كتبت الكاتبة الصحفية فائزة نصري معلقة على الندوة التي انعقدت بمؤسسة التميمي جاء فيها:" حول "الوضع الاقتصادي وآفاق تطوره" نظمتها مؤسسة التميمي، توقع ثلة من خيرة خبراء الاقتصاد سيناريوهات مستقبلية كارثية.. فمنهم من وصل به الحديث عن سيناريو يوناني مرتقب في تونس ومنهم من أكّد أن الدولة في حالة إفلاس غير معلنة، وجميعهم أكّدوا أن الوضع ماض نحو الهاوية إذا لم تستفق الطبقة السياسية الحاكمة وغير الحاكمة من سكرتها وتنسق مع الحكومة من أجل تكريس الخيارات الوطنية المطلوبة ومنوال تنمية جديد.. أحيانا كثيرة أتساءل ألم يبق أمامنا من خيار سوى السقوط في الهاوية حتى يتبين الجميع حقيقة الوضع الذي تمر به بلادنا اليوم؟؟ هل يكون الحل الوحيد الذي سيجعل الطبقة السياسية وحاضنتها الاعلامية تنهض من غفوتها هو فقط أن تستفيق على كارثة حقيقية آثارها مدمرة وتنكسر أمام واقع مرعب علّها تنشغل عنها بالكيد والتآمر وصناعة الفتن ودق أسافين الخلاف والفرقة والركون إلى حالة القاع والعفن السياسي؟؟ هل قدر هذا البلد أن يظل مستقبله مرتهنا لطبقة سياسية أنانية غارقة في مشاكلها السياسية ومسكونة بالكسب الانتخابي مهما كلفها.. هل قدره أن يظل مرتهنا لحكومات مسكونة بالخوف والتردد والجبن السياسي ومرتهنة لإدارة متخلفة ينخرها الفساد، إدارة تعمل بعقلية الثمانينات والتسعينات التي حكمتها لوبيات ومافيات الفساد؟؟ هل يجب أن تقع الطامة حتى نعرف أنه كان حريا بنا أن نثوّر الإدارة القاتلة للكفاءات المعرقلة للإنجاز والابداع.. وأن نثور على القوانين البالية المافيوزية المكبلة والمنفرة لكل أشكال الاستثمار سواء كان داخليا أوخارجيا، وأن نثور على نظام مالي وبنكي متخلف، وعلى منظومة فساد متمترسة؟؟؟"