بن عروس: انتفاع 57 شخصا ببرنامج التمكين الاقتصادي للأسر محدودة الدخل    العاصمة: وقفة احتجاجية لعدد من اصحاب "تاكسي موتور"    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    الإعداد لتركيز مكتب المجلس العربي للاختصاصات الصحّية بتونس، محور اجتماع بوزارة الصحة    إعلام هامّ من الوكالة الفنّية للنقل البرّي    صدور قرار يتعلق بتنظيم صيد التن الأحمر    600 سائح يزورون تطاوين في ال24 ساعة الأخيرة    حوادث : 13 قتيلا و354 مصابا في الأربع والعشرين ساعة    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    هلاك كهل في حادث مرور مروع بسوسة..    فاجعة المهدية: الحصيلة النهائية للضحايا..#خبر_عاجل    تسجيل 13 حالة وفاة و 354 إصابة في حوادث مختلفة خلال 24 ساعة    متابعة/ فاجعة البحارة في المهدية: تفاصيل جديدة وهذا ما كشفه أول الواصلين الى مكان الحادثة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يواجه صن داونز .. من أجل تحقيق التأهل إلى المونديال    عاجل/ منخفض جديد وعودة للتقلّبات الجويّة بداية من هذا التاريخ..    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    حريق بشركة لتخزين وتعليب التمور بقبلي..وهذه التفاصيل..    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    جندوبة : اندلاع حريق بمنزل و الحماية المدنية تتدخل    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب هذه المنطقة..    الإعلان عن نتائج بحث علمي حول تيبّس ثمار الدلاع .. التفاصيل    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    "ألفابت" تتجه لتجاوز تريليوني دولار بعد أرباح فاقت التوقعات    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    تواصل نقص الأدوية في الصيدليات التونسية    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي تتراجع بنسبة 3ر17 بالمائة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    سعر "العلّوش" يصل الى 2000 دينار في هذه الولاية!!    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    طقس الخميس: سحب عابرة والحرارة بين 18 و26 درجة    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الأديب التونسي : رضا سالم الصامت
نشر في الحوار نت يوم 22 - 10 - 2016


السيد إبراهيم أحمد
مع انتصاف القرن العشرين جاء إلى الدنيا طفلًا صفاقسيًا من جنوب تونس، كبر قليلًا فالتحق بمدرسة قرآنية في المرحلة الابتدائية ثم أكمل مشواره الدراسي حتى الثانوية آداب ليغادر بلاده متجهًا إلى عاصمة النور باريس، وقد عمل مدرسًا للغة العربية عقب عودته من فرنسا في بدايات مشواره ، و لكن سرعان ما غادر التعليم ليلتحق بالإدارة كإداري محنك إلى أن أحيل على المعاش منذ سنة 2012 .
من اسمه اتخذ شعارًا له في الحياة: "الرِّضا... رايتي، والسَّالم... غايتي، والصَّامت من الصمت... روعتي وحكمتي"
إنه الأديب التونسي رضا سالم الصامت، صامت لا يصدر ضجيجًا، ولكن محصوله الإبداعي وفير، فرش بطول قامته ظلالًا وريفه فوق خريطة الإبداع، فكان نهمًا في امتداده واهتمامه؛ إذ عمل صحفيًا ومراسلًا، وكتب المقالات في شتى مناحي الفكر، وعكف على القصة الأدبية، ثم الرواية والمسرح، وأشبع نهم الأطفال بوفرة من القصص التي تحمل قيمًا ورؤى تأسيسية واجبة، ثم دلف إلى عالم السيناريو وأبدع فيه بعض الأعمال، ثم دخل عالم الترجمة، حيث ترجم العديد من الأعمال لشعراء من تونس ومن بعض البلدان العربية الأخرى و منهم الكاتب و الشاعر السعودي حسن الحارثي ، حيث ترجم له قصيدة شعرية بعنوان " اقترب مني " إلى اللغة الصينية .
لغزارة أعماله وتنوعها، سأكتفي بالإشارة إلى بعضها:
مسرحية "صاحب القميص الأحمر"، ومسرحية للأطفال "الفراشة الصغيرة"، رواية "الصفعة " ورواية "الرجل الشبح"، وقصص كثيرة للأطفال، ومنها: القط لطيف والفأر خفيف، الديك المعاق التي ترجمت إلى اللغة الصينية، كما أن له العديد من الكتب التي تعكس تشعب اهتماماته، وعمق ثقافته، ومنها: "دراسة معمقة عن طبق (الشرمولة) الصفاقسية باعتباره من التراث الغذائي لأهالي مدينة صفاقس"، و كتاب عنوانه : " الطوابع البريدية في متناولك ".
حصل الصامت على الشهادة الأممية للسلام وفاز في المسابقة الدولية لعام السلام 1986، و تم تكريمه في العاصمة الصينية بكين .
نال العديد من شهادات التقدير، إلى جانب فوزه بأفضل مقال صحفي عام 2009، بالإضافة إلى فوز بعض أعماله وقصصه بالجائزة الأولى في أدب الناشئة وجوائز أخرى، وقد مثَّل بلاده في ملتقيات أدبية وثقافية في الخارج.
انضم كاتبنا الصامت إلى نادي القصة، ورابطة اتحاد الكتاب التونسيين للوسط، وأسس ناديًا للصداقة مع إذاعة الصين الدولية ، وساهم في بعث فصل كونفوشيوس لتدريس اللغة الصينية، ويشغل حاليًا منصب المستشار الإعلامي والثقافي لاتحاد الكتاب والمثقفين العرب، ويسعدني أن أدير هذا الحوار معه :

أسئلة الحوار :

1 - على الرغم من غزارة وتنوع إبداعك كاتبنا، لكننا نلاحظ أن يد النقد مغلولة عنها، هل هذا يعكس تردي مكانة النقد في الوقت الحالي بعامة، أم عن إبداعكم بخاصة؟
بداية اسمحوا لي بأن اشكر اهتمامكم بالكتاب و المبدعين العرب و أتمنى إن أوفق في الإجابة على كل أسئلة هذا الحوار.
بالنسبة للسؤال فأنا أعتبره سؤالا قيما وأتفق معكم في أن يد النقد مغلولة و هي فعلا مغلولة لا فقط على أعمالي و قصصي، بل على كل أعمال الكتاب تقريبا. فالنقد هو تقييم لأي عمل إبداعي كان، شريطة أن يكون نقدا بناءا ، يبني و لا يهدم ، أما إذا كان نقدا يعرقل و يصيب أي عمل أدبي ما بتشويه صورته ، فاعتبره نقدا هداما و لكي يحافظ هذا النقد على مكانته السليمة يجب أن يكون بناءا ، لا هداما ، أما في خصوص إبداعاتي الأدبية فقد تعرضت للنقد من طرف كبار النقاد، قد يكون ليس كلها و لكن البعض منها و هذا لا يقلقني ، بل على العكس يفرحني و يفتح لي المجال لتحسين أعمالي الأدبية وتطويرها . و لا يمكن أن أحكم على أن النقد يمر بحالة تردي فهذا شأن النقاد و تخصصهم حسب اعتقادي. و كما يقال " عين النقد واسعه وعين الإعجاب ضيقه"
2 - مقولاتكم منها ما يتسم بالعمق والطرافة ويلتصق بكم، ومنها ما هو مشترك وبديهي ولا يدل على من كتبه، فلما الإصرار عليه؟
صحيح لدي مقولات تتسم بالعمق و الطرافة، و هناك إصرار و قد تكون بديهية لأنها نابعة من صميم الواقع. اعتبرها مقولات مأخوذة من تجارب مرت أمامي مثال على ذلك مقولة : الشجاع من تحكم في أعصابه و مقولة : الحياة كالمرآة يا أمي، إن لم تتزيني لها، فلن تبتسم لك و مقولة : الجهل كالشمعة المنطفئة تجعل الإنسان يعيش أبد الدهر في الظلام .
هذه مقولات نابعة من صميم واقع الحياة ... قد يكون البعض منها ماهو مشترك و بديهي و هذا طبيعي لأننا نعيش نفس التجارب في هذه الحياة التي تأتينا كل يوم بالجديد الجديد,
3- هل يكون حاضرًا في ذهنك عمر الأطفال الذين تقدم له إبداعك، فقد لاحظت بعض الألفاظ الصعبة التي تتسلل إليها، وربما حالت دون فهم مقصودها؟
عندما أمسك قلمي لأكتب قصة للأطفال أتقمص شخصية الطفل إن صح التعبير، و آخذ بعين الاعتبار سنه و أسبح في خياله و ملكته و اشرع في الغوص في عالمه و أحلامه ، فالطفل العربي بحاجة إلى قصص تتحدث عنه و عن مشاكله و عن بلده و عاداته و تقاليده و دينه فهي تثري معرفته و تحثه على التحلي بالأخلاق الحميدة و لذلك دائما ما تجد في قصص الأطفال التي أكتبها موعظة أو حكمة أو نصيحة أو مثل - فالحبكة مطلوبة فهي أحداث القصة و أدب الطفل له قواعده الخاصة به و الدليل أن لي قصص أطفال توجت كأفضل قصة أطفال مثل قصة علاء و الأرنب و قصة الغراب و الصخر ...
في تونس لم يكن لدينا أدب خاص بالطفل ، حيث كان يقتصر على ما يسمى بالخرافة و حكايات الجدة ، و لكن بعد فترة الاستقلال بقليل برز بعض الكتاب المتخصصين في أدب الطفل أمثال : بوراوي عجينة و عبدكم الفقير و حفيظة قارة بيبان وغيرهم .
4- إنتاجكم الغزير في أدب الأطفال متناثر هنا وهناك، فلما لا تجمع تلك القصص في مجلد من الأعمال الكاملة؟
ليس من السهل علي ، جمع كل أعمالي القصصية في مجلد ، رغم أني فكرت في هذا، و لكن لم أجد من يساعدني على تحقيق فكرتي ، فالموارد المادية قليلة و المطابع كلفتها باهظة و الوزارة أو المندوبية الثقافية بمدينتي لا تقدم الدعم المطلوب إلا الجزء الذي لا يفي بالحاجة - فالعين بصيرة و اليد قصيرة كما يقال - لذلك اكتفيت بنشر بعضها على صفحات مجلات ثقافية و صحف ورقية وعلى مواقع الكترونية و بصفتي كاتب صحفي غالبا ما انشر قصصي على أعمدة الصحف و المجلات و على بعض المواقع الإلكترونية التي أتعامل معها مثل رابطة أدباء الشام و شبكة الحوار نت و جريدة الأولى التونسية .
5- في وقت يسود مفهوم حرمة سماع الموسيقى، توجهت بدعوتكم لتربية الأطفال تربية موسيقية، غير أنك توقفت عن تدعيمها فيما بعد، هل لعدم جدواها، أو مخافة الانتقاد؟
لا هذا و لا ذاك تربية الأطفال لا فقط موسيقيا، و إنما تربية شاملة و متكاملة أساسية لصقل موهبة الطفل و رعايته فنيا و تربويا . و الموسيقى كالرسم تهذب ذوق الطفل و تزرع فيه حب الطبيعة و الحياة ثم إن الموسيقى ثقافة و أدب. بالنسبة للانتقاد فلا أخاف من ينقدني أو ينتقدني فان كان نقده أدبيا فأهلا و سهلا و إن كان نقدا "انتقادا" فيه تجريح و خروج عن آداب الحوار و اللياقة فلا أهلا و لا سهلا ... و القافلة تسير و الكلاب تنبح كما يقول المثل و لكل رأيه ، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما يقال. فعندما انشر قصة للأطفال هناك من تعجبه و يتفاعل معها، و هناك من لا تعجبه و هذا من حقه ، بحيث لا يمكن لأي كان أن يبلغ رضاء الناس فمن الصعب و خاصة في الحقل الأدبي إرضاء كل الناس و بالتالي كل الرغبات لا يمكن أن ترضيها و لكل منا قادح و مادح و هذه سنة الحياة في خلقه . فيكفيني فخرا أنني قدمت ما علي ، و أن البعض من أعمالي و بكل تواضع صارت مرجعا موثوقا به يمكن الرجوع إليه عند الحاجة .
6- أسقطت على بعض قصصكم للأطفال الواقع السياسي المٌعاش، وهذا شيء جيد، لكنك لا تترك للعمل أن يتكفل بنفسه إلى النهاية، حتى تقتحمه بجملة وعظية، حتى لو كنت الراوي، لماذا؟
هذا سؤال مهم جدا، هنا يأتي عنصر التشويق اترك للقارئ الكريم أن يبحث و يبحر بخياله الواسع في عالمه كما قال كاتبنا المفكر الموسوعي الدكتور محمد حسن كامل ليكتشف القارئ الصغير النهاية بنفسه و أقتحمه فعلا بجملة وعظية هي التي ستفتح له أبواب الولوج إلى نهاية أحداث القصة و فهمها و العيش بين سطور النص.
5- كونك معلمًا للغة العربية، وكاتبًا للأطفال تلاحظ ولا شك تدني المستوى اللغوي لهم، فلما لم تقدم عملًا أو كتابًا ييسرها لهم أو يشوقهم إليها؟
صحيح هناك تدني على المستوى اللغوي لبعض الشباب و الأطفال و الذين هم بحاجة إلى الرعاية و صقل موهبتهم ، و لكن ليس بمقدوري في الوقت الحالي أن أقدم لهم أي عمل أو كتاب يصحح لهم هذا الوضع المتدني على مستوى اللغة و هذا يعود ربما لأسباب مادية بحتة . لكن يبقى عنصر التشويق في قصصي موجودا ، فأسلوب التشويق بمعناه العام له دور حاسم في قراءة الطفل للقصة فان دور العنوان،هو دور أساسي يليه جاذبيةُ الأسطر الأولى.. إلى أن نصل إلى التشويق الأعمق النابع من داخل النص وتزداد أهمية هذا العنصر أكثر فأكثر في عصرنا الحاضر إذا أخذنا في الحسبان ما دخل إلى عالم الصغار من تأثير أجهزة الإعلام، وأنواع اللعب والتسلية الالكترونية و هو حسب اعتقادي كلها وسائل تجذبهم و قد تصرفهم عن القراءة و مطالعة الكتب القصصية .
6- ألا ترى أن إطلاق وصف رواية على "الرجل الشبح" لا يتفق مع بنائها، والاقتصار على كونها قصة كان من الأفضل، أم ما نشر كان موجزًا لها؟
في الواقع و باختصار شديد " الرجل الشبح " في الأصل هي قصة و أنا معك في هذا الوصف لكن الناشر اعتبرها رواية و كان النص الذي نشر موجزا لها و قد نشرت لي في جريدة الأيام الجزائرية " أقواس أدبية " و في رابطة أدباء الشام بتاريخ 8 أيلول سبتمبر 2012 و كذلك في موقع " دنيا الوطن " و نالت إعجاب معظم القراء.
7- امتد اهتمامك السياسي خارج حدود تونس إلى بعض البلدان العربية وأكثرها سوريا واليمن، لكنك في المقابل لم تهتم ببعض القضايا السياسية المغاربية؟
اهتمامي كان دائما واضحا بالوضع الخارجي و خاصة الوضع العربي الراهن ( سوريا و العراق و اليمن و لا ننسى فلسطين ) ، و لكن لا أتفق مع حضرتك في أني لم أتناول في كتاباتي الوضع المغاربي ، بل على العكس فقد كتبت مرارا و تكرارا العديد من المقالات التي تهتم بالوضع السياسي و الاجتماعي العربي و المغاربي أيضا.
8- على الرغم من نجاح ثورات الربيع العربي في بعض البلدان، إلا أنها جرت معها قمعًا لحرية الصحفي وترهيبه، بوصفكم صحفيًا في دولة رائدة للربيع العربي، هل يعاني الصحفي التونسي نفس المصير؟
طبعا الصحفي دائما مظلوم و لا ننسى أن مهنته هي مهنة المتاعب فكم من صحفي تعرض للضرب و السحل و الاهانة و الاختطاف و حتى القتل لأن ما شهدته بعض البلدان العربية من تغيير بسبب ما يسمى بالربيع العربي لم يقع استثماره كما ينبغي فالكل يطالب و لا شيء يتحقق أو تحقق... لأن هذا الذي يسمونه ربيع استهدف امتنا العربية و الإسلامية ، حسب رأيي الشخصي، فما نشهده الآن في عديد المناطق من مآسي و حروب دامية في فلسطين و العراق و سوريا و اليمن و ليبيا ، تجعل من الصحفي الذي ينقل الخبر من موقع الحدث مستهدفا هو الآخر و الصحفي التونسي كغيره يعاني من نفس الشيء.
و شخصيا كتبت عديد المقالات التي تدعو إلى حماية الصحفيين من هذه الممارسات العنيفة و المؤلمة، مثلما كتبت عن ضرورة تكريس حرية التعبير، خاصة و نحن نعيش "الديمقراطية" في القرن الحادي و العشرين.
9- عبر عدة مقالات حاولت إزالة الوهم والخوف عن صعوبة تعلم اللغة الصينية فهل أفلحت في ذلك؟
* اللغة الصينية لغة جميلة و هي ليست صعبة كما يتصور البعض ، ولكن معظم الشباب الذين يدرسونها يجدونها صعبة في البداية ، ربما أقنعت البعض من دارسي هذه اللغة ، و لكني لم أفلح لحد اللحظة ، و لهذا السبب ساهمت في تأسيس فصل كونفوشيوس بمدينة صفاقس لتدريس هذه اللغة بالوسائل المتطورة و بطرق بيداغوجية تسهل عليهم تعلم المقاطع الصينية. لأن اللغة الصينية لا أبجدية فيها كاللغة العربية أو الفرنسية فهي لغة تحتوي على كلمات أو مقاطع . فالرمز الواحد عبارة عن كلمة مستقلة. ويكتب الرمز من اليسار لليمين، ومن أعلى لأسفل، وما يخالف ذلك يعتبر خطأ. ثم لا ننسى أن اللغة الصينية هي لغة تتميز بأربعة ألحان أساسية نميز بها معاني الكلمات : النبرة الأولى مد و النبرة الثانية مرتفعة و النبرة الثالثة انحناء و ارتفاع و النبرة الرابعة و الأخيرة هي نبرة منخفضة .
و الحمد لله أفلحنا و لو نسبيا و صار لنا شباب يحذق بطلاقة اللغة الصينية في تونس .
10- لماذا لا تنشر مقالات في الأوساط الصينية تدعو فيها إلى تعلم اللغة العربية بنفس الحماسة؟
كتبت و لله الحمد عديد المقالات و نشرتها لدى الأوساط الصينية ففي صحيفة الشعب اليومية التي تصدر بكل اللغات بما فيها اللغة الصينية الأم و اللغة العربية و الانجليزية و الفرنسية الخ نشرت عدة مقالات تعرف بالثقافة العربية . و لغة الضاد في الصين لا خوف عليها فهي تدرس في كل الجامعات الصينية تقريبا، وخاصة جامعة اللغات الأجنبية بالعاصمة الصينية بكين و البعض من الصينيين لهم رغبة قوية في تعلمها بحماسة و شغف و إذا سنحت لك فرصة لزيارة الصين لا و لن تجد أي صعوبات في مجال اللغة ، حيث يمكنك التحدث بالعربية و يفهمونك . فالصين تعد مليار و نيف نسمة و لا ننسى أن في الصين 10 قوميات مسلمة أبرزهم قومية هوي و فيهم الكثير ممن يحذق و يتكلم اللغة العربية و بطلاقة أيضا .
11- ترجمت العديد من الأعمال التي لم أقع إلا على أقلها، كما تُرجمت بعض أعمالك إلى الصينية والفرنسية، ألم يحن الوقت بعد لتعكف على ترجمتها جميعًا بنفسك؟
نعم بحكم تعاملي اللصيق بالصينيين تم ترجمة البعض من أعمالي القصصية خاصة إلى اللغة الصينية من طرف المترجم و الشاعر الصيني شيه بينغ رو الذي تغنى بجمال و سحر الطبيعة في تونس أيام عمله بوكالة شينخوا الصينية في تونس و هو صديق زارني في بيتي في العديد من المناسبات .
بالنسبة لقصصي ، اذكر على سبيل المثال قصة " الديك المعاق " التي ترجمت إلى اللغة الصينية و لغات أخرى و في البرنامج سوف أحاول ترجمة أعمال أخرى إن شاء الله بالتعاون مع السيد شن باو بينغ و هو أستاذ لغة صينية يعمل حاليا بصفاقس التونسية . ثم ترجمة نص أدبي ليس بالأمر الهين ، فهذا يحتاج الى مجهود كبير و خبرة و دراية بفن الترجمة و قواعدها و أدواتها .
12- بصفتكم رئيسًا لفرع صفاقس لجمعية الصداقة التونسية الصينية، ما هو المردود من هذه الصداقة على الأدبين، والبلدين؟
هي جمعية عريقة و لها فرع في مدينة صفاقس ، تربطنا علاقات صداقة حميمية و تعاون مثمر في شتى المجالات مع الصين و لدينا اتفاقيات تعاون في التبادل الثقافي الذي يشمل كل الأعمال الأدبية و الفكرية و ساهمنا في عديد المرات في التعريف بالثقافة التونسية و العربية من خلال تنظيم معارض وملتقيات فكرية وأدبية و نظمنا أسابيع ثقافية سواء في تونس أو في بكين . يعني هناك تبادل أدبي و تعاون ودي بين مثقفي البلدين . و في 25 سبتمبر 2016 كان لي لقاء مع مديرة المكتب الإعلامي لإذاعة الصين الدولية بالقاهرة الأستاذة تشانغ لي بمدينة صفاقس في إطار تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016
13- لاهتمامكم العميق بالأدب الصيني القديم والحديث، وزيارتكم المتكررة للصين، ما مدى تأثر إبداعكم بهذا الأدب؟ ولماذا لم تترجم بعض الأعمال الصينية الحديثة إلى العربية؟
الأدب الصيني، من أشهر وأعرق الآداب في العالم و بحكم زيارتي للصين في عديد المرات لم تغب عن ذاكرتي كلمات شاعر الصين تيان هان و هو يقول في مطلعها : انهضوا يا من ترفضون ... أن تكونوا عبيدا – من دمنا ، من لحمنا – نبني لنا سورا عظيما جديدا و قرأت لأدباء أمثال لو شيون و ماو دون . ثم إن الصين مشهود بها عبر التاريخ بكونها صانعة للحضارة البشرية التي تستوعب كل الثقافات بما فيها الثقافة العربية وعلى سبيل المثال الكاتب الكبير نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب في سنة 1988 لديه مؤلفات ترجمت له إلى الصينية حتى أصبحت جزءاً لا غنى عنه في الثقافة الصينية . كما ترجمت روايات ومجموعات قصصية ومختارات شعرية أو نثرية، ونال الكتّاب المصريون واللبنانيون حظاً أوفر في النقل إلى اللغة الصينية، حيث يأتي نجيب محفوظ في صدارة هؤلاء الكتّاب، إذ ترجمت له حوالي عشرين عملا بما فيها ثلاثية " بين القصرين و أولاد حارتنا" ويليه إحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي وطه حسين وغيرهم وترجمت المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران ، إضافة إلى ترجمات كثيرة لمختاراته نثرا وشعرا، كما ترجمت أعمال لميخائيل نعيمة و ترجمت أيضا أعمال متفرقة لأبو القاسم الشابي شاعر تونس الخالد. أتمنى أن يأتي يوم و تلقى أعمالي نفس الاهتمام و تترجم إلى اللغة الصينية ، لكن هذا يبقى حلما يراودني قد يتحقق يوما .
14- مع اهتمامكم بالترجمة واتصالها بقضية تعريب العلوم والاكتفاء بتدريسها بالعربية فقط من بعض من ينادون بهذا ومعارضة غيرهم لهم في هذا الاتجاه. في أي الجانبين يختار الوقوف أديبنا؟
الترجمة أعتبرها إضافة و انأ شخصيا معها ، لأنها وسيلة نقل للمعلومة ذاتها وبالتالي نقل لفكر الكاتب وثقافته وأسلوبه و هي تساهم في تقريب الثقافات ، و مع ذلك تعريب العلوم و تدريسها بالعربية اعتقد أنه منهاج ضروري و أساسي ، لأننا شعب لدينا هوية و لغة و ثقافة و حضارة . و بالمناسبة أريد إن أغتنم الفرصة لأوجه تحية تقدير لسعادة سفير اتحاد الكتاب و المثقفين العرب بالولايات المتحدة الأستاذ محمود عباس مسعود الذي بصراحة يتعاون معي في ترجمة العديد من النصوص الأدبية لكتاب عرب و ترجم لي أخيرا مقولاتي إلى اللغة الانجليزية مشكورا .
15- ما موقع رضا سالم الصامت أديبًا على خريطة الإبداع التونسي؟ وما موقع الأدب التونسي على خريطة الإبداع العربي؟
أنا لا احكم على موقعي كأديب كيف يكون في خارطة الإبداع التونسي ، بل اترك غيري يحكم و يقييم ، أما بالنسبة لموقع الأدب التونسي على خارطة الإبداع العربي فأعتقد أنه موجود و حالته الصحية إن صح التعبير هي بخير. يكفي أن تونس أنجبت أدباء مثل ابن خلدون و مقدمته الشهيرة و شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي و إرادة الحياة و محمود المسعدي صاحب رواية " السد" و محمد العروسي المطوي و غيرهم كثير .
16 - تقدم الفن التونسي عبر وجوه شابة عدة في التمثيل والغناء عبر الميديا العربية، بينما تراجع دور الأدب التونسي على الساحة تقريبًا، فما تحليل كاتبنا في الاتفاق والاختلاف؟
الفن هو فن و هو أيضا ثقافة، صحيح لاحظنا لا فحسب وجوه شابة تونسية ، بل و حتى عربية ظهرت سواء في الغناء أو التمثيل أو ما شابه ذلك و لا اسمح لنفسي أن احكم على شيء جديد حل علينا مثل غناء " الراب" المغني أحيانا في أغنية "الراب" يقع في منطقة رمادية بين الكلام والشعر والنثر والغناء و لكن لهؤلاء الفنانين و لهذا الفن عشاق كثر . و للناس فيما يعشقون مذاهب .
أما بالنسبة لدور الأدب التونسي هل تراجع على الساحة، فأعتقد انه لم يتراجع بل دعني أقول تأثر كثيرا من هذا الفن الجديد (فن العصر) بين ظفرين ، و ليس فقط الأدب التونسي هو من تأثر ، بل و حتى الفن العربي و العالمي .
17- مارست كتابة السيناريو، ولك فيه عدة أعمال، فهل تحولت كلها أو بعضها إلى أعمال درامية؟
لا أنكر أنني كتبت السيناريو، و لكن لم تتحول إلى أعمال درامية لأن هنالك ربما عوائق و شروط تمنع ذلك ، ثم إن أهمية ذلك يأتي في الترويج للنص وللمبدع في نفس الوقت ، خصوصا مع ارتقاء وعي طاقم العمل الدرامي إلى مستوى النص الأدبي .
لكن لدي مسرحية واحدة فقط ، تحمل عنوان " الزيتونة " عرضت على خشبة المسرح عدة مرات و أعجبت المشاهدين . ثم إن المسرح هو أداة تعبير للغير و إن بقاء المسرح و ديمومته يعتمد على شبابنا في اكتشاف نفسه و ذلك من خلال استيعابه لكل ماهو جديد من معدات و تقنيات و لغات و من خلال المسرحيات التي تعرض على خشبته مما يسهم في حل عديد المشاكل الاجتماعية العالقة في كل مجتمعاتنا العربية و نشر لغة التسامح و التفاهم بين الناس كما يحمل الجمهور قضايا شعوبنا العربية بروح متفتحة,
فالمسرح أحد فنون التعبير البارزة عبر التاريخ، وهو نموذج من نماذج الثقافة العالمية التي رصعت تاريخ الإنسانية وعبرت عن أفراحه و أتراحه وتناقضاته وطموحاته وتصوراته. كيف لا و هو مرآة الشعوب بما تحمله أفكارهم و نفوسهم و أمانيهم و أحلامهم ومشاكلهم و أفراحهم و حتى أحزانهم . و بالنسبة لأعمالي الروائية ، فأنا أعتبرها حالة إبداعية لها صورتها وخصوصيتها، وليس بالضرورة نجاحها لا يكتمل إلا إذا ما تحول إلى أعمال درامي .

18 - وقفت إبداعاتكم عند حدود النشر الورقي والالكتروني والترجمة لبعضها، فلماذا لم نشهد تفعيلًا دراميًا لها على مستوى الإذاعة والتليفزيون؟
اعتقد أن السؤال يتكرر بصياغة أخرى و جوابي واضح ، صحيح أن لي أعمال نشرت لي ورقيا و الكترونيا، و لكن قد تكون لم تصل إلى مستوى معين يجعلها تشهد تفعيلا دراميا على مستوى التلفزيون خاصة أما في الإذاعة فقد شاركت في عديد البرامج الثقافية و الأدبية ومنها برنامج المقهى الثقافي و تحدثت عن أعمالي المتنوعة ، و بحكم أني كاتب صحفي لدي سلسلة من المقالات الاجتماعية تنشر لي أسبوعيا تحت عنوان " الفاهم يفهم " بجريدة الأولى التونسية و نفس الشيء في شهر رمضان من كل عام لدي أيضا سلسلة مقالات يومية تنشر لي تحت عنوان: نسمات رمضانية الخ ,,, غالبا ما تتحدث عنها وسائل الإعلام و خاصة المسموعة من إذاعات محلية و جهوية ماعدا التلفزيون ,
و لكن لنعلم أنه ليس بالضرورة حسب اعتقادي أن نجاح أي عمل أدبي مرتبط بتحوله إلى عمل درامي .
19- سافرت إلى فرنسا، وإلى الصين، وبعض البلدان العربية، ولكنك لم تقدم لنا انطباعاتك حول تلك الرحلات، فيما يسمى بأدب الرحلات، هل ستفعلها قريبًا أم الفكرة غير واردة، والسبب؟
كتبت مقالات موجزة فقط عن رحلاتي التي قمت بها لفرنسا و الصين و بعض البلدان الأخرى و تعرضت فيها عن انطباعاتي عن هذه البلدان و عادات الناس فيها ، و لكن ربما قد أفكر في إن انشر سلسلة مقالات عن هذه الرحلات التي هي راسخة في ذهني والحمد لله.
20- اتصلت بالكثير من الشخصيات العربية وغيرها، ولكنك حرمت المكتبة العربية مما يسمى بأدب المذكرات أو الذكريات عن الأحياء منهم ومن رحل، ترى ما الداعي لذلك أديبنا، مع ما لهذا النوع من الأدب أهمية ومكان؟
المكتبة العربية تزخر بأدب الذكريات و فيهم من رحل كالأديب محمد العروسي المطوي و شاعر تونس الصغير أولاد حمد رحمه الله و هو الذي قال في قصيدته :
نحبُّ البلادَ
كما لا يحبُّ البلادَ أحدْ
صباحًا مساءً
وقبل الصّباحِ
وبعد المساءِ
ويوم الأحدْ
ولو قتّلونا
كما قتّلونا
ولو شرّدونا
كما شرّدونا
لعُدنا غزاة لهذا البلدْ ....
فهذا النوع من الأدب ، أكيد له أهميته و يحتل مكانه بين رفوف المكتبات العربية و شخصيا لدي أيضا مؤلف عنوانه "الطوابع البريدية في متناولك " وهو كتاب موجود بين رفوف المكتبة الوطنية التونسية للكتب صدر عن دار النشر للطباعة فسيفساء عام 1994 والذي يعتبر مرجعا ثقافيا و تربويا لمن يبحث عن تاريخ الطوابع البريدية في العالم و في تونس وفي عديد البلدان و حتى الصين و يهم أيضا هواة جمع الطوابع و غيرهم .
21- يعكف كثير من الكتاب في كتابة سيرتهم الذاتية لتكون شهادة منهم على فترة حياتية هامة في تاريخهم وتاريخ أمتهم، وليس في هذا نوع من الادعاء بحريتهم في سيرتهم، ولكنها حقٌ للأجيال القادمة، فهل نرى سيرتكم قريبًا أديبنا الكبير؟
ككل كاتب له سيرة ذاتية تجدها في محرك البحث "غوغل" أو بالموسوعة الحرة العالمية ويكيبيديا، فهذين المؤسستين لا يعرفان سوى الحياد و التدقيق في المعلومة و هذا يكفي لكي تعرف أكثر عن السير الذاتية لكتاب و أدباء كبار دخلوا التاريخ الفكري و الأدبي و العلمي من بابه الواسع ، ويعدون من أهم الشخصيات سواء كانوا من الأحياء أو من الأموات . و مثلما ذكرت في سؤالك هذا حق للأجيال القادمة للتعرف عن هذا الكاتب أو ذاك. مثال على ذلك الأديب طه حسين ، نجيب محفوظ ، لطفي المنفلوطي و القائمة تطول. أما بالنسبة لسيرتي أعتقد أن الوقت ما يزال مبكرا و مثلما قال الدكتور و المفكر الموسوعي محمد حسن كامل في إحدى مقولاته: إذا بلغت القمة، فاعلم أنك على أولى درجات الصعود. و نحن مازلنا نمشي الهوينا ...
****
ختاما ، أريد أن أتوجه بالشكر لمحاوري " المشاكس" الأستاذ الناقد و الشاعر المرموق السيد إبراهيم أحمد الذي وجه لي مشكورا أسئلة أعتبرها جد قيمة، لأنها تدخل في إطار تخصصي الفكري و الثقافي و الأدبي إن صح التعبير ، حيث وجدت نفسي أجيب على كل سؤال بأريحية و رضاء تام ، لأن الرضا هو رايتي و السالم ...غايتي و الصامت ... من الصمت حكمتي و الثقافة العربية الصينية هي أثري من الأثر و تأثري من التأثر، و قلت و مازلت أقول أن كل ما أكتبه سواء كان عربيا أو فرنسيا أو صينيا " بيتكلم عربي" كأرضنا الفلسطينية التي تتكلم عربي ... كل ما أتمناه أن أكون قد وفقت بإذن الله تعالى في الإجابة عن كل أسئلة هذا الحوار الشيق و أن لا أكون قد أزعجت أحدا، أو خرجت عن صلب الموضوع ، فللقراء الكرام محبتي و تقديري و الله ولي التوفيق .
أشكر أرض تونس الخضراء التي أنجبت مثل هذه القامة التي تبدع في صمت، وتعمل في صمت، وكان في كل ما يكتبه مفيدًا وهادفًا، مد يده في السياسة محاولًا التحليل والتأصيل لوضع الحلول، نفع أطفال بلده وأطفال العالم العربي بما يبثه من حكم وقيم في ثنايا قصصه، ومع كونه لا ينتمي لعمل ثقافي حكومي استطاع أن يبني جسرًا ثقافيًا بين تونس والصين، وجعل له وجودًا ماديًا على الأرض، كل الشكر لكم أديبنا الكبير الهادئ الفعال الخلوق الأستاذ رضا سالم الصامت، محاورة شيقة، شاكستك بالأسئلة المزعجة، وكنت أنتظر منكم إجابات مشاكسة ، ولكن هذا ضد طبيعتك الهادئة المسالمة الراضية، متعكم الله بالصحة والعافية، وأتمنى أن تنتبه الجهات الثقافية بتونس وتسلط وتزيد بقعة الضوء نحو نشر أدبكم والتعريف بكم، فمثلكم قيمة مخلصة نافعة لتونس وللعرب وللصين .
المصدر: دنيا الوطن 6 أكتوبر 2016


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.