تتمتع اللغة العربية بمقومات حضارية وتاريخية تجعلها واحدة من أهم اللغات في العالم، حيث استطاعت عبر تاريخها الطويل أن تحتفظ بمكانتها، فهي لغة القرآن الكريم اختارها الله لما فيها من طابع التعبير والمرونة لتحمل الرسالة السماوية، وتؤديها للناس كافة، لكن الخطر الكبير على اللغة العربية في الوقت الحالي أصبح يهددها و يضعفها بعد إدخال اللغة العامية في كافة المجالات العلمية والثقافية وخاصة المجال الإعلامي، وهذه خطيئة باتت تقع فيها بعض وسائل الأعلام التي من المفترض أن تعمل على تطوير اللغة العربية وتحسينها، في النشرات والبرامج الإخبارية وجعلها لغة معاصرة ميسرة سهلة، لا أن تساهم في تراجعها وتقهقرها. وتعتبر العولمة من اخطر ما يواجه اللغة العربية بسبب هيمنة اللغات الأخرى ولاسيما الانجليزية على العالم العربي، واستهداف لغتنا العربية من خلال حملات مكثفة في وسائل الإعلام وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد صنفاُ من الإعلاميين والمثقفين يستعينون باللهجات العامية، أثناء مخاطبة الجمهور والحوار، ظناً منهم أن هذا يسهم في الشرح والمناقشة و تبسيط فهم المعاني للمصطلحات الصعبة، لكنه ينعكس بالسلب، ما ينتج عنه خطورة تأثير اللهجات العامية في التفريق بين أبناء القطر الواحد والأقطار العربية بسبب اختلاف اللهجة واللكنة، إضافة إلى زيادة عدد من يتحدثون في حياتهم اليومية بالفصحى إلى التكلم في لهجة العامية، ويؤدى ذلك خلق حالة من الخوف على المدى البعيد للغة وجعلها ركيكة وضعيفة، وتخلل البنية اللغة العربية وتفككها.