الخرفان متوفرة جدا والشاري ليس متوفرا... لا يوجد في الأسواق سوى البائعين من فلاحين أو " قشارة " ، و الشاري صاحب العائلة ما يزال مترددا و لا يريد المغامرة و السبب في ذلك صغر حجم الخرفان المعروضة وغياب الجودة ، قد يكون السبب هو الجفاف وانعدام المراعي مقابل ارتفاع أسعار العلف. هذا العام 2015 مقارنة بالسنة الفارطة لا يعتبر العلوش غاليا... فالمشكلة تكمن في العلف ونقص الماء و ما يقلق الفلاح ويكبده نفقات كبيرة هو غلاء العلف. الطرف الذي يشتري حاليا هو الجزار. وان سعر « الأضحية » حددته الدولة . هناك عامل الجفاف أيضا ما جعل ولادات الخرفان تتأخر، وبالتالي تأخرت في النمو ما يجعلها «غير جاهزة» خلال عيد الإضحى بسبب صغر سنها وحجمها . أما صنف "الأكباش " يرتفع سعره بسبب كثرة نفقات الفلاح من العلف طوال العام. من جهة و تعتبر حراسة القطيع بالليل والنهار أهم ما يشغل الفلاح أمام ما يتردد عن تعرض قطعان الأغنام إلى السرقة ، وهو ما يجعل الفلاح حذرا يقظا .... يصل سعر الكبش الواحد إلى حدود سبعمائة دينار و حتى أكثر بدأت الأسواق تشهد حركة نشيطة وإقبالا متزايدا على شراء الخرفان والأضاحي وخصوصا العلوش ... و رغم أنه يفصلنا عن عيد الإضحى أيام إلا أنه هناك إصرار من مختلف الأطراف على تأمين عيدهم وعدم الإنتظار الى آخر وقت عكس السنوات الفارطة وذلك بسبب ما يروّج عن إمكانية حصول نقص في العرض نتيجة التراجع العام في إنتاج اللحوم بجميع أنواعها من جهة وعدم وجود العلوش الاسباني . ولمزيد معرفة أحوال سوق الخرفان المعدة للإستهلاك خلال عيد الإضحى اتصلنا بمختلف الجهات المعنية في القطاع من تجار ومربّين ومستهلكين وقمنا بجولة في بعض الأسواق بمدينة صفاقس حيث لاحظنا وجود خرفان هزيلة و أن الأسعار التي تباع بها هذه الخرفان في هذه الأسواق تعد اسعارا في المتناول لأنها لم تتجاوزأربعمائة وخمسين دينارا وهي مرشحة للإرتفاع خلال الأيام القليلة القادمة بحكم التنقل والنفقات الإضافية التي تتزايد يوما بعد يوم وعدم وجود الأضاحي من الأحجام الصغيرة والخفيفة كما أن إمكانية الإختيار ستكون محدودة نظرا لتقارب أحجام وأسعار المعروضات. وأخيرا بالنسبة إلى عملية الإختيار فهي عسيرة و عسيرة جدا و أن الأسعار هذه الأيام مازالت في المتناول حيث يمكن شراء خروفه ب 400 دينارا فقط وهو يعدّ من أجود الخرفان وأحسنها لذلك فان المستهلكين يمكنه اقتناء واشتراء أضحيته قبل فوات الفرصة وقبل حدوث الإكتظاظ الشديد في الأسواق البلدية والأماكن المخصصة للحيوانات . و على المشتري أن يتفطن بصفته مستهلك لعمليات الغش وعدم التعامل مع التجار الدخلاء الذين شوّهوا القطاع باعتمادهم عديد الطرق الغير شرعية التي تضخم الخرفان من جرّاء استهلاك مفرط في الماء كاستعمال كميات إضافية من الملح في المواد العلفية والاستعمال المفرط لأدوية أخرى معدة للتسمين وما شابه ذلك فتزيد في كميات الشحوم للحيوان المعدّ للذبح ، بحيث عند رفعه أو وزنه يكون مكلفا بعض الشيء و لكن بعد سويعات يعود هذا الخروف الى ما كان عليه هزيلا عليلا . رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مراسل آسيا برس في تونس