه المبادرات المتعددة إلى استعادة ثقة السائح الأجنبي في الوجهة التونسية بعد إلغاء أكثر من مليون حجز على اثر عملية سوسة. وقد نظمت الجامعة التونسية للمطاعم السياحية بساحة القصبة، تظاهرة بعنوان " العشرة الطيبة " تمثلت في مأدبة إفطار جماعية كبيرة شارك فيها ألف شخص من مختلف الأديان و الجنسيات . وأوضحت الجامعة أنّ التظاهرة، التي انتظمت تحت إشراف وزارة السياحة، ترمي إلى الاحتفاء بالقيم النبيلة للتسامح والتضامن الإنساني في شهر كريم هو شهر الرحمة و الغفران. هذه التظاهرة شارك فيها سياح أجانب بالإضافة إلى وزراء وإعلاميون وبرلمانيون، بهدف تحدي الإرهاب، والوقوف صفًا واحدًا أمام هذا السرطان الخبيث الذي اذا ما نخر جسما ، الا و اتى عليه لذلك وجب مقاومته بشدة. الكثير اعتبروا أنّ مائدة الإفطار الدولية هذه و التي انتظمت بنجاح كبير في ساحة القصبة و سط العاصمة تونس ، تعد رسالة واضحة للإرهابيين والتكفيريين و أن تونس ستنتصر في معركتها ضد آفة الإرهاب، وهي ّأيضا رسالة لكل العالم بأن قطاع السياحة في تونس الخضراء لن يسقط بعد اعتداء سوسة الإرهابي و من قبله اعتداء متحف باردو، وأنّ تونس ستحافظ على موقعها في الخارطة السياحية العالمية . وقال المنظمون أنّ هذه التظاهرة التي انتظمت خلال شهر الصيام أرادت تجسيد مبادئ الرحمة والأخوة والتضامن والسلام في الدين الإسلامي الحنيف وفي السياق ذاته قال كبير أحبار اليهود في تونس حاييم بيتان خلال مشاركته في مائدة الإفطار الدولية، إنّ هذه التظاهرة تجسّد قيم التعايش الديني والحضاري والتسامح في تونس وهي رسالة ضد الإرهاب والتعصب والكراهية ، مبينا في ذات الوقت أن الإرهاب جريمة ضد الإنسانية لا تغتفر و ليس له دين ولا عرق ولا وطن، هو إجرام يضرب الشعوب دون تفرقة، ما حصل في مدينة سوسة و متحف باردو لأمر صادم . و هذه دعوة لكل السياح إلى زيارة تونس ودعمها، و لا يجب أن نترك الإرهاب يصل إلى هدفه، زوروا تونس أكثر من أوروبا وأمريكا، حتى يعرف المجرمون أنهم فشلوا في أهدافهم العفنة و الوسخة ، فتونس أرض سلام وتعايش و محبة ... المطران إيلاريو أنتونياتسي، رئيس أساقفة تونس، في الكنيسة الكاثوليكية، قال أنه يمكن أن نعيش مشتركين بالحب، حبنا الذي هو أقوى من التقسيم والكراهية والتطرف .وأضاف يجب أن نكون شجعانًا لقول: نعم للحوار، لا للعنف، لنقول: نعم للسلام وقبول الآخر، ولاللحرب و الاقصاء . ومن المبادرات المسجلة الأخرى، وصول " طائرة الحرية " التي خصصتها جمعية رجال الأعمال بتونس والخارج وعلى متنها أكثر من 250 شخصا من تونسيين وفرنسيين قادمين من باريس في رحلة تحد ، و هو ما يؤكد أنّ يد الإرهاب مغلولة، وأنّ وحدة التونسيين في الداخل والخارج لا تقهر أبدا
وسيقود رحلة طائرة الحرية التي سيتوجه ركابها إلى مدينة سوسة بعد أسبوع من المجزرة التي كانت لها مسرحا، الوجه السياحي التونسي اليهودي روني الطرابلسي نائب رئيس الجمعية المكلف بالعلاقات الخارجية 0وسيقيم الوفد بفندق بمنتجع القنطاوي ليلة وسيتم تناول الإفطار هناك في حركة تهدف إلى تحدي الإرهاب وتنشيط القطاع السياحي في المنطقة وفي البلاد عامة . و قد أشرفت وزارة السياحة والصناعات التقليدية التونسية على مائدة الإفطار الدولية يوم الثاني من يوليو 2015 بساحة القصبة و سط تونس العاصمة ، و التي حضرها حوالي 1000 شخص من مختلف الأديان والجنسيات وتهدف هذه البادرة، وفق بلاغ أصدرته الجامعة التونسية للمطاعم السياحية إلى الاحتفاء بالقيم النبيلة للتسامح والتضامن الكوني مع توجيه رسائل ترويجية للسياحة التونسية خلال شهر الصيام الذي يجسد مبادئ الرحمة والأخوة واالتضامن و السلام . كما تسعى الجامعة التونسية للمطاعم إلى إطلاق رسالة قوية للتونسيين وإلى المجموعة الدولية مفادها : أن تونس بلد القيم الكونية، من تسامح وانفتاح على الآخر وتعمل على تقريب الأفراد و الجماعات و الديانات و الثقافات وسيتقاسم الإفطار أكثر من 500 سائح يقيمون بمناطق مختلفة من تونس مع تنظيم برنامج تنشيطي وثقافي بمشاركة عدد من نجوم الثقافة و الفن . رضا سالم الصامت كاتب صحفي مستشار اعلامي مراسل صحيفة آسيا برس في تونس