قالت صحيفة سلات الفرنسية خطابات بعض المرشحين الجمهوريين على رأسهم دونالد ترامب وبن كارسون تؤجج المشاعر المعادية ضد المسلمين، محذرة من أن يؤدي ذلك إلى تصاعد الإرهاب. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى مهاجمة المرشحين المذكورين اللاجئين السوريين، مما يمثل عائقاً أمام إدماجهم في المجتمع الأمريكي، محذرة من أن يتوجه بعض اللاجئين نحو الإرهاب بسبب طريقة تعامل الولاياتالمتحدة معهم. وأكدت الصحيفة ان تصريحات بن كارسون حول اللاجئين قد أفقدته سبع نقاط في استطلاعات الرأي الأخيرة. وقالت إنه منذ اعتداءات الثالث عشر من نوفمبر الماضي في باريس، لم يتوقف المرشحون الجمهوريون عن معارضة استقبال اللاجئين السوريين في الولاياتالمتحدة، حيث يؤكدون على أن معيار اختيارهم يفتقد إلى الأمن. ويدعون إلى مساعدة اللاجئين المسيحيين الذين لا يمثلون خطورة، أو السعي إلى مساعدة اللاجئين على الإقامة في مناطق آمنة في سوريا أو تمويل عمليات تحسين معسكرات اللاجئين في جوار سوريا من جانب أخر.
وأضافت الصحيفة إنه خلال هذا الأسبوع وجد المرشح الجمهوري بن كارسون سبباً أخر لعدم استقبال الاجئين في الولاياتالمتحدة وهو أن الأمريكيين سيظهرون عداوة تجاهم وإن هذا التعصب من وجهة نظره سوف يساهم في تطرف بعض السوريين. و أكد خلال لقائه مع إحدى القنوات الإذاعية أن توطين هؤلاء اللاجئين في بيئة يوجد بها العديد من الأشخاص الذين سيبدون الأستياء تجاهم سيؤدي إلي المزيد من الحوادث التي سوف تزيد بصورة كبيرة خطورة التطرف. إلى ذلك وتحت عنوان "الغرب غافل عن ليبيا وتونس تواجه إرهاباً حقيقياً"، نقلت صحيفة اتلانتيكو عن الان روديه الباحث السياسي الفرتسي قوله إن الجمهوريين في الولاياتالمتحدة يؤيدون فكرة التدخل البري المحدود في سوريا، الأمر الذي يرفضه الديمقراطيون. ولفت إلى أن المشاريع الحالية تتركز فقط على تعزيز كفاءة القوات الخاصة التي قد تقوم خلال الأيام القادمة بعمليات قتالية مباشرة على الارض. وقامت هذه القوات من قبل على الأقل بعملية سرية داخل سوريا وعملية اخرى في العراق، لكن تدخلها بصورة مباشرة بات الآن أمراً حتمياً بهدف خلق مناخ من عدم الأمن بين صفوف تنظيم داعش. وبرأيه، فإن المشكلة تكمن في أن مسئولي التنظيم يريدون ذلك، إذ إنهم وجهوا نداءات عدة مرات إلى الغرب من أجل مواجهته على الأرض، لأن كوادر هذا التنظيم يأملون في استغلال خسائر قوات الغرب لصالحهم وإعدام أسراه بصورة علانية دون أي شفقة كي يظهر التنظيم أمام العالم الإسلامي بأنه لا يرهب الولاياتالمتحدة أو الغرب. وبسؤاله حول سبب انشغال الغرب عن ليبيا وهل لديه القدرة على القتال على مسرحين للعمليات العسكرية، رأى روديه أن الولاياتالمتحدة بالفعل قادرة على التعامل مع عدة ملفات في وقت واحد، فتدخلها في كل من العراق و سوريا لم يمنعها من القيام بشن غارة جوية على الأراضى الليبية مستهدفة أحد كبار العسكريين في تنظيم داعش هناك و يدعى أبو نبيل، ولكن الوضع مختلف بالنسبة للأوروبيين، إذ أنهم يركزون فقط فيما يتعلق بالملف الليبي على تشديد المراقبة على عمليات الهجرة غير الشرعية القادمة عبر البحر من ليبيا، كما إنهم لا يملكون القدرة على القيام بعمليات عسكرية على عدة جبهات. أما بالنسبة للدول الجارة لليبيا، فهي تفكر فقط في كيفية تأمين حدودها وحمايتها من الداخل ضد الإرهاب. وأكد الباحث الفرنسي على أن تونس باتت هدفاً سهلاً لجميع الإرهابيين سواء من تنظيم القاعدة أو داعش، مشيرا إلى أن خطراً حقيقياً أصبح يهدد استقرار هذه الدولة. ولذلك ينبغي مساعدة قوات الامن التونسية بإرسالها مجموعات استشارية متخصصة في محاربة الإرهاب، ودعمها اقتصادياً حيث أن اقتصادها يواجه أزمات حادة بعد انهيار قطاع السياحة لديها. تابع "تونس لا ينبغي أن تسقط بين أيدي الإرهابيين".